الطريقة التي تمت بها اعتُبرت «جلافة مُطلقة» وتصرفاً غير مهذب

مصافحة بيل غيتس للرئيسة الكورية الجنوبية تثير جدلاً

صورة

وجد مؤسس مايكروسوفت، بيل غيتس، نفسه في موقف حرج بعد أن تداولت الصحف العالمية على صفحاتها الأولى صورته وهو يصافح رئيسة كوريا الجنوبية، بارك جيون - هاي، بينما يضع يده الأخرى داخل جيب سترته، وذلك خلال زيارته لكوريا الجنوبية، الاثنين الماضي. واعتبر الكثير من مواطني كوريا الجنوبية أن هذا التصرف ينم عن الوقاحة وعدم الاحترام، ونشرت صحيفة «ذي دونغ - ايه البو» الكورية الجنوبية، الصورة مع تعليق بالعبارات التالية «وكما تعكس الصورة، تنم مصافحة غيتس للرئيسة بهذه الطريقة عن جلافة مطلقة». وكتب مدير مكتب «ايه بي سي» في سيؤول، جوهي تشو، إن «غيتس البالغ من العمر ‬57 عاماً لم يدرك، الاثنين الماضي، نتيجة ما فعله، ولم يعلم أن المصافحة اليدوية في الثقافة الكورية ، وأيضاً في آسيا، أمر عفوي، وهو نوع من إظهار الصداقة للطرف الآخر، أو الإشارة إلى ان الطرفين من الجيل نفسه أو السن نفسها، أو ان أحد الأطراف يحس بروابط الصداقة نحو الطرف الآخر، الا ان المصافحة بيد بينما الأخرى داخل جيب السترة أو البنطال، تعد تصرفاً «غير مهذب في عرف الكوريين، وتنم عن التعالي والتكبر على الطرف الآخر».

تداولت أيضاً محطات التلفزة الكورية الجنوبية هذه الواقعة، وعكف المعلقون يحللون ما جرى. وأشارت صحيفة «كوريا هيرالد» إلى ان اسم بيل غيتس كان اكثر الأسماء التي تداولها «نافر» اكبر محركات البحث في كوريا الجنوبية، واكثر البوابات الإلكترونية زيارة في البلاد يوم الثلاثاء الماضي.

ولم يسلم غيتس حتى من تعليقات السياسيين الكوريين، عندما علق عضو المجلس الوطني الكوري، تشونغ جين - صك، على الحادث بقوله «ربما يعكس ذلك اسلوب الأميركيين، لكن وضع احدى اليدين داخل جيب السترة خلال مصافحة شخصية كبيرة أمر يتجاوز العفوية ليصبح مؤسفاً للغاية».

الا ان جيون هاي نفسها اظهرت تسامحاً لم يتوقعه الكثيرون عندما نشر مكتبها بياناً يتحدث عن الواقعة. يقول البيان «لقد تصرف غيتس بالطريقة نفسها عندما التقى الرئيس السابق، لي مينغ - باك قبل خمس سنوات، اننا ننظر الى هذا الأمر بوصفه أسلوباً أميركياً في التحية».

لكن بمزيد من البحث في «غوغل» اكتشف الكوريون الجنوبيون أن جيون هاي لم تكن الشخصية الوحيدة التي صافحها غيتس ويده داخل جيب سترته، ومن بين تلك الشخصيات رئيس جنوب افريقيا السابق، ثامبو مبيكي، عام ‬2006. أيضاً حدث الشيء نفسه عندما التقى غيتس بالرئيس الأميركي السابق، بيل كيلنتون، والرئيس الفرنسي السابق، نيكولاي ساركوزي. بعض الكوريين الجنوبيين نشروا في بعض المواقع صوراً لغيتس وهو يصافح الرئيس الكوري الجنوبي الليبرالي، كيم داي - جونغ بكلتا يديه. أحد اصدقاء غيتس يقول ان «غيتس رجل عفوي لا يرتبط بالعادات والتقاليد، ولهذا السبب تصافح مع جيون هاي بتلك الطريقة».

ويعتقد كل من الخبراء الكوريين والأميركيين ان الأمر ليس ذا اهمية كبيرة، ويقول الأستاذ المشارك في شعبة العلوم السياسية والدبلوماسية في جامعة بوسان الوطنية، روبرت كيلي، ان «المصافحة بيد واحدة ليست ذات اهمية كبيرة في العرف الأميركي، ولهذا لا اعتقد ان ما فعله غيتس ذو اهمية كبيرة، لأنه في المقام الأول ليس كورياً، فمن غير العدل ان نحكم عليه بمعايير لا يعرفها، ولكن الأهم من ذلك أن الأميركيين يعتبرون تجاهل المصافحة بازدياد ينم عن التعالي». اما الخبير بمركز البحوث الاجتماعية والاستشارية الكوري الجنوبي، باي جونغ - تشان، فيعتقد ان «غيتس صافح كيم بكلتا يديه نظراً للفارق العمري بينهما، ولهذا لم يتناولها المحللون بالتأويل في ذلك الوقت». ويتفق (باي) مع المواطنين الكوريين على ان اسلوب مصافحته للرئيسة يعد غير مهذب بمعايير الثقافة الكورية، ويدعو الشخصيات العالمية، مثل غيتس، إلى الالتزام بالمعايير المقبولة في الأراضي الأجنبية.

 

تويتر