مهامهن تعدت الطبخ والتمريض إلى المشاركة الفعلية

نساء مصر لعبن دوراً جوهرياً في ثورة 25 يناير

نوال السعداوي.

على الرغم من أنها أمضت السنوات الـ80 الماضية غارقة في النضال النسوي والسياسي ، إلا ان نوال السعداوي تفاجأت بالدور الذي لعبته المرأة للإطاحة بالنظام، والتي قالت «كانت الأمهات الشابات ينمن مع أطفالهن في الخيام على الارض في ساحة التحرير ،رغم المطر. وكن يرضعن أطفالهن ولا يغادرن ساحة التحرير».

إنها سمة جديدة للحركات المنادية بالديمقراطية التي تكتسح الشرق الاوسط برمته، إذ تخرج الفتيات والنساء الى الشوارع للتظاهر جنباً الى جنب مع الرجال. والآن تقول ناشطات القضايا النسائية في المنطقة إن مثل هذه الانتفاضات يمكن ان تتحول الى لعبة تغيير للنساء، إذ إن الديمقراطية لن تقتصر داخل المؤسسات البرلمانية فحسب، وإنما في المنزل ايضاً. وأدى ذلك الى قلب رأي ناشطات المرأة رأسا على عقب، اذ تؤكد النساء العربيات ان هذه الثورات السياسية مسألة شخصية.

نوارة نجم


الجنس الناعم كان وجوده لافتاً في التظاهرات.    أ.ب


تركن منازلهن للمشاركة في الثورة .    غيتي

وكانت مزن حسن، 32 عاماً، واحدة من ضمن آلاف المصريات اللواتي احتللن ساحة التحرير في الفترة ما بين 5 يناير الى 11فبراير. وتعتبر هذه المرأة التي تدير جماعة تعنى بحقوق المرأة، جزءاً من جيل جديد من الناشطين الذين يبرعون في تنظيم الشبكات الرقمية، حيث كانت تتواصل مع موقع «تويتر» من شوارع القاهرة، حيث تحدثت عن متظاهرات عديدات كن يحملن اللافتات التي كتب عليها «نحن فتيات الثورة»، وفي السابع من فبراير الجاري تحدثت عن فتاة في الـ15 من عمرها تقوم بحراسة نقطة تجمع، وتقول «إن هذه مسؤوليتي». وقالت لي مزن عبر الهاتف الاسبوع الماضي «النسوة في هذه الاحتجاجات لا يقمن بالأدوار التقليدية المعتادة مثل الطبخ أو التمريض، وإنما هن ناشطات اساسيات في هذه الثورة. وتقوم بعض النساء بكتابة الشعارات، وهناك بعض النساء في الصفوف الامامية يحرسن المتظاهرين».

ولم تكن نساء الطبقة المتوسطة المتعلمات هن اللواتي خرجن الى الشوارع وإنما «كل نساء مصر»، كما اظهرت الصفحة التي نظمت على موقع الـ«فيس بوك» لجمع صور النساء اللواتي شاركن في الصورة، حيث كان هناك الجدات وفتيات المدارس والنساء اللواتي يرتدين النقاب، وأخريات لا يغطين رؤوسهن مطلقاً. وترى الناشطة هديل الخولي البالغة من العمر 25 عاماً، ان هؤلاء النسوة تحدين التوقعات. وأضافت «كسرن الصور النمطية للمرأة العربية و المسلمة. والنساء العربيات لسن ضحايا ينتظرن الغرب كي يحررهن».

ولكن مزن، وهديل، وفتيات الثورة الأخريات تواجهن تحدياً مهماً جداً، إذ ان مصر تأتي في المرتبة 125 في ترتيب الندوة الاقتصادية العالمية للفرق بين الجنسين و التي تضع هذا الترتيب استنادا الى الفروقات الاقتصادية والسياسية والصحية والتعليمية بين الجنسين (اليمن في اخر القائمة، وايسلندة الاولى والمملكة المتحدة في المرتبة 15).

وتشير تقارير منظمة هيومان رايتس واتش الى ان اقل من 10٪ من البرلمانيات المنتخبات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا من النساء، وهي اقل نسبة في العالم. وطبقاً لما يقوله تقرير صادر عن مؤسسة التدريب الاوروبية شكلت النساء نصف المسجلين في التعليم العالي في مصر عام ،2007 الا ان 24٪ منهن كن مسجلات في سوق العمل. ويبلغ معدل البطالة لدى النساء 18.6٪ مقارنة بـ5.6٪ لدى الرجال.

ويبدو ان الجماعة التي تقودها مزن مشغولة جداً مع الناشطات الاخريات لحقوق المرأة، لوضع قائمة بمطالبهن يعتقدن انها مفصلية لمرحلة التحول الى الديمقراطية في اعقاب نظام مبارك. وفي قائمة هذه المطالب «مشاركة سياسية حقيقية للنساء، ومن ثم معالجة التحرش الجنسي، والعنف ضد المرأة، وتعديل القوانين بحيث لا تضمن احتكار الرجل للسلطة. ولكن كيف يمكن تحقيق هذه المطالب؟». لقد حدث شيء مهم في شوارع القاهرة في الفترة ما بين 25 يناير و 11فبراير الجاري، ربما يكون حاسماً في موضوع مصر الجديدة، على الرغم من التحرش الجنسي الذي انتشر على نطاق واسع في مصر خلال السنوات الماضية، الا ان مزن تقول إنه كان هناك تغير هائل خلال الثورة، عندما بدأت الاحتجاجات كانت النساء في كل مكان، ولم تتعرض اي منهن للتحرش. وتؤكد ذلك الخولي التي قالت «لم اشعر يوماً بالأمان في مصر مثل ما كانت عليه الحال وأنا بين الجموع».

تويتر