الإمام الأكبر و150 عالماً ينكرون معرفتهم بتوجهات وتمويل المحطة الراهنة

الأزهر يتهم خالد الجندي باختطـاف قناته التلفزيونية

خالد الجندي مدير القناة التلفزيونية ((أزهري))/ شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب - الإمارات اليوم

شهد شهر رمضان الكريم أعنف مواجهة بين مؤسسة الأزهر الشريف وقناة «أزهري»، التي يديرها الداعية الاسلامي خالد الجندي، الذي اختفى من القناة طوال الأسبوع الماضي، وبينما يصر شيخ الأزهر على إمساك جميع أوراق المشيخة بيده خصوصا أعلام الأزهر، يتمسك الجندي بالقناة التي حققت قدرا كبيرا من النجاح خلال عام.

وكشف الأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة عن تقدم 150 أستاذاً بجامعة الأزهر بطلب عاجل إلى شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب، يطالبون فيه بإلغاء اسم «أزهري» من القناة التى يملكها الداعية خالد الجندي، مؤكدين أنها لا تمثل الأزهر، كما ان من يعملون بها ليسوا من علماء الأزهر.

وقال كريمة إن مصدر قلقنا كعلماء، أن هذه القناة لا نعلم مصدر تمويلها وليس هناك من الأزهر من يراجع أو يناقش ما يعرض فيها من أفكار»، مشيرا الى «أن اسم «أزهري» الذي تحمله يخدع الناس في مصر والعالم الاسلامي، وكأنها صوت الأزهر». وأضاف كريمة «لا نعرف شيئاً عن الأفكار التي تبثها ومن يقف خلفها، فقد تبث فكرا متشددا أو تتساهل في أحكام الدين».

وطالب كريمة الجهات المسؤولة بالتحرك، حتى لا يستخدم اسم الأزهر الاستخدام الخاطئ، معتبراً أن ما يحدث تساهل وتهاون في حق الأزهر، لا يمكن السكوت عنه، ويرفضه رجال الأزهر جميعا.

وتابع «تقدمنا بطلب آخر إلى وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي، ووزير الإعلام أنس الفقي، لوقف بث القناة بالاسم نفسه، خصوصا أن الأزهر لم يوافق على هذه القناة وكذلك وزارة الأوقاف، التي ظهرت فجأة، وكأنها محاولة لفرض أمر واقع».

وقال المتحدث الرسمى للأزهر الدكتور محمد رفاعة الطهطاوي إن «الجندي انقطعت صلته بالأزهر و(الأوقاف)، منذ وقت طويل ، وبالتالي هو لا يمثله، ولا يجوز تحميل المشيخة، وهي رأس العمل الاسلامي الرسمي في البلاد، آراء داعية مستقل».

وشدد رفاعة على أن الأزهر يدرس الآن اطلاق قناة تعكس آراءه وتوجهاته بشكل علمي، وقال لـ«الإمارات اليوم»، إن «شيخ الأزهر مصرّ على إعادة هيبة المؤسسة الدينية، ومحاربة بعض العشوائيات التي يحاول البعض ان يفرضها أمراً واقعاً».

من جهته، شكك الشيخ خالد الجندي في الطلب الذي قدم إلى الطيب، مؤكدا أن هناك عدداً كبيراً من علماء الأزهر يتعاونون معه لنشر الدين الصحيح، ومواجهة القنوات والآراء المتشددة، وتابع الجندي، في الوقت الذي انتشر فيه المجون والأفلام الخليعة والقنوات التي تفتح خصيصا في رمضان لنشر اشياء مخالفة للشرع، نجد بعض علماء الأزهر يرفضون وجود قناة دينية تنشر الفكر الاسلامي المستنير، البعيد عن الغلو والتطرف.

وأكد الجندي لـ«الإمارات اليوم»، أن القناة وقف لله تعالى، ولا يستطيع أحد في الأزهر إغلاقها، وأن من يملك ذلك فقط وزير الاعلام وأمن الدولة، مشيرا الى أن الازهر إذا كان يريد انشاء قناة فضائية، فليتقدم ونتعلم جميعا منه، وإذا كانت هناك اخطاء في القناة، فنحن لا نتعالى على النصيحة وقبول الخطأ في أي وقت، رافضا اتهام القناة بأنها (بزنسة)».

وأكد الجندي أن «القناة خرجت بعلم الأزهر على الرغم، من أنني لم أقل إنها قناة الأزهر الشريف، وحصلت على موافقة شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، الذي رحب بالفكرة، وطلب مني أن أقوم بإبلاغ مجمع البحوث الإسلامية، وهناك وقع الخلاف الأول مع الدكتور أحمد الطيب، عندما قلت، مداعبا، «إنني سأقوم بـ(تظبيط) شيوخ الأزهر، ووقع سوء فهم لم اقصده».

وقال الجندي «كنت اتوقع أن يقوم رجال الأزهر بشكري، لأنني أوجدت لهم قناة تحمل رسالة الأزهر وأفكاره، خصوصا بعد أن تأخر الأزهر وتقهقر دوره، فالقناة خلال عام تصدت لاتجاهات التعصب والتشدد، كما قامت بضخ العديد من علماء الأزهر إلى الساحة الإعلامية كنجوم، ولعبت القناة دورا مهما في دعم الوحدة الوطنية، وتضامنت مع البابا شنودة في قانون الأحوال الشخصية، كما أنها أول قناة دينية قامت بتهنئة النصارى بأعيادهم، ونشرت عزاء في حادث نجع حمادي». وأضاف «طوال هذا العام لم ندعِ المعرفة بأصول اللعبة الاعلامية، وقمنا بالاستعانة بالاعلامي الكبير محمود سعد».

وختم الجندي «أنا لست غريبا عن الازهر، أنا إمام وخطيب درجة أولى بوزارة الأوقاف، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية».

وكان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قد شنّ هجوما عنيفا ضد القناة، وقال إن «(أزهري) لا تمثل الأزهر، وإنها استخدمت اسم الأزهر في غفلة منه».

تويتر