الإمارات تنجح في ما فشل فيه الآخرون باليمن

القضاء على أوكار «القاعدة» في معقلهم الرئيس بالجزيرة العربية

صورة

نجحت القوات الإماراتية، بمشاركة قوات النخبة في المحافظات الجنوبية باليمن، في القضاء على أوكار التنظيمات الإرهابية في محافظات شبوة، وأبين، ولحج، وحضرموت، وتمكنت من تحجيم عمليات تنظيمَي «القاعدة» و «داعش» من خلال سلسلة عمليات عسكرية وصفت بالناجعة، فيما عجزت قوى دولية كبرى، على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، عن تحقيق تلك النجاحات.

120 غارة أميركية

أعلن مسؤولون في البنتاغون أن قواتهم شنت أكثر من 120 غارة جوية ضد مسلحين في اليمن عام 2017، أغلبها عبر الغارات الجوية التي استهدفت تنظيم «القاعدة» في اليمن، إلى جانب سلسلة عمليات ميدانية عبر الإنزال المظلي في منطقة البيضاء وسط اليمن.

وأعلنت القيادة العسكرية المركزية الأميركية أن غارات أميركية على محافظة البيضاء في وسط اليمن أدت في 20 نوفمبر، إلى مقتل مجاهد العدني، القيادي بتنظيم «القاعدة في شبه جزيرة العرب»، والآتي من محافظة شبوة المجاورة، سبقتها في الثاني من نوفمبر غارة جوية لطائرة أميركية بدون طيار استهدفت القيادي في التنظيم، أحمد مصفر الخضر، في منطقة الفريض بمديرية مودية بمحافظة أبين أدت إلى مقتل واحد عناصر التنظيم.

وفي الأول من ديسمبر لقي 11 من عناصر «القاعدة» مصرعهم في غارة جوية أميركية استهدفتهم بمنطقة صرار الجشم بمديرية ولد الربيع في البيضاء، وفي 15 ديسمبر لقي ثلاثة من عناصر التنظيم مصرعهم في غارة مماثلة استهدفتهم في منطقة يكلا بالبيضاء أيضاً. وفي 21 ديسمبر تم الإعلان عن مصرع مسؤول الإعلام في تنظيم «القاعدة» باليمن، أبوهاجر المكي، في غارة جوية أميركية بمحافظة مأرب.


عملت قوات الإمارات خلال السنتين الأخيرتين على تدريب وتأهيل وتجهيز وإعداد قوات النخبة في حضرموت وشبوة والمهرة، إلى جانب قوات مماثلة لحفظ الأمن في عدن ولحج وغيرها من المدن اليمنية المحررة.

وكانت القوات الإماراتية بمشاركة قوات النخبة اليمنية، والعمليات الجوية لمقاتلات بدون طيار الأميركية، حققت انتصارات كبرى على تنظيمَي «القاعدة» و «داعش» في عام 2017 بمحافظات يمنية عدة، نستعرض أبرزها في التقرير التالي:

في 21 يناير 2017 تمكنت طائرة بدون طيار أميركية من استهداف عناصر لـ«القاعدة» في مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء وسط اليمن، قتل خلالها القيادي في «القاعدة»، أبوأنس الابي، تبعتها عملية أخرى لطائرات بدون طيار أميركية في 24 من يناير، استهدفت خمسة من عناصر التنظيم في منطقة يكلا بالبيضاء، بينهم قيادي بارز في التنظيم لم يتم الكشف عن اسمه.

وفي 29 يناير قامت القوات الأميركية بعملية إنزال مظلي في اليمن، استهدفت عناصر تنظيم «القاعدة» في منطقة يكلا بمحافظة البيضاء، هي الأولى من نوعها لقوات أميركية في اليمن، أدت إلى نقل ثلاثة من جثامين قتلى قيادة «القاعدة»، بعد قتلهم في عملية قصف ودهم نوعية للقوات الأميركية بالمنطقة، وخلفت 41 قتيلاً في صفوف عناصر التنظيم بينهم أجانب، فيما أشارت الأنباء إلى أن قادة «القاعدة»، عبدالرؤوف الذهب، وسلطان الذهب، وعبدالإله الذهب، وناصر عبدالله ناصر الذهب، وعبدالإله مبخوت، وأربعة من آل الجوف، وآخرين من آل التيس والنمس، قتلوا في العملية الأميركية.

وفي 30 مارس استهدفت طائرات أميركية بدون طيار مواقع عناصر التنظيم في البيضاء وشبوة، أدت إلى مصرع 7 وإصابة ثمانية من عناصر «القاعدة»، بعد قصف قرية نوفان بالبيضاء وقرية السعيد في شبوة، اللتين تضمان معسكراً تدريبياً للتنظيم، فيما تمكنت قوات النخبة في حضرموت، بمساندة قوات إماراتية، من اعتقال اثنين من عناصر «القاعدة» أثناء محاولتهما تفجير الجسر البحري بالقرب من شقق باجرش بمنطقة الستين في مدينة المكلا.

وفي 23 مايو تمكنت مقاتلات أميركية بدون طيار من استهداف سبعة من عناصر «القاعدة» في منطقة الخثلة الواقعة بين مأرب والبيضاء، فيما شنت في 23 يونيو غارة بدون طيار على محافظة شبوة أدت إلى مصرع القيادي في «القاعدة»، أبوخطاب العولقي، المسؤول عن تخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية ضد المدنيين في اليمن، ومناطق عدة بالعالم، حيث كانت تربطه علاقة وطيدة مع قيادة تنظيم «القاعدة».

منشورات

وفي الأول من يوليو ألقت مقاتلات مجهولة منشورات فوق شبوة تطالب سكان المحافظة بالإبلاغ عن قيادات عناصر التنظيم وعناصره في المحافظة، مقابل حصولهم على مبالغ مالية تقدر بخمسة ملايين ريال يمني لمن يُبلغ عن أحد قادة التنظيم، قاسم الريمي، والقيادي السعودي خالد باطرفي، وخبير المتفجرات السعودي إبراهيم عسيري، بالإضافة إلى زعيم التنظيم في شبوة سعد عاطف العولقي.

وفي الثاني من يوليو أكدت مصادر محلية في أبين بجنوب اليمن، مصرع القيادي في تنظيم «القاعدة»، إبراهيم العدني، مع مرافقيه في غارة جوية أميركية استهدفتهم بمعسكرهم التدريبي السري في وادي الملح بمديرية الوضيع، إلى جانب عدد من عناصر التنظيم.

وفي مطلع أغسطس من 2017، تمكنت القوات الإماراتية بمشاركة قوات النخبة اليمنية ومساندة استخباراتية أميركية، من شن حملة واسعة على عناصر تنظيم «القاعدة» في شبوة أدت إلى طردهم من المحافظة، وأدت إلى تأمين مناطق عزان، وعتق، والعقلة، وجبان والحوطة، وقامت بتمشيط القرى والوديان بغرض القضاء على عناصر تنظيمَي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين، وهي العملية الثانية لقوات الإمارات، بعد عمليات اجتثاث عناصر التنظيم من حضرموت بمساندة قوات النخبة الحضرمية.

وكانت قوات الإمارات عملت، خلال السنتين الأخيرتين، على تدريب وتأهيل وتجهيز وإعداد قوات النخبة في حضرموت وشبوة والمهرة، إلى جانب قوات مماثلة لحفظ الأمن في عدن ولحج وغيرها من المدن اليمنية المحررة.

ترحيب

وحظي دخول القوات المدربة إماراتياً إلى المحافظة، بترحيب شعبي من أبنائها الذين أعلنوا دعمهم ومساندتهم في الجهود التي تبذلها لفرض الأمن والاستقرار، وشرعت القوات بعمليات تمشيط وتعقب للعناصر الإرهابية التي فرّت من دون مواجهة إلى مناطق وشعاب جبلية فاصلة بين محافظتَي أبين وشبوة.

وتلقى تنظيم «القاعدة» في أبين ضربات موجعة منذ انطلاق الحملة الأخيرة في سبتمبر، التي أدت إلى تضييق الخناق على تحركات التنظيم في عدد من المناطق اليمنية في جنوب وشرق اليمن، وباتت اليوم عاجزة معاقلهم في أبين وشبوة، المتمثلة بمنطقتَي عزان شبوة والمحفد أبين، تحت سيطرة قوات النخبة والحزام الأمني المدربة إماراتياً، وتم تطهير تلك المناطق التي ظلت لسنوات تحت سيطرة عناصر التنظيم.

وفي 10 سبتمبر تلقى التنظيم ضربة موجعة بعد مقتل 11 من عناصره، بينهم قيادات بارزة، وجرح ثلاثة آخرين في غارة لطائرة بدون طيار أميركية على تجمع لهم في منطقة السرو بمديرية الصومعة بمحافظة البيضاء.

وفي الثامن من أكتوبر قتل خمسة من عناصر التنظيم في غارة أميركية شنتها طائرة بدون طيار على سيارتهم بالقرب من منطقة «سعود» الأثرية، في مديرية «رغوان» شمال غربي محافظة مأرب، فيما قتل أربعة من عناصر التنظيم في غارة مماثلة استهدفتهم بمنطقة شرجان بين الصومعة ومكيراس في البيضاء في 19 أكتوبر، وفي 23 أكتوبر تم القبض على خلية إرهابية بقيادة هاشم الصنعاني، أحد أهم المطلوبين في «القاعدة» بمحافظة تعز، وفي 25 أكتوبر قتل ستة من عناصر التنظيم بغارة جوية لطائرة بدون طيار أميركية استهدفتهم في منطقة «قيفة رداع» بالبيضاء.

تويتر