مقتل عبدالله صالح على يد «حليف الأمس»

في الرابع من ديسمبر الماضي، اتخذت الحرب الأهلية في اليمن منعطفاً مثيراً بعد قيام المتمردين الحوثيين الإيرانيين بقتل الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، لأنه قرر إلغاء تحالفه مع الحوثيين والتوصل إلى سلام مع المملكة العربية السعودية. وظهرت صور جثة القتيل على محطة تلفزيون يديرها الحوثيون الإيرانيون، الذين قالوا إنهم قتلوه بينما كان يستعد للهرب من العاصمة صنعاء.

قبل مقتله بيومين ظهر صالح على التلفزيون وألقى خطاباً أعلن فيه أنه قرر الحوار مع دول التحالف العربي، الذي كان يحاربه بالتعاون مع الحوثيين الإيرانيين منذ عام 2005.

وكان صالح قد حكم اليمن لمدة 30عاماً، ومن ثم أجبر على الاستقالة عام 2011 خلال ما يعرف بـ«الربيع العربي». وقال المسؤولون الحوثيون الإيرانيون إن صالح قتل بينما كان يستعد للسفر مع عدد من قادة حزبه من العاصمة صنعاء إلى مسقط رأسه في سنحان. وتبعه مسلحو الحوثيين الإيرانيين في عربات مصفحة، ومن ثم هاجموه وقتلوه وجميع من كانوا معه، وتم نشر صورة جثته المضرجة بالدماء على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتم تدمير منزل صالح في وقت سابق من القتال الذي نشب في صنعاء بين الميليشيات الحوثية وقوات موالية لصالح، وقامت طائرات التحالف العربي بقصف المواقع الحوثية القريبة من مطار المدينة ووزارة الداخلية.

وكان هذا القصف يمثل محاولة لمنع الحوثيين الإيرانيين من السيطرة الكاملة على العاصمة. وربما كان موت صالح قد أثار غضب السعودية، المصممة على استئصال النفوذ الإيراني من اليمن.

وأدى الصراع بين الحوثيين وقوات صالح إلى مقتل 125 مدنياً في الاشتباكات التي تواصلت لأيام عدة. حسب ما قالت «الصليب الأحمر الدولي». ووقعت الجولة الأخيرة من العنف بعد الانهيار المفاجئ للتحالف العسكري والسياسي بين الحوثيين والقوات الموالية لصالح. وكان الطرفان قد سيطرا على صنعاء خلال السنوات الثلاث الماضية، في تحالف شابه التوتر دائماً.

وحذرت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» من أنها تكافح من أجل الحفاظ على عمل المشافي في صنعاء والوصول إلى مستودعات الإمدادات الطبية، خصوصاً أن عملية توزيع المساعدات الإنسانية عبر مختلف مناطق الدولة معقدة جداً، مع وجود سبعة ملايين شخص يعتمدون على المساعدات.

وقبل مقتله بيومين، ظهر صالح على التلفزيون وألقى خطاباً أعلن فيه أنه قرر الحوار مع دول التحالف العربي، الذي كان يحاربه بالتعاون مع الحوثيين الإيرانيين منذ عام 2005. وتعمل السعودية على تثبيت أركان الحكومة اليمنية الشرعية التي يرأسها الرئيس عبدربه منصور هادي، عن طريق هزيمة المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران.

وبعد ساعات من مقتل صالح ألقى هادي خطاباً متلفزاً دعا فيه اليمنيين إلى الوحدة ضد المتمردين الحوثيين، ووصفهم بأنهم «ميليشيات إيرانية» و«كابوس على اليمن».

تويتر