روادها يتضاعفون شهراً بعد آخر

حسابات زائفة على الإنترنت تثير الكراهية ضد المسلمين

صورة

تستغل شبكة عالمية من الناشطين المناهضين للمسلمين برامج «تويتر»، ووسائل التواصل الاجتماعي، والأخبار المزيفة، والتلاعب بالصور للتأثير في الخطاب السياسي بشأن الإسلام. وكشف تحليل جديد أن هؤلاء الناشطين زعموا أن هناك زيادة كبيرة في عدد متابعيهم في وسائل التواصل الاجتماعي خلال العام الماضي، الذين يعتقدون أن الإسلام «يشكل تهديداً وشيكاً» للمجتمع الغربي. وكشف باحثون من المنظمة المناهضة للعنصرية، «هوب نوت هيت»، أن الناشطة الأميركية المثيرة للجدل، باميلا جيلر، المحظورة من الدخول للمملكة المتحدة، تستخدم برنامج بوت الذي يرسل التغريدات أو يعيد ارسال محتوياتها تلقائياً، حيث تضاعفت هذه التغريدات تلقائياً لحد بعيد. كما رصد الباحثون عينة من حسابات التويتر المعادية للمسلمين في بريطانيا والولايات المتحدة، ووجدوا أن متابعيها زادوا في المتوسط بنسبة 117٪.

شبكة من المنتديات والمجالس على شبكة الإنترنت، تعمل بمثابة غرفة صدى لتضخيم ونشر رسائل مفبركة معادية للمسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي.

«بوابات فيينا»

ووصف النقاد جيلر بأنها الرئيسة الافتراضية للمنظمات المعادية للمسلمين، حيث تنشر هذه المنظمات تقارير جيلر، التي ظل يتضاعف قراؤها إلى أكثر من مليوني شخص كل شهر، بدءاً من يوليو إلى أكتوبر. كما وصف النقاد مدونة «بوابات فيينا» المناهضة للمتطرفين، بأنها دليل تدريب للمجموعات شبه العسكرية المناهضة للمسلمين، التي ظل عدد مشاهديها يتضاعف في الشهر الواحد في الفترة نفسها.

الباحث بمنظمة «هوب نوت هيت»، باتريك هيرمانسون، ذكر «أن النمو المطرد في حسابات تويتر والمواقع التي تنشر الكراهية ضد المسلمين أمر يدعو للقلق، حيث نجد مؤشرات للاهتمام المتزايد في وجهات النظر المعادية للإسلام في هذه الفضاءات الاجتماعية، كلما نمت هذه الحساباب أو المواقع، حيث يتعرف عدد أكبر من الناس إلى الرسائل المتحيزة ضد الإسلام والمسلمين».

وتشير الدراسة إلى كيفية استغلال النشطاء المعاديين للمسلمين الهجمات الإرهابية في المملكة المتحدة على مواقع التواصل الاجتماعي، جنباً الى جنب مع حسابات تويتر عدة بارزة معادية للمسلمين في المملكة المتحدة، الأمر الذي ضاعف عدد المتابعين لهذه الحسابات في أعقاب الأعمال الإرهابية.

حشد عدائي

خلال الساعات والأيام التي أعقبت هجوم مانشستر، استطاع زعيم الرابطة الإنجليزية اليمينية المتطرفة، تومي روبنسون المعروف بعدائه للإسلام والمسلمين، أن يحصل على 40 ألفاً و42 متابعاً، بزيادة قدرها 17٪، وذلك خلال 48 ساعة من الهجوم. واستطاع روبنسون أن يحصل على 22 ألفاً و365 متابعاً بعد هجوم ويستمنستر، وحصل بذلك على متوسط زيادة أسبوعية وصلت الى 4222 متابعاً من مارس إلى نوفمبر 2017.

الهجوم الإرهابي على جسر لندن في يونيو تم استغلاله أيضاً من قبل الناشطين المعادين للإسلام، حيث عكست 32 تغريدة من ضمن 100 تغريدة أكثر شعبية عن الهجوم مشاعر سلبية تجاه المسلمين.

اتهمت الدراسة أيضاً موقع «بريتبارت»، الذي يديره كبير الاستراتيجيين السابق للرئيس الأميركي، دونالد ترامب – وهو ستيف بانون، بأنه ينشر أخباراً ملفقة، حيث أشارت الدراسة إلى أن «تقارير الموقع عن الإسلام والمسلمين لا يمكن تمييزها، الى حد كبير، من خطاب الحركة المعادية للمسلمين أو حتى خطاب اليمين المتطرف».

وتقول الدراسة إن شبكة من المنتديات والمجالس على شبكة الإنترنت تعمل بمثابة غرفة صدى لتضخيم ونشر رسائل مفبركة معادية للمسلمين على مواقع الإعلام الاجتماعية، وأحدث مثال على ذلك هو أن أحد حسابات تويتر نشر أخيراً صورة لنساء مسلمات يسرن بمقربة مجموعة من الناس يساعدون أحد ضحايا هجوم ويستمنستر في مارس 2017.

واكتسبت الصورة اهتماماً كبيراً بعد أن زعم أحد مستخدمي «تويتر»، أن الصورة تكشف لامبالاة المرأة المسلمة بالضحية الذي يتم علاجه. وفي ما بعد كشفت جهات أن موقع الـ«تويتر» كان واحداً من ضمن 2700 حساب تويتر تم تسليمه إلى لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي من قبل مؤسسة تويتر على أنه حساب مزور تم انشاؤه في روسيا للتأثير في سياسات المملكة المتحدة وأميركا.

تويتر