غرافيك.. عودة كركوك إلى العراق بدّدت حلم الاستقلال الكردي

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن أحياناً، وهذا ما حدث لأكراد العراق الذين اعتقدوا أنهم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم إقامة الدولة الكردية. ولم يتوقع زعيم الأكراد، مسعود برزاني، أن تتحرك بغداد بهذه السرعة والقوة لاسترجاع مدينة كركوك الاستراتيجية والمنشآت الحيوية التي تحيط بها.

انتزعت قوات الحكومة العراقية السيطرة على مدينة كركوك، التي كانت خاضعة لسيطرة الأكراد، الأسبوع الماضي، في رد عسكري جريء وخاطف يغير ميزان القوى في البلاد، بعد استفتاء أجراه الأكراد على الاستقلال الشهر الماضي. رتل من المركبات المدرعة، التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب، الذي دربته الولايات المتحدة، سيطر على مبنى المحافظة في وسط كركوك.

للإطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.


• لم يتوقع زعيم الأكراد، مسعود برزاني، أن تتحرك بغداد بهذه السرعة والقوة لاسترجاع مدينة كركوك الاستراتيجية.

يبدو أن الخلافات المتواصلة بين حكومة بغداد وقيادة إقليم كردستان بخصوص استقلال الإقليم، ليست في طريقها لأن تحل قريباً، خصوصاً بعد التصعيد العسكري الأخير إثر تدخل القوات العراقية واستعادة سيطرتها على مواقع حيوية من مدينة كركوك، بما في ذلك مبنى المحافظة والمطار العسكري. وتشكل كركوك، الغنية بالنفط والغاز، إحدى المناطق المتنازع عليها بين الأكراد والسلطة المركزية في بغداد بالإضافة إلى محافظة نينوى وديالى وصلاح الدين، لكن كركوك لا تنتمي رسمياً لأراضي إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ سنة 1974.

وخلافاً للتوقعات والمخاوف، لم يسفر تدخل القوات العراقية في كركوك عن مواجهات مع قوات البيشمركة التابعة لقيادة الإقليم، حيث انسحبت الأخيرة مفسحة المجال للقوات العراقية للسيطرة على مبنى المحافظة ومواقع حيوية فيها من دون مقاومة.

تعد مدينة كركوك مركز قطاع النفط العراقي، ومفتاح استقرار شمال العراق. وتقع المدينة وسط عدد من أغنى حقول النفط بالمنطقة، ويوجد خط لأنابيب النفط يصل بين كركوك وموانئ على البحر الأبيض المتوسط. وقد كانت المنطقة المحيطة بمدينة كركوك منذ سنوات طويلة جزءاً من برنامج «التعريب» الذي طبقه الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، والذي سعت الحكومة من خلاله لإحداث تغيير ديموغرافي في المناطق التي تتركز فيها الثروة النفطية، من خلال إخراج الأكراد والتركمان واستبدالهم بالعرب من الجنوب.

وتعتبر كركوك من أكثر المناطق إثارة للخلاف بين الأطياف العرقية، فبينما تعتبرها بغداد جزءاً من العراق الكبير يقول الأكراد إنها مدينتهم التي هجروا منها مراراً. أما التركمان فيزعمون أنهم أحق بالمدينة من غيرهم لأنهم استوطنوا فيها منذ العهد العثماني الأول. ونظراً لأهميتها الاستراتيجية وثروتها النفطية، باتت كركوك مفتاح حل الصراع العراقي. وفي الوقت الراهن لن يسود سوى منطق القوة في ظل تغير التوازنات الإقليمية والتحالفات في المنطقة.

تويتر