أحجم عن التحالف مع المجموعات السياسية الراسخة

ماكرون يتطلّع إلى إجراء تغيير جذري للنظام السياسي الأوروبي

صورة

خلال عام تمكن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من التغلب على الأحزاب السياسية الفرنسية المخضرمة، ليدخل قصر الإليزيه مظفراً. ويبدو أن ماكرون يتطلع الآن إلى تغيير النظام السياسي الأوروبي. ويعمل حزبه، الذي يبلغ عمره الآن 19 شهراً، واسمه «الجمهورية إلى الأمام»، على استكشاف حلفاء محتملين في شتى أنحاء القارة الأوروبية، بهدف تشكيل مجموعة سياسية من أجل الانتخابات البرلمانية الأوروبية المرتقبة في عام 2019.

أحجم ماكرون، حتى الآن، عن التحالف مع أي من المجموعات السياسية، على عكس الحكمة التي تقول إن مثل هذه المجموعات ضرورية لبناء التحالفات، وعقد الصفقات في الاتحاد الأوروبي.

وأحجم ماكرون حتى الآن عن التحالف مع أي من المجموعات السياسية، على عكس الحكمة التي تقول إن مثل هذه المجموعات ضرورية لبناء التحالفات، وعقد الصفقات في الاتحاد الأوروبي. وأدى قرار رئيس الحكومة البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، سحب حزبه المحافظ من مجموعة يمين الوسط، التي كانت سائدة، إلى إضعاف يده في أوروبا، وذلك عندما حاول التفاوض للفوز بشروط أكثر ملاءمة لعضوية بلاده.

ولكن يبدو أن الزعيم الفرنسي متردد في الانضمام إلى التجمعات السياسية الراسخة، ويرغب في إعادة رسمها من جديد. ويقول العضو في قيادة حزب الجمهورية إلى الأمام، آرنود ليروي، لصحيفة فاينانشال تايمز «نريد إجراء تغيير جذري في السياسة الأوروبية، ولا نريد أن نظل عالقين بتركيبة الأحزاب القديمة وآلية عملها. وأصبح الاتحاد الأوروبي معضلة سياسية في العديد من الدول، ولذلك فإننا ندفع باتجاه إحداث تغيير سياسي شامل». ويمضي قائلاً إنه في نهاية المطاف، فإن الفكرة بالنسبة لحزب ماكرون تتمثل في أن يكون قادراً على التأثير في تعيين رئيس المفوضية الأوروبية المقبل، إذ إن هذه الوظيفة تعتبر واحدة من الوظائف الأساسية التي يتعين على الحزب الحصول عليها خلال العامين المقبلين، ويضيف. وإذا فشلنا في إطلاق شيء جديد، أو اذا فشلنا في الحصول على عدد كافٍ من مقاعد البرلمان الأوروبي، فسنفكر في أي المجموعات الموجودة فيه سننضم.

وخلال العقود الأربعة الماضية، كانت سياسة الاتحاد الأوروبي تدور حول ثلاث مجموعات كبيرة في البرلمان الأوروبي الموجود في ستراسبورغ، هي: حزب الشعب الأوروبي على يمين الوسط، والاشتراكيين على يسار الوسط، والديمقراطيين وتحالف الوسط من الليبراليين والديمقراطيين في أوروبا. ويعتقد ماكرون، كما هي حال أحزاب يمين ويسار الوسط التقليدية في فرنسا، التي منيت بفشل ذريع في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أن الأحزاب الرئيسة في الاتحاد الأوروبي باتت أكثر انقساماً بشأن القضايا الأساسية. وقال ماكرون في خطاب في جامعة السوربون الشهر الماضي: ستشاهدون على المستوى الأوروبي ما ظهر جلياً في فرنسا في شهر مايو الماضي، الذي مفاده ان ما كان يجمع هذه الأحزاب مع بعضها لم يعد موجوداً. وذلك لأن الآراء نحو أوروبا لم تعد واحدة ضمن الأحزاب الكبيرة، لأنهم لم يعودوا يؤمنون بالأهداف ذاتها.

ويقول ليروي، إنه ضمن مجموعة الشعب الأوروبي في البرلمان الأوروبي نرى أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي يضم المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، ليس هناك الكثير من الاهتمامات المشتركة بينه و بين حزب فيديز، وهو حزب رئيس حكومة هنغاريا فكتور اوربان، خصوصاً في موضوع الهجرة. وبصورة مماثلة نرى أن رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني، مارتن شولتز، على تباعد كبير مع رئيس الحكومة السلوفينية المتعصب، قوما روبرت فيكو، حيث يواصل هذا الأخيرة خطابه المتشدد ضد المسلمين. ويبدو أن طموحات الرئيس ماكرون السياسية في الاتحاد الأوروبي هي جزء من محاولة اندماجية أكبر. وحثّ ماكرون في خطابه في السوربون قادة الاتحاد الأوروبي على قبول اتفاق تعاون دفاعي أقوى، وسياسات اقتصادية أشد، وميزانية مشتركة من أجل منطقة اليورو، كرد على الضغط الناجم من الأحزاب الشعبوية. ويريد الزعيم الفرنسي أيضاً قوائم بالمرشحين الأوروبيين لشغل مقاعد البرلمان الأوروبي في وقت مبكر من 2019، كي تشغل المقاعد الـ73 الشاغرة التي نجمت عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

والإصلاح لن يكون سهلاً، والرئيس ماكرون كان لديه شعور بأنه ربما سيواجه مقاومة خلال قمة قادة الاتحاد الأوروبي، التي انعقدت الأسبوع الماضي، عندما تم رفض عدد من اقتراحاته المتعلقة بالاتحاد الأوروبي، بدءاً من الضرائب، وانتهاء بالمفاوضات التجارية.

تويتر