بعد دعمها العسكري للدوحة

تركيا لن تكون وسيطاً نزيهاً في أزمة قطر مع جيرانها

صورة

صرّح أحد مستشاري الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأن تركيا تعزّز وجودها العسكري في قطر، في تحدّ واضح لمطالبة كتلة المقاطعة التي تقودها السعودية، بانسحاب الجيش التركي من هذه الدولة الخليجية.

- تركيا لديها الكثير من المصالح على المحك، فهي متلقية رئيسة للاستثمارات القطرية، واشترت السعودية والإمارات ما قيمته 8.6 مليارات دولار من الصادرات التركية العام الماضي، أي ما يزيد بـ20 مرة على ما تستورده قطر من تركيا.

- أزمة الخليج أحدثت شرخاً سياسياً في الشرق الأوسط، وحذرت الولايات المتحدة من أنها قد تضر جهودها لمحاربة تنظيم «داعش».

وقال المستشار إيلنور سيفيك، الاثنين الماضي، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، إنه «مازال هناك مزيد من الجنود الأتراك الذين يتوقع وصولهم إلى قطر». وقد نشرت تركيا عشرات الكوماندوز وبعض وحدات المدفعية في قطر، وفقاً لما ذكرته صحيفة حريات التركية.

ومن شأن تزايد البصمة العسكرية التركية، أن يشعل أكثر، المواقف الملتهبة أصلاً على جانبي الفجوة السعودية - القطرية، التي اندلعت الشهر الماضي. وأصبح هذا النزاع عصياً على الوساطة الكويتية والجولات المكوكية لوزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطعت علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع دولة قطر منذ الخامس من يونيو الماضي. واشترطت هذه الدول أن تمتثل قطر لقائمة تضم 13 مطلباً لعودة علاقتها معها، من بين المطالب إنهاء الوجود العسكري التركي على أراضيها، وتقليص علاقاتها مع إيران، وقطع علاقتها مع جماعة الإخوان المسلمين. وقد رفضت قطر مطالبها، ونفت صحة تأكيدات الكتلة بأنها تمول الإرهاب.

وصارت أنقرة حليفة قوية لقطر منذ المقاطعة التي فرضتها عليها الدول العربية الأربع في الخامس من يونيو، فقد ساعدت الدوحة على توفير الطعام، ووسّعت من وجودها العسكري هناك، قبل أن يبدأ البلدان تدريبات عسكرية مشتركة في وقت لاحق من هذا الشهر. ويقول وزير الدفاع التركي، فكري ايزيك أن زيارة أردوغان، التي استغرقت يومين إلى الشركاء التجاريين الرئيسين تهدف إلى «تخفيف حدة التوتر بدلاً من تأجيج عدم الاستقرار»، مع التأكيد على ضرورة احترام سيادة قطر. ويقول مدير مجلس إدارة مؤسسة فيريسك مابلكروفت للتوقعات، الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، أنتوني سكينر، «لقد تم استبعاد تركيا بالفعل كوسيط رئيس في أزمة قطر، بسبب دعمها للدوحة، وبسبب موقفها من (الإخوان المسلمين) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)»، ويضيف «إلا أن الرئيس أردوغان لديه مصلحة واضحة في القيام بما يستطيع لكسر الجمود، وذلك لضمان عدم تأثر العلاقات السياسية والتجارية بين بلاده والسعودية».

تركيا لديها أيضاً الكثير من المصالح على المحك، ففي حين أنها تدعم أيضاً جماعة الإخوان، فهي متلقية رئيسة للاستثمارات القطرية، واشترت السعودية والإمارات ما قيمته 8.6 مليارات دولار من الصادرات التركية العام الماضي، أي ما يزيد بـ20 مرة عما تستورده قطر من تركيا.

ومن المتوقع أن تجري الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة هذا الشهر، بعد وصول وحدة المدفعية التركية المكونة من 25 فرداً، حسبما ذكرت صحيفة حريات. وذكرت الصحيفة أيضاً أن تركيا لديها بالفعل نحو 150 جندياً في قطر.

الجهود الدبلوماسية

وقد فشلت حتى الآن الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع بين قطر والكتلة التي تقودها السعودية، وقال تيلرسون بعد أربعة أيام من جهوده الدبلوماسية المكوكية بين العواصم الخليجية الأسبوع الماضي، إن النزاع قد يستمر «بعض الوقت». ولايزال الجانبان يرفضان التحدث مع بعضهما بعضاً بشكل مباشر ولا يقتربان من حل المطالب الرئيسة المطروحة بعد بدء الأزمة.

وقال ثلاثة مسؤولين على علم بالمداولات أن دبلوماسية الأسبوع الماضي، قد تعقبها جولة أخرى من المفاوضات تشمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والكتلة التي تقودها السعودية. وقال تيلرسون مساء الخميس قبل الماضي، انه في طريقه إلى واشنطن من منطقة الخليج بعد تقييمه للطرق المحتملة لحل النزاع بين الجانبين.

وقد أحدثت أزمة الخليج شرخاً سياسياً في الشرق الأوسط، وحذرت الولايات المتحدة من أنها قد تضر جهودها لمحاربة تنظيم «داعش». ويرجع هذا الصدع جزئياً إلى علاقات قطر الودية مع إيران، المنافس الإقليمي الرئيس للسعودية، الذي يميل إلى الدوحة أيضاً في الصراع الحالي.

وصرّح وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات، أنور قرقاش، الاثنين الماضي، بأن التحالف بقيادة السعودية مستعد لمواجهة أزمة طويلة، وان الضغط على قطر يبدو انه بدأ في التأثير. وقال قرقاش في مؤسسة تشاتام هاوس فى لندن، إن «المواجهات المطولة» من شأنها أن تغير موقف قطر.

وبسبب الأزمة خفضت وكالة التصنيف الائتماني (موديز) توقعاتها لعدد من المؤسسات القطرية في الرابع من يوليو، في حين فقد سوق الأسهم في البلاد نحو 8.3 مليارات دولار بالقيمة السوقية، أو 5.7%، منذ بدء سريان المقاطعة.

تويتر