تقرير غارسيا وضع استضافتها حدث 2022 في موقع تساؤل

قطر تواجه اتهامات فساد جديدة بشـأن كأس العالم

تميم (يسار) يتحدث مع رئيس «الفيفا» جياني إنفاتينو في ختام كأس أمير قطر في الدوحة مايو الماضي. رويترز

بعد أربعة أسابيع من مقاطعة دول خليجية عدة قطر بسبب دعمها للإرهاب، تعرضت الحكومة في الدوحة لضغوط متزايدة. ومع فشل جهود الوساطة الأميركية في الخروج من هذا المأزق، تعرضت صورة قطر لضربة أخرى تتعلق باتهامات فساد جديدة بكأس العالم، والتي يمكن أن تعرض للخطر عزم البلاد استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022.

وكان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، التقى بنظيره القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في واشنطن، واجتمع مع وزير الدولة الكويتي، محمد عبدالله الصباح. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، كان يخطط خلال زيارة خاصة له لواشنطن أيضاً لعقد لقاءات حول قضية قطر.

بيد أن موجة النشاط الدبلوماسي لم تكن كافية لإنهاء الجمود. وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الذي كان في واشنطن في اليوم نفسه الذي وصل فيه نظيراه القطري والكويتي إلى هناك، لكنه لم يلتق بهما، قال إن لائحة المطالب المقدمة إلى قطر غير قابلة للتفاوض. وقال أيضاً إن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة، التي تعرضت قطر جراءها لمقاطعة بحرية وجوية وبرية من أربع دول عربية، هو تعديل سلوكها.

وقد عانت جهود الدوحة لتبرير موقفها للمجتمع الدولي من انتكاسة، عندما نشر اتحاد كرة القدم الدولي (فيفا)، تقريراً مفصلاً عن اتهامات فساد تتعلق بالعطاءات الناجحة لروسيا وقطر بشأن استضافة كأس العالم في 2018 و2022، على التوالي.

وقال الخبير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ديفيد فاينبرغ، وهي مؤسسة فكرية رائدة في واشنطن، إن الاتهامات الجديدة في تقرير «الفيفا» قد تثير مشكلات لطموحات قطر. وقال واينبرغ : «من المؤكد أن هذه الحلقة تمثل صداعاً آخر للقطريين، وتهدد جهودهم في استخدام الشرعية والقوة الناعمة». وأضاف «هناك احتمال لأن تتعرض خططهم لاستضافة حدث 2022 للفشل».

ويثير التقرير الذي قدمه المحقق مايكل غارسيا، الذي عينته «الفيفا»، تساؤلات خطرة حول هذه القضية. وإن الاتهامات التي ذكرها غارسيا من شأنها أن تدين قطر. فقد ذكر التحقيق أنه في إحدى المناسبات، أرسل مستشار قطري إلى الولايات المتحدة مبلغاً قدره مليونا دولار إلى حساب مصرفي يخص طفلة لأحد أعضاء «الفيفا»، تبلغ من العمر 10 سنوات. كما قال غارسيا إن قطر استخدمت موارد أكاديمية أسباير، وهي منشأة مخصصة للاعبين الشباب، من أجل «استدرار تعاطف أعضاء اللجنة التنفيذية في (الفيفا)».

ويقول المحامي الرياضي الأميركي والمدير المشارك في «تشانج فيفا»، ديفيد لاركن، وهي مجموعة تسعى إلى إدخال إصلاحات في هذه المنظمة الدولية، إن الوضع في قطر قد يصبح غير مناسب، نظراً لما شاب عملية تقديم العروض من فساد. وأضاف أن «العملية كانت فاسدة برمتها»، ومضى قائلاً إن «بعض الأشخاص الذين صوتوا لمصلحة قطر يواجهون تحدياً أخلاقياً، ويواجهون مخالفات هائلة مع سوء التصرف». وقال لاركن إن التحقيقات التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالية قد تسفر عن مزيد من التفاصيل، وقد تضع كأس العالم 2022 في موقع تساؤل. وقال إن «القطريين لم يصلوا إلى البر بعد».

تويتر