ستفقد جزءاً من حصتها في الترانزيت

أزمة الخليج تهدّد مكانة الخطوط القطرية وعائداتها

حوّلت الخطوط الجوية القطرية الدوحة إلى محطة نقل عالمية في بضع سنوات فقط، لكن منعها من دخول المجالات الجوية لجيرانها، على خلفية الأزمة الدبلوماسية الراهنة، بات يهدّد موقعها كناقل رئيس على مستوى العالم، وفقاً لخبراء.

وإلى جانب منافستيها الإماراتيتين «طيران الإمارات» و«الاتحاد للطيران»، نجحت الخطوط القطرية في اجتذاب قسم كبير من مسافري مرافق العبور (الترانزيت)، معتمدة على الموقع الجغرافي لمنطقة الخليج بين الغرب والشرق.

• مسارات رحلات الخطوط القطرية وكمية استهلاك الوقود ستتغير وتزداد نتيجة (للاجراءات) في المستقبل.

• رغم وسائل الراحة، ستتراجع حجوزات المسافات الطويلة، فلا أحد سيرغب في أن يبقى لوقت أطول على متن طائرة.

لكن قطع السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر قبل أيام، واتخاذ إجراءات عقابية بحقها طالت قطاع الطيران، يهدد بفقدان الخطوط القطرية جزءاً من حصتها في الترانزيت، ولو مؤقتاً.

وشملت الإجراءات وقف الرحلات من وإلى الدوحة، الأمر الذي ترتب عليه إلغاء عشرات الرحلات اليومية للخطوط الجوية القطرية، وإغلاق المجال الجوي للدول الثلاث أمام الناقل القطري الذي بات عليه أن يجتاز طرقاً أطول، متجنباً السعودية والبحرين ودولة الإمارات.

وقال الخبير في شؤون الطيران في شركة «أيرانسايت» الأميركية اديسون شونلاند، إن الإجراءات المتخذة ضد الخطوط القطرية «ستطيل أوقات الرحلات، وبالتالي ستزيد الكلفة. وكلما يضيق المجال الجوي، تكبر المشكلة». وأضاف «عملياً، يضع هذا الأمر قيوداً على عمل شركة الطيران التي بدأت بالتأكيد تلمس انخفاضاً حاداً في أرباحها».

ويكاد المجال الجوي البحريني، الذي يغطي مساحة كبيرة من مياه الخليج، يحيط بقطر بالكامل. كما ان الطائرات القطرية عادة ما تقوم باجتياز المجال الجوي السعودي في طريقها إلى الشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا الجنوبية.

وتقوم الطائرات القطرية حالياً باجتياز المجال الجوي الإيراني للوصول إلى أوروبا وتضطر إلى الالتفاف حول أطراف شبه الجزيرة العربية من الجهة الجنوبية الشرقية، لتجنب المجال الجوي السعودي.

أضيفت مثلاً ساعتان إلى رحلة الخطوط الجوية القطرية من الدوحة إلى مدينة ساو باولو في البرازيل. وبالنسبة للرحلات إلى شمال إفريقيا، فإن الخطوط القطرية أصبحت مجبرة على استخدام المجال الجوي الإيراني ثم التركي، بدل المرور مباشرة فوق السعودية ومصر.

إلا أن الرحلات إلى أوروبا تبدو إلى حد بعيد في منأى عن دائرة التأثر بالإجراءات الخليجية، اذ إن الخطوط القطرية تواصل استخدام المجال الجوي الإيراني، مع تعديل بسيط في مسار الرحلة لتجنب البحرين.

وفتحت إيران أخيراً مجالها الجوي أمام 100 رحلة يومية إضافية للخطوط الجوية القطرية، لتزداد بذلك الحركة الجوية فوق الجمهورية الإسلامية بنحو 17%.

ويقول الخبير في شؤون الطيران كايل بايلي ان «مسارات رحلات الخطوط القطرية، وكمية استهلاك الوقود، ستتغير وتزداد نتيجة (للإجراءات) في المستقبل».

وحذر شونلاند من أن ازدياد أوقات الرحلات قد يؤدي إلى انخفاض في أعداد الركاب. وأوضح «رغم وسائل الراحة والخدمات الممتازة، ستتراجع حجوزات المسافات الطويلة، فلا احد سيرغب في أن يبقى لوقت أطول على متن طائرة».

وبحسب «كابا - مركز الطيران»، الذي يقدم تحليلات خاصة بقطاع الطيران، فإن 90% من ركاب الخطوط القطرية هم من مسافري الترانزيت.

والسعودية ودولة الإمارات اكبر سوقين لخطوط قطر وفقاً لبايلي. كما ان الخطوط القطرية هي اكبر شركة طيران اجنبي في دولة الإمارات، بحسب «كابا». وقال بايلي ان «خسارة هذين السوقين سيكون عاملاً مدمراً لأموال الشركة التي ستفقد نحو 30% من عائداتها».

والأحد أعلنت الخطوط الجوية القطرية أن صافي أرباحها في السنة المالية 2016-2017 ارتفع نحو 22%، ليبلغ 540 مليون دولار، قبل بدء الأزمة الخليجية.

تويتر