بعد توقيعهم على بيان قطع التمويل عنه

القطريون سيختبرون خطة ترامب المناهضة للإرهاب

صورة

طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من قادة دول الخليج الستة، التوقيع على بيان، يتعهدون فيه بقطع التمويل عن الإرهابيين.

ولكن بعد التوقيع بيوم واحد، بدأ الاتفاق بالانفراط، عندما ظهرت تصريحات، نسبت إلى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وكانت وكالة الأنباء القطرية الرسمية قد أوردت تصريحات الأمير وهو يتحدث مع خريجي مجندي الخدمة الوطنية، والتي قال فيها، من المهم تخفيف التوتر مع إيران، وأن «حماس» و«حزب الله» هما حركتا مقاومة شرعيتان، وأن دولته لها الحق باستضافة قادة «الإخوان المسلمين»، وهي المنظمة المحظورة في معظم دول الخليج ومصر.

- على الرغم من توافر الأدلة على التطور الحاصل في دولة قطر إلا أن لديها تاريخاً طويلاً في اللعب على الحبلين.

- وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس زار القطريين ليقنعهم بعدم التساهل مع المجموعات الإرهابية في قطر.

وأثار خطاب الأمير توتراً مع دول الخليج، وردت قطر بأن موقع وكالة الأنباء تعرّض للقرصنة، وأن الأمير لم يقل تلك التصريحات. لكن هذا لم يمنع صحف السعودية والإمارات، من انتقاد قطر طوال الأسبوع الماضي.

وهذه المرة اندلع الصراع أيضاً في واشنطن. وتم عقد مؤتمر سياسي عن قطر و«الإخوان المسلمين»، برعاية مؤسسة الدفاع والديمقراطية مركز جامعة جورج واشنطن من أجل الأمن الوطني والعالم الافتراضي.

وعادة، فإن سياسة الشرق الأوسط ليس لها أي علاقة بهذه القضايا. لكن السفيرة الأميركية في قطر، دانا شيل سميث، اتصلت بالعديد من المتحدثين في المؤتمر قبل أيام من انعقاده الأسبوع الماضي، كي توضح لهم أن قطر تقوم بعمل جيد في ما يتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب. ووصف نائب رئيس القطاع البحثي في مؤسسة الدفاع والديمقراطية، جوناثان شانزر، اتصالات السفيرة بأنها حملة ضغط. وسأل خبير المؤسسة في تمويل الإرهاب، ديفيد فاينبيرغ، الجمهور، الأسبوع الماضي، كم واحداً من مجموع المتحدثين تلقوا اتصالات من السفيرة الأميركية في قطر؟!

وأحجمت سميث عن الحديث عن موضوع الاتصالات، لكن مسؤولين أميركيين مطلعين على موضوع الاتصالات أبلغوني أنها قدمت المعلومات ذاتها التي تزودها للخبراء الأميركيين الذين يزورون قطر، ويتحدثون عن التقدم الذي تحققه هذه الدولة في محاكمتها لمن يمولون الإرهاب.

وتتمحور النقطة الرئيسة التي تقولها سميث، في أن شيخ قطر الجديد، الذي تسلّم السلطة عام 2013 ينوي تحسين سمعة بلاده في ما يتعلق بالمتطرفين والإرهاب. وكان قد وقع على بيان منع تمويل الإرهاب الأسبوع الماضي، كما انه وقّع على بيان آخر في عام 2014، المعروف ببيان جدة، الذي التزمت به دول الخليج بمنع مواطنيها من تقديم التمويل للمنظمات المتطرفة. واستجابت لطلب بعض الدول مثل مصر لطرد قادة «الإخوان المسلمين». وعلى الرغم من الأدلة على التطور الحاصل في هذه الدولة، إلا أن لديها تاريخاً طويلاً في اللعب على الحبلين، فهي من ناحية تستضيف أهم القواعد العسكرية الأميركية على أراضيها، وهي قاعدة العيديد، وفي الوقت ذاته، فإن جيرانها يتهمونها بأنها تقوم بحملة كبيرة ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وفي المؤتمر الذي عقد الأسبوع الماضي، تحدث وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس، كيف أنه سافر إلى قطر إبان إدارة جورج بوش الابن، كي يقنع القطريين بعدم التساهل مع المجموعات الإرهابية في قطر. وقال غيتس «لم نلق أي اهتمام منهم، كما انه لم نشهد أي تغير في سلوكيتهم»، وأضاف غيتس «لدينا علاقة غريبة مع هذه الدولة».

وهذه العلاقة ستكون الآن موضع اختبار بعد التوقيع الأسبوع الماضي، بصورة خاصة في قطر، عما إذا كانت ستعمل حقاً على استئصال داعمي الإرهاب من أراضيها. وحتى الآن لاتزال قادرة على امتصاص الضغط الخارجي، سواء من الولايات المتحدة أو مصر. ومن غير الجلي كيف ستتصرف قطر عندما يكون العالم لاهياً عنها.

إيلي ليك كاتب عمود رأي في موقع بلومبيرغ.

تويتر