بدلاً من طمأنتهم

ترامب يثير مخاوف حلفاء أميركا

صورة

كان القادة الأوروبيون يأملون في أن يقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب صراحة بتفعيل شرط الدفاع الجماعي لدول حلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال زيارته لبروكسل الخميس الماضي، بعد ان أمضى حملته الرئاسية، مشيراً الى عدم أهمية هذا الموضوع، لكنه بدلاً من ذلك هاجم حلفاء الولايات المتحدة المجتمعين في بروكسل لعدم إنفاقهم ما يكفي على الدفاع، وانعكس ذلك في حالة من عدم الارتياح بين زملائه رؤساء الدول، ما يؤكد توتر العلاقات الأميركية الأوروبية منذ أن تولى ترامب منصبه.

لا يلتزم بدفع مساهماتهم سوى خمسة من أعضاء الناتو الـ28، هم: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبولندا واستونيا واليونان، حيث يخصصون 2% من إجمالي الناتج المحلي، وفقاً لما هو منصوص عليه في اتفاقية الحلف.

وخاطب ترامب قادة دول الناتو قائلاً: «إن ما يجري غير منصف لدافع الضرائب الأميركي»، مضيفاً أن «العديد من هذه الدول مدينة بمبالغ ضخمة من الأموال خلال السنوات الماضية للحلف، ولم تدفع شيئاً حتى الآن في ما يتعلق بتلك السنوات». وبطبيعة الحال، أوضح ترامب، كما فعل مرات لا حصر لها، أن هذه الدول لا تدفع أي مستحقات للحلف، لكنها تدفع لمنظمات مثل الأمم المتحدة.

وفى الوقت الحالي، لا يلتزم بدفع مساهماتهم سوى خمسة من أعضاء الناتو الـ28، هم: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبولندا واستونيا واليونان، حيث يخصصون 2% من إجمالي الناتج المحلي، وفقاً لما هو منصوص عليه في اتفاقية الحلف. وشكل عدم الالتزام هذا شرخاً في العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الحلف لعقود من الزمن، إلا أن انتقادات ترامب اثارت جدلاً جديداً بعد تساؤله عن قيمة التحالف، وإشادته علناً بالعدو الجيوسياسي التقليدي لحلف الناتو، وهو روسيا، خلال حملته الرئاسية.

وذكر ترامب أنه على اتصال «مباشر جداً» مع الأمين العام لحلف شمال الاطلسي، ينس ستولتنبرغ، وقادة آخرين حول المزيد من الإنفاق على نفقات الدفاع.

وقال: «يجب ان ندرك أنه مع هذا التأخر في سداد الالتزامات والتهديدات المتزايدة فإن 2% من إجمالي الناتج المحلي هي في حد ذاتها غير كافية لسد ثغرات التحديث والاستعداد وحجم القوات».

وفي إشارة حاسمة أخرى، رفض ترامب التأكيد صراحة على قيمة الدفاع الجماعي كما ورد في المادة «5» للناتو، التي تشكل محور وحدة وردع الحلف منذ تأسيسه في عام 1949، حيث تنص على أن جميع أعضاء الناتو يجب عليهم مساعدة أي عضو تعرض للهجوم على الفور، ومن المفارقات أن ترامب أدلى بهذه التصريحات أمام نصب تذكاري لهجمات 11 سبتمبر 2001 وهي الحالة الوحيدة التي احتاج فيها الحلف لتفعيل المادة «5» للمساعدة على الدفاع عن مسقط رأس ترامب.

رفضه صراحة لهذا المبدأ قد يثير شكوك حلفاء الولايات المتحدة الذين يشعرون بالفعل بأن واشنطن لن تأتي للدفاع عنهم في حال وقوع هجوم.

وفي الوقت الذي تحدث ترامب عن تهديد الإرهاب، لم يتطرق للتهديد الروسي الذي كان ضرورياً من أجل تهدئة مخاوف الحلفاء، وهو ما يعتبر خطأ آخر ارتكبه ترامب. وتشعر دول بحر البلطيق، على وجه الخصوص، بالقلق إزاء حشود القوات العسكرية الروسية التي يمكن أن تكتسحها، وكانت تأمل في الالتزام الأميركي بالدفاع عنها، لكنها تشعر الآن بخيبة أمل. ويقول المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ديريك تشوليت، الذي يعمل الآن في صندوق مارشال الألماني في الولايات المتحدة: «إن الولايات المتحدة قصرت بالتأكيد في ما كان يأمل الأوروبيون في سماعه». مضيفاً: «هؤلاء هم الحلفاء القلقون للغاية بشأن مستقبلهم، الذين يشعرون بأن التهديد الروسي هو تهديد لوجودهم، ويعيشون مع هذا التهديد كل يوم».

وانتقد الخبراء والمسؤولون الأميركيون السابقون تجاهل ترامب لهذه الحقائق.

ويقول الخبير في الحلف، خورخي بينيتيز: «إن سلوك ترامب في اجتماع الناتو الذي انعقد في بروكسل يعتبر فوزاً كاسحاً لبوتين». وأضاف أنه «لم يفعل سوى إثارة مزيد من شكوك ومخاوف حلفائنا».

تويتر