ترامب يعود إلى واشنطن

التحقيقات بشأن روسيا تخترق دائرة الرئيس الأميركي المقرّبة

مستشار البيت الأبيض ستيفن ميلر (يسار) ومستشار الأمن القومي هربرت رايموند ماكماستر لدى عودتهما إلى البيت الأبيض الليلة قبل الماضية بعد أن رافقا الرئيس في جولتيه إلى الشرق الأوسط وأوروبا. أ.ف.ب

يستعد دونالد ترامب العائد للتو من أول جولة خارجية له كرئيس للولايات المتحدة، لمواجهة الجدل الذي أثارته ارتباطات معاونيه بروسيا، بما في ذلك تقارير تشير إلى أن صهره سعى إلى إجراء قناة اتصالات سرية مع موسكو.

كوشنر قدّم اقتراحه المتعلق بالاتصالات السرية في الأول أو الثاني من ديسمبر في برج ترامب في نيويورك، بحسب مقتطفات من اتصالات روسية اطّلع عليها مسؤولون أميركيون.


كوشنر اقترح استخدام منشآت دبلوماسية روسية في أميركا لحماية قنوات الاتصال من الرقابة.

ومع عودة الرئيس إلى واشنطن بعد جولة منهكة في الخارج، ظهرت الفضيحة الأخيرة إلى العلن، بعدما أفاد تقرير لصحيفة «واشنطن بوست»، ليل الجمعة السبت، بأن جاريد كوشنر، زوج ابنته الكبرى إيفانكا، والذي يقال إنه أقرب مستشاري ترامب في البيت الأبيض، اقترح على السفير الروسي في واشنطن قبل تنصيب الرئيس إقامة قناة اتصال سرية مع الكرملين.

ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين تم اطلاعهم على تقارير استخباراتية قولهم إن كوشنر (36 عاماً) اقترح حتى استخدام منشآت دبلوماسية روسية في الولايات المتحدة لحماية قناة من هذا النوع من الرقابة.

وفي حال تم تأكيد تقرير الصحيفة، فسيطرح ذلك تساؤلات جديدة بشأن علاقة فريق ترامب بالروس، والذين تشير وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أنهم حاولوا التأثير على نتائج الانتخابات في نوفمبر لمصلحة ترامب.

وتفيد تقارير إعلامية بأن البيت الأبيض الذي يرزح تحت وطأة التطورات المتلاحقة بشأن الملف الروسي، سيؤسس وحدة اتصالات للرد السريع على القضية المثيرة للجدل بقيادة كوشنر ومستشار الرئاسة الرفيع ستيف بانون، إلى جانب كبير موظفي البيت الأبيض راينس بريبوس.

بعد تأخير بسيط، أكد مسؤول رفيع في إدارة ترامب، عائد إلى واشنطن للصحافيين، أن القضايا التي تم طرحها خلال الجولة، والتي تراوح بين التعاون بشأن الإرهاب إلى رؤية الإدارة لقمة مجموعة السبع في ايطاليا، كانت ناجحة للغاية، رغم الخلافات الكبيرة بشأن التغير المناخي، التي سيعلن ترامب موقفه منها خلال أسبوع، لكن المسؤول لم يتطرق إلى التقارير بشأن كوشنر.

ووصل ترامب إلى واشنطن، ليل السبت الأحد، عائداً من أول رحلة له إلى الخارج حملته إلى الشرق الأوسط وأوروبا. ولوّح ترامب، الذي ظهر برفقة زوجته ميلانيا، بيده للصحافيين أثناء دخوله إلى البيت الأبيض، ولكن دون أن يدلي بأي تصريحات.

من ناحيته، رفض الجنرال هربرت رايموند ماكماستر، الذي يشغل منصب مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي، التطرق إلى التقارير الأخيرة المتعلقة بمسألة التدخل الروسي. إلا أنه أكد أنه بالمجمل «لدينا اتصالات عبر قنوات خلفية مع عدد من الدول، وهو ما يسمح بالتواصل بشكل سري (...)، مسألة كهذه لم تكن لتقلقني».

لكن مديراً سابقاً لوكالة الأمن القومي الأميركي دان بشدة جهود كوشنر المفترضة لإقامة خط اتصالات سرية. وقال إنه في حال تبين ان هذا صحيح، فسيكشف عن مستوى خطير من الجهل والسذاجة.

وقال مايكل هايدن لشبكة «سي إن إن» إن «أي نوع من الجهل والفوضى والغطرسة والريبة والازدراء يجب أن تكون لديك، لتعتقد أن القيام بذلك مع السفير الروسي هو فكرة جيدة ومناسبة؟». وأضاف أنه يميل نحو تفسير «السذاجة» رغم أنه لا يجد ذلك مريحاً.

بدوره، قال مالكولم نانس، وهو ضابط متقاعد في البحرية وخبير في شؤون الإرهاب والاستخبارات: «هذا سيئ. لا توجد طريقة لتفسيره من وجهة نظر استخباراتية».

وأضاف لقناة «إم إس إن بي سي» أنه «مؤشر الى نشاط تجسسي يقوم به مواطن أميركي يعمل مع حكومة عدوة».

وأوضحت «واشنطن بوست» أن كوشنر قدم اقتراحه المتعلق بالاتصالات السرية في الأول أو الثاني من ديسمبر في برج ترامب في نيويورك، بحسب مقتطفات من اتصالات روسية اطّلع عليها مسؤولون أميركيون.

وأفاد تقرير الصحيفة بأن الاقتراح طرح بحضور مايكل فلين، الذي كان مستشار ترامب للأمن القومي لمدة 24 يوماً فقط، قبل أن تتم إقالته على خلفية الشكوك التي أثارتها لقاءاته مع سفير موسكو.

وأضاف أن السفير الروسي لدى واشنطن، سيرغي كيسلياك، تفاجأ بفكرة المستشار المقبل في البيت الأبيض، إقامة قناة اتصال سرية ومرّرها إلى الكرملين. ولكن صحيفة «نيويورك تاميز» أشارت إلى أن الفكرة لم تنفّذ.

وفي تطور آخر، أفادت «نيويورك تايمز»، الجمعة، بأن أوليغ ديريباسكا، وهو روسي كان مقرباً من مدير حملة ترامب السابق بول مانافورت، عرض التعاون مع الأجهزة التابعة للكونغرس التي تحقق في مسألة التدخل الروسي في الانتخابات.

ويفاخر كوشنر بملف ضخم من المسؤوليات المحلية والدولية التي تولاها، وتؤكد أهميته كالمعاون الشخصي الأكثر قرباً للرئيس، رغم عدم امتلاكه خبرة في السياسة قبل انتخابات عام 2016. وهو الوحيد في البيت الأبيض الذي يعرف أنه يخضع للتحقيق.

ونوهت «واشنطن بوست»، وغيرها من وسائل الإعلام، بحذر إلى أن مصادرها لم تذكر أن كوشنر كان «هدفاً» للتحقيق، ولا أنه متهم بارتكاب أي أخطاء، لأن وصمه بأنه «هدف» سيعني انه مشتبه فيه رئيس في التحقيق.

لكن جرت اتصالات عدة غير مبررة حتى الآن خلال حملة الانتخابات الرئاسية في مواجهة الديمقراطية هيلاري كلينتون، أو بعد ذلك، بين معاونين رفيعين لترامب ومسؤولين روس رفيعين، بينهم فلين ووزير العدل الأميركي جيف سيشنز ومانافورت، وغيرهم.

ويقود التحقيق حالياً روبرت مولر، وهو مدير سابق لمكتب التحقيقات الفدرالي، ويحظى باحترام كبير، حيث تم منحه سلطات واسعة لمتابعة القضية كمدعٍ خاص، بعدما أقال الرئيس الأميركي كومي بشكل مفاجئ في التاسع من مايو.

وتحقق لجان تابعة لكل من مجلسي الشيوخ والنواب كذلك في القضية، ولكن ليس بهدف توجيه اتهامات جنائية.

تويتر