يتألف من 2600 سفينة

أسطول الصيد الصيني يزيد معاناة سكان السواحل الإفريقية

سفن الصيد الصينية راسية في ميناء جوشان الصيني. أرشيفية

من بين الضغوط التي يمارسها البشر على المحيطات في العالم، بما فيها التلوث وارتفاع حرارة العالم، يبقى الصيد الصناعي للسمك هو الأكثر سوءاً. ومنذ سنوات عدة، عمدت سفن الصيد القادرة على مخر المحيطات، وسفن مصانع السمك التي تجر وراءها الشباك وآلاف الخطافات إلى تدمير الحياة السمكية، ما دفع الأمم المتحدة إلى إعلان أن 90% من الحياة السمكية يتم استغلالها بشكل مفرط، وأنها ربما تواجه الانهيار.

عام 2015 اكتشفت منظمة «غرين بيس» حالات عدة ينتهك فيها الصينيون قانون صيد السمك في مياه غرب إفريقيا.

والدمار لا يحل بالحياة السمكية والنظام البيئي فحسب، وإنما بالبشر الذين يعتمدون عليها من أجل عيشهم. وينطبق ذلك بصورة خاصة على إفريقيا. وفي عام 2008، وفي مقالتين مذهلتين، ذكرت صحيفة تايمز البريطانية أن أساطيل صيد السمك القادمة من الاتحاد الأوروبي، وروسيا، والصين، عمدت إلى تنظيف السواحل تقريباً قبالة السنغال، ودول أخرى في شمال غرب إفريقيا، الأمر الذي نجم عنه تدمير النظام الاقتصادي لسكان تلك المناطق، الذين يعتمدون في عيشهم على صيد السمك.

واستناداً إلى الصحافي من «التايمز»، اندرو جاكوبز، فإن الصين هي اللاعب الأكبر في القضاء على الثروة السمكية في المنطقة المذكورة. وبالنظر إلى الصيد الجائر في مياهها، واضطرارها إلى الصيد في أماكن أخرى، تمتلك الصين أسطولاً بحرياً يتألف من نحو 2600 قارب، مدعوماً بقوة من الحكومة، أي أكبر من أسطول الولايات المتحدة بـ10 أضعاف.

ويقول جانغ هونغ جو، من جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة «بالنسبة للقادة الصينيين، فإن ضمان إمداد منتجات البحار لا يتعلق بالاقتصاد الجيد، وإنما بالاستقرار الاجتماعي والشرعية السياسية».

وثمة دراسة نشرت حديثاً في مجلة «فرونتير إن مارين سينس»، تقول إن معظم السفن الصينية كبيرة جداً، لدرجة أنها تصطاد كمية من السمك أسبوعياً تعادل ما تصطاده قوارب السنغاليين في عام كامل، وبالتالي فإنها تكلف الاقتصاد الإفريقي نحو ملياري دولار.

وإضافة إلى ما سبق، فإن بعض السفن الصينية لا تتردد في انتهاك القانون كي تفي بالطلب المتزايد. وفي عام 2015، اكتشفت منظمة «غرين بيس» حالات عدة ينتهك فيها الصينيون قانون صيد السمك في مياه غرب إفريقيا، بما فيها تلك السفن التي تقدم معلومات مغلوطة عن إحداثيات المكان الموجودة فيه، أو عن حمولتها، وهي مراوغة معروفة تهدف إلى الصيد في أماكن ممنوعة. والصين ليست وحدها التي تقوم بهذه الممارسة، إذ إن هناك الاتحاد الأوروبي، الذي يعقد صفقات مع دول إفريقيا لصيد السمك في مياهها، وكذلك الشركات الأميركية، فإنها تشتري السمك من الصينيين وسفن صيد أخرى. ومعظم هذا السمك يتم تعليبه من أجل إطعامه للحيوانات المدللة.

تويتر