يعود إلى السياسة بعد عقد من عدم الاهتمام

بلير ينتقد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي لتحسين صورته

صورة

بعد أن أمضى 13 عاماً رئيساً للحكومة البريطانية، وهي أطول فترة يحكم فيها رئيس حكومة عمالي في التاريخ، يعود توني بلير مرة ثانية ليحتل العناوين الرئيسة في الصحافة البريطانية. ونظراً إلى تخوفه من خطط رئيسة الحكومة الحالية، تيريزا ماي، يتطلع بلير إلى إعادة التواصل مع الناخبين في الانتخابات العامة المقبلة. وقال بلير لصحيفة ديلي ميرور «إذا كنتم تريدون تلطيخ أيديكم فأنا سأفعل ذلك أيضاً».

وعندما استقال بلير من منصبه في عام 2007، أدار ظهره لبريطانيا، وأمضى العقد التالي يؤجر نفسه في شتى أنحاء العالم. ويا لها من غطرسة أن يفترض أنه يمكنه ببساطة العودة إلى السياسة البريطانية كلما شعر أنه يريد ذلك، لكني اعتقد أن الأمر اللافت هنا ما قاله بشأن تلطيخ يديه أيضاً.

وكان بلير هو الذي تعهد ذات يوم بأن حكومته ستكون أكثر نقاء من النقاء ذاته، وهو الوعد النمطي للمتعجرفين، بالنظر إلى أن جميع رؤساء الوزراء يتعين عليهم اتخاذ خيارات صعبة، وغالباً قذرة. وفي واقع الأمر ليس هناك رئيس حكومة في التاريخ الحديث غادر السلطة بيدين نظيفتين، ولكن بلير عمد إلى زيادة تشويه نفسه حتى بعد خروجه من السلطة. وربما يعتقد بلير أنه عن طريق التدخل في الانتخابات العامة، سيتمكن من تنظيف نفسه من الخطايا التي ارتكبها. لكن بلير لطخ نفسه بكمية كبيرة من الأخطاء لا يمكن تنظيفها مهما قام بغسلها، وعلى الرغم من أن بلير كان من أبرع السياسيين في جيله إلا أنه يعتبر شخصية قامت بتدمير ذاتها بصورة مأساوية.

ومهما فعل توني بلير لتحسين صورته، لن ينجح في الابتعاد عن ظلال حرب العراق. وعلى الرغم من أنها أكثر النقاشات تداولاً في العصر الحديث، إلا أن الحقيقة الواضحة مفادها أنه ليس هناك رئيس حكومة في العصر الحديث ورّط بريطانيا في حرب بذريعة غير مقنعة، على الرغم من معارضة الشعب البريطاني لها، كما فعل بلير. وثمة حقيقة يمكن الحديث عنها لأوقات مطولة مفادها أن الرجل قد امتهن الكذب.

وحتى في ربيع 2003، ومع اقتراب موعد غزو العراق، تظاهر أمام الشعب البريطاني بأنه لاتزال هناك فرصة لتجنب الحرب. ولكن حسب ما ذكر تقرير السير جون شيلكوت، كان بلير قد بعث برسالة إلى الرئيس الأميركي، جورج بوش الابن، يقول فيها «سأظل معك في هذه الحرب مهما كلف الأمر».

وعلى الرغم من أن العقيد الليبي، معمر القذافي، كان يتباهى بأنه عدو بريطانيا اللدود، إلا أن بلير عقد معه اتفاقية عام 2004 للحصول على صفقات من النفط. وثمة أمر مخزٍ أكثر من ذلك، أن حكومة بلير ساعدت على اعتقال معارضي القذافي وإرسالهم إلى طرابلس ليتعرضوا للتعذيب. وعلى الرغم من أن ملايين الشبان البريطانيين لا يحلمون بامتلاك أي عقار، فإن مجموعة العقارات التي يمتلكها بلير هي الرمز الأكثر وضوحاً لجشعه غير المحدود.

دومينيك ساندبروك كاتبة في «ديلي ميل»

تويتر