بمناسبة مرور 100 يوم على وجود الرئيس في البيت الأبيض

جون دين: إدارة ترامب الأسوأ في العصر الحديث

صورة

أعرب السياسي الأميركي المخضرم، جون دين، في حوار مع صحيفة «درشبيغل»، بمناسبة مرور 100 يوم على إدارة الرئيس دونالد ترامب، عن اعتقاده أن إدارة ترامب هي الأسوأ في العصر الحديث.. وفي ما يلي نص الحوار:

ترامب لم يسئ استخدام السلطات حتى الآن، ولا أعلم حتى الآن ما إذا كان يعرف كلَّ سلطاته كرئيس.

- قبل تنصيب ترامب في منصبه، قلت إنه جعلك ترى الكوابيس في منامك، ومضى نحو 100 يوم على وجوده في السلطة، فهل تنام بصورة أفضل الآن؟

-- هو لم يرتكب أي حماقة كبيرة حتى الآن، لكنني لا أزال خائفاً منه لسبب واحد هو عدم كفاءته، فهو لا يمتلك أي فهم حقيقي عن كيفية عمل الرئاسة، أو كيف تعمل واشنطن بصورة عامة.

- يبدو أنه يأخذنا إلى شفير حرب نووية مع كوريا الشمالية.

-- الأمر الذي فاجأني أنه في غضون أيام قليلة من إعلانه أنه ثمة «محرقة» ستحدث لكوريا الشمالية، أعلن شخص آخر أنهم يبحرون في اتجاه معاكس، وكل سياسته الخارجية غريبة إذ إن كل واحد في الإدارة يتخذ موقفاً مختلفاً عن الآخر، فوزير الخارجية موقفه يختلف عن وزير الدفاع وعن الآخرين. لكن على الأقل إن الرأي العام أجبر ترامب على إبعاد مستشاره للأمن القومي مايكل فلين.

- ما الدرجة التي تمنحها لترامب، خلال أول 100 يوم له في السلطة؟

-- يمكن أن أمنحه درجة «ف»، وهذه أسوأ 100 يوم لإدارة أميركية أشهدها طيلة حياتي، وأنا الذي ولدت خلال حكم الرئيس فرانكلين روزفلت، وهذه الإدارة هي الأسوأ حتى الآن بالطبع في العصر الحديث.

- هل يذكرك برئيسك القديم ريتشارد نيكسون؟

-- ثمة شبه بين نيكسون وترامب طبعاً، لكن ثمة اختلاف كبير أيضاً، إذ إن نيكسون كان خجولاً، وهاجم وسائل الإعلام من وراء الكواليس، كما أنه كان يوجه الإهانات للآخرين من وراء ظهورهم، وكنا نعرف ذلك من التسجيلات الموجودة في المكتب البيضاوي، أما ترامب فإنه لا يكترث بأحد، ويقول ما يريد أمام الجميع، حتى إن ذلك لقي استحساناً من الناخبين، وساعدوه على دخول البيت الأبيض.

- نيكسون استغل سلطاته إلى أبعد حد.. هل ترى أن ذلك ينطبق على ترامب؟

-- ترامب لم يسئ استخدام السلطات حتى الآن، ولا أعلم حتى الآن ما إذا كان يعرف كل سلطاته كرئيس وهذا ما يثير قلقي، لكنه عندما يتعلم كيف تعمل مؤسسة الرئاسة يمكن أن يصبح أكثر خطراً، لأن شخصيته لن تتغير.

- تقصد يسيئون استخدامها؟

-- بعد فضيحة «ووتر غيت» أخذ الكونغرس يستعرض عضلاته، وأصبح موازياً للرئيس من الناحية الدستورية، بهدف موازنة السلطات، وهذا الأمر هو الذي أزعج نائب الرئيس السابق ديك تشيني.

- في أعقاب 11 سبتمبر 2001؟

-- 11 سبتمبر غير كل شيء، ونحن نفقد من الأميركيين سنوياً نتيجة الغرق في «بانيو» الحمام أكثر مما نفقده جراء الإرهاب، لكن الإرهاب تم استخدامه كرافعة لتخويف الشعب، وإصدار القوانين، وإجبارنا على التنازل عن حقوقنا من أجل ملاحقة شبح مشكلة.

- وترامب يشن الحرب على الإرهاب أيضاً، والذي كان جزءاً أساسياً من حملته الانتخابية.

-- لكن الفرق هنا هو الشمولية، وهذا هو التفسير الخفي لانتخابات 2016، التي صوت فيها الشعب لترامب، هذا الشعب الذي قال عنه ترامب إنهم يريدون منه إطلاق النار على شخص في مانهاتن ومع ذلك سيواصلون دعمه، إنه الشعب الذي يريد زعيماً قوياً، وسيفعل ما يريد منه قادته، وهذا شبيه بالأوروبيين بعد موسيليني وهتلر.

تويتر