قبيل انعقاد المؤتمر الانتخابي لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي

زوما يستخدم أساليب غير شرعية لإبقاء مؤيديه في زعامة الحزب

صورة

عندما ألقى نائب رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوسا، كلمة أمام المؤتمر الوطني الإفريقي، تضمنت هذه الكلمة انتقاداً لاذعاً لـ«سياسة الرعاية» في المؤتمر الوطني الإفريقي، ويفسر المحللون هذه العبارة بأنها إفصاح غير رسمي لنية نائب الرئيس تولي قيادة الحزب بدلاً من زعيمه الحالي، الرئيس جاكوب زوما. ويراه البعض الآخر أيضاً أنه توبيخ يستهدف الرجل الذي سيخلفه، وهو زوما، الذي اتسمت سنواته الثماني في منصبه بالفضائح والرِّشا والتجاوزات. ويبدو أن للسيد رامافوسا سبباً وجيهاً للقلق، حيث إن المؤتمر الوطني الإفريقي يستعد لعقد مؤتمر انتخابي في ديسمبر، وسيحدد من سيقود الحزب في انتخابات 2019، وأن الرعاية التي يشكو منها قد تكون أكبر عقبة أمام انتصاره في الانتخابات لاختيار الزعيم المقبل.

طوال عقد من الزمان، أحكم زوما، قبضته على الهياكل القيادية للحزب، من خلال ضمان سيطرة مسانديه على مفاصل الأمور في الحزب، الذين يعتمد عليهم من أجل بقائه في سدة الزعامة، وأيضاً من خلال إشباع نهم شبكات المحسوبية، كما يقول منتقدو الرئيس.

وعلى مدى عقد من الزمان، أحكم زوما، وهو سياسي لا يعرف الكلل أو الملل، قبضته على الهياكل القيادية للحزب من خلال ضمان سيطرة مسانديه على مفاصل الأمور في الحزب، الذين يعتمد عليهم من أجل بقائه في سدة الزعامة، وأيضاً من خلال إشباع نهم شبكات المحسوبية، كما يقول منتقدو الرئيس. ويبدو أن ذلك يوضح كيف أنه تجاهل دعوات استقالته بعد أن أقال وزير المالية المحترم، برافين جوردهان، الشهر الماضي، بعد صدور قرار من المؤسسات المالية العالمية بتخفيض التصنيف الائتماني لجنوب إفريقيا ليتردى إلى وضع غير مقبول. ويمكن أن يكون قرار إقالة وزير المالية أمراً ضرورياً لزوما وداعميه، لكي يضمنوا انتخاب المرشح الذي يتم اختياره، في ديسمبر، لخوض الانتخابات. ويبدو أن رامافوسا هو المفضل لقطاع الأعمال، لكنه يفتقر إلى دائرة شعبية كبيرة في المؤتمر الوطني الإفريقي.

ويقول رامافوسا، في كلمته أمام مؤيديه من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، في عطلة نهاية الأسبوع: «إن هناك رعاية، وهناك أموال يتم نقلها في أكياس ومظاريف بنية»، ويمضي قائلاً «كلما اقتربنا من موعد انعقاد المؤتمر، أصبح المال هو العملة لشراء المؤيدين والأصوات».

زوما الآن في ولايته الثانية والأخيرة رئيساً وطنياً، وليس من المتوقع أن يترشح لقيادة الحزب، وبدلاً من ذلك، يلقي هو ومؤيدوه بثقلهم خلف زوجته السابقة ووالدة أبنائه الأربعة، نكوسازانا دلاميني زوما، وبموجب بروتوكولات المؤتمر الوطني الإفريقي، لا يفترض أن يقوم أي مرشح بحملة علنية قبل انعقاد المؤتمر الانتخابي، لكنّ بعضاً من أشد المؤيدين للرئيس، بمن فيهم ثلاثة من قادة المقاطعات الأقوياء، ويطلق عليهم اسم «الدوري الممتاز»، كانوا يظهرون علناً مع السيدة دلاميني زوما، المحاربة القديمة في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، بانتظام.

وسيكون دعمهم حاسماً في التنافس للأخذ بزمام القيادة، حيث تختار المقاطعات الثلاث التي يسيطرون عليها، نحو ثلث مندوبي المؤتمر الوطني الإفريقي، البالغ عددهم 4500، الذين سيصوتون في مؤتمر ديسمبر لاختيار قيادة جديدة للحزب. وبالنسبة للمنتقدين فإن «الدوري الممتاز» يجيء ليعكس نسخة عدوانية من شبكات المحسوبية التي شوهت صورة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي.

تويتر