في خضم حرب كلامية بينهما حول السيادة

الهند تعتبر أرونشال جزءاً من أراضيها.. وبكين تعدل أسماء الأماكن

صورة

جددت الصين والهند حربهما الكلامية على ولاية أروناشال براديش بشمال شرق الهند، وهي منطقة تقع في هيمالايا التبت، تدعي بكين تبعيتها لها. وتجيء هذه الحرب الكلامية بعد أن قالت الصين إنها ستعمل على «توحيد» ستة أسماء أمكنة في أراضيها. حيث أدى الإعلان عن أسماء جديدة في ثلاث مدن، وثلاث ممرات جبلية، من قبل وزارة الشؤون المدنية الصينية، إلى دفع الصين لتأكيد مطالبتها بمنطقة خضعت للسيطرة الهندية الرسمية من خلال سلسلة من اتفاقيات حدود، أبرمت في القرن الـ19 بين امبراطورية مانشو تشينغ الصينية والحكومة البريطانية في الهند.

وردت الهند يوم الخميس بإصرارها على أن أروناشال براديش «جزء لا يتجزأ» من الهند. وقالت وزارة الخارجية في نيودلهي «لا شيء يمكن أن يغير ذلك». وتؤكد في بيانها «لدينا آلية ثنائية راسخة لبحث مسألة الحدود مع الصين، وحققت تقدماً، إننا نسعى إلى حل عادل ومعقول ومقبول للطرفين».

بعد زيارة سابقة قام بها الدالاي لاما إلى دير تاوانغ في أرونشال براديش في عام 2009، توقفت الصين عن الاعتراف بجوازات السفر الهندية للأشخاص المولودين في الولاية.

مطالبات بكين الحالية بشأن أروناشال براديش - التي تطلق عليها الصين جنوب التبت - تقع ضمن بقية مناطق التبت، وهي المنطقة الجبلية الشاسعة التي غزتها واستولت عليها الصين في عام 1950، ويأتي قرار إعلان الصين عن أسماء جديدة بعد نزاع حول زيارة الزعيم الروحي التبتي، الدالاي لاما، إلى دير بوذي في أرونشال هذا الشهر، حيث يعيش هذا الزعيم في المنفى بالهند.

ويقول المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لو كانغ، إن «التوحيد» بشأن أسماء المناطق يتفق مع اللوائح الصينية المتعلقة بإدارة الأسماء الجغرافية، حيث «تعكس هذه الأسماء من زاوية أخرى أن مطالبة الصين بإقليم التبت الجنوبي، تدعمه أدلة واضحة من حيث التاريخ والثقافة والإدارة».

وفي وقت سابق من الأسبوع الفائت، قال لو إن العلاقات الهندية الصينية تضررت بعض الوقت جراء ذلك. وأضاف أن «من الضروري الآن أن يتخذ الجانب الهندي إجراءات ملموسة للوفاء بوعوده الرسمية حول القضايا المتعلقة بالتبت»، داعياً نيودلهي إلى «عدم استخدام الدالاي لاما الـ14 مرة أخرى لتقويض المصالح الجوهرية للصين». ويعيش الدالاي لاما في المنفى بالهند منذ عام 1959 عندما هرب من لاسا، في أعقاب انتفاضة تبتية فاشلة ضد الحكم الصيني. وقد انتقدت بكين الزعيم النافذ الذي تعتبره يشكل تهديداً لسيطرة الصين على التبت.

وبعد زيارة سابقة قام بها الدالاي لاما إلى دير تاوانغ في أرونشال براديش في عام 2009، توقفت الصين عن الاعتراف بجوازات السفر الهندية للأشخاص المولودين في الولاية. وبدلاً من التأشيرات العادية، أصدرت لهم تصاريح سفر في جوازات سفرهم. وتصاعد النزاع، نظراً لأن كلا البلدين يضمن خرائط في جوازات سفر أصدراها حديثاً، تبين المطالبات المتضاربة. ويقاوم الدالاي لاما، المسن، محاولات بكين تقديم مرشحها، الذي سيخلفه، ويؤكد أن الزعيم الروحي المعاد لن يولد في الأراضي الصينية. ويبدو أن الخيار البديل لمكان خلفه هو منغوليا، الذي زاره الدالاي لاما في أواخر العام الماضي، إلا أن الصين، التي تؤثر سياسياً واقتصادياً في جارتها، تستبعد ذلك.

توحيد أسماء الأماكن في الصين يلتزم بالقواعد التي اتبعتها الصين في معالجتها لمناطق حدودية أخرى تدعي تبعيتها لها، وعلى سبيل المثال الجزر التي تسيطر عليها طوكيو غير المأهولة، المعروفة باسم سينكاكو باليابانية، ودياويو باللغة الصينية، والجزر المرجانية في بحر الصين الجنوبي. ووفقاً لهذه العملية، تتمثل الخطوة الأولى في الاعتراف الدولي بالأراضي المعنية على أنها «محل نزاع». ويقول الأستاذ في جامعة نيو ساوث ويلز، جيان تشانغ «قد يكون الدافع تأكيد المطالبة التاريخية والملكية للأراضي المتنازع عليها». ويضيف أن «التسمية لها أهمية من حيث ادعاء بلد ما منطقة متنازعاً عليها».

تويتر