11 مرشحاً يشاركون في سباق الرئاسة اليوم.. ومفتاح الإليزيه بيد «المتردّدين»

الانتخابات الفرنسية 2017.. معركــة سياسية تحمل كل المفاجآت

تجمّع لأنصار المرشحة مارين لوبان في مدينة مارسيليا. إي.بي.إيه

يتوجه نحو 47 مليون ناخب فرنسي إلى صناديق الاقتراع، اليوم، للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، لاختيار الرئيس الجديد والحادي عشر للجمهورية الفرنسية الخامسة، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند، وفي حال عدم فوز أي مرشح بالأغلبية المطلقة، تقام جولة أخيرة بين المُرشحَيْن الأكثر أصواتاً في 7 مايو المقبل.

عزوف متوقع

يتوقع باحثون فرنسيون مهتمون بمسارات التصويت في الانتخابات الفرنسية، حالة عزوف كبير بين الجيل الثاني والثالث من العرب والمسلمين عن التصويت. فقد فشل اليمين (حزب الجمهوريين) في تقديم مرشح يمكن الرهان عليه بعد فشل الحزب الاشتراكي في تحقيق وعوده الانتخابية، كما أن فشل مرشح حزب الجمهوريين، ألان جوبيه، في الترشح، وفوز فرانسوا فيون بترشيح اليمين؛ أدى إلى تراجع دعم المسلمين لليمين، خصوصاً بعد خلط فيون بين الإسلام والإرهاب ومطالبته المسلمين بالتنديد المستمر بالإرهاب.


الناخبون لن يقرروا فقط مستقبل بلدهم الذي يعاني نسبة بطالة مرتفعة، وتهديدات أمن قومي غير مسبوقة، وتدفقاً للمهاجرين غير مرغوب فيه، وإنما سيقررون أيضاً مستقبل الاتحاد الأوروبي.

وللمرة الأولى تحولت الانتخابات الرئاسية إلى صراع بين أحد عشر مرشحاً، بينهم امرأتان، يمثلون مزيجاً متنوعاً من مختلف الاتجاهات والانتماءات السياسية. وبحسب التوقعات واستطلاعات الرأي الأخيرة، لا يبدو أحد قادراً على التكهن بنتائج هذه الانتخابات، التي تبدو هذه المرة مفتوحة على كل التوقعات، واعتبرها البعض بمثابة استفتاء على مصير الاتحاد الأوروبي.

كل شيء يبقى محتملاً في هذه الانتخابات الاستثنائية، والتي يلفها الغموض، حيث إن نسبة كبيرة من الناخبين مازالوا مترددين، وأن امتناع الكثيرين عن التصويت قد يخلق مفاجأة، حيث يرى المحللون أن مفتاح الإليزيه قد يكون هذه المرة بيد «المترددين».

ويعود السبب الرئيس لهذه الضبابية، التي تلف الاقتراع الرئاسي الحالي، إلى كون الانتخابات باتت محكومة بعوامل حاسمة وغير مسبوقة، أهمها قرار الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند بعدم الترشح لولاية ثانية، ذلك أن كل الرؤساء الذين سبقوه منذ تأسيس الجمهورية الخامسة بعد الحرب العالمية الثانية، تقدّموا لولاية رئاسية ثانية وخاضوا الانتخابات ، ما جعل هذه الانتخابات الأولى التي لا يجري فيها طرح أي من المرشحين، باعتباره حاملاً إرث الإدارات السابقة.

ويرى محللون أن وصول ماكرون ولوبان إلى الدورة الثانية، هو أمر مثير، لأنها أول انتخابات رئاسية في فرنسا يتواجه فيها مرشحان لا ينتميان إلى الحزبين الكبيرين في البلاد. إلى ذلك شهدت الحملة الانتخابية تراجعاً ملحوظاً لمرشح اليمين والوسط فرانسوا فيون على خلفية ملاحقة قضائية بسبب وظائف يعتقد بأنها وهمية سجلها لزوجته ونجليه، وباتت استطلاعات الرأي تضعه في المرتبة الثالثة بين المرشحين.

وتستبعد الاستطلاعات أن يصل المرشح الاشتراكي بنوا آمون إلى الدورة الأولى، لأنه يتقاسم أصوات تيار اليسار مع المرشح المتعصب جان لوك ميلانشون.

في هذه الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، لن يقررالناخبون الفرنسيون فقط مستقبل بلدهم الذي يعاني نسبة بطالة مرتفعة، وتهديدات أمن قومي غير مسبوقة، وتدفقاً ثابتاً للمهاجرين غير مرغوب فيه، لكنهم سيقررون أيضاً مستقبل الاتحاد الأوروبي، تلك المؤسسة المضطربة التي يمكن أن يتم إنقاذها أو تدميرها من قبل فرنسا نفسها، التي كانت في مقدمة مؤسسيها؛ الأمر الذي يجعل الانتخابات الفرنسية بمثابة استفتاء حاسم على حلم أوروبا موحدة. ‪‬أيضاً تأتي الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017 وسط صعود شعبية أحزاب أقصى اليمين في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، إذ حققت الأحزاب المحسوبة على التيار الشعبوي اليميني انتصارات انتخابية مهمة، منها استفتاء انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي 2016، وانتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية في انتخابات 2016. ونظراً لأن الشعبوية أصبحت الصيحة السائدة في الديمقراطيات الغربية في الوقت الحاضر، حرص جميع مرشحي الانتخابات الرئاسية الفرنسية على أن ينهلوا من هذا المعين.

هذه المرة، يجري الترويج للشعبوية بصورة خاصة عبر معارضة الاتحاد الأوروبي، بتشجيع من تصويت الـ«بريكست» داخل بريطانيا، حيث أبدت المرشحة مارين لوبان رغبتها في الخروج من منطقة اليورو، وتنظيم استفتاء بخصوص الخروج من الاتحاد الأوروبي. أيضاً، اختار المرشح جان لوك ميلانشون موقفاً يدعم الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، بينما يرغب المرشح بونوا آمون في البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، في ظل شروط لن تقبل أي دولة أخرى عضو في الاتحاد بمنحها لفرنسا.

أما المرشح فرنسوا فيون، فيبقى موقفه غامضاً حيال هذا الأمر، لكنه يدعو إلى توطيد العلاقات مع روسيا وإيران، ما يعني التحرك بعيداً عن الاتحاد الأوروبي، وأخيراً يبقي المرشح المستقل إيمانويل ماكرون، المؤيد الوحيد لأوروبا الذي نجح في اجتذاب وسائل الإعلام إليه، وأمامه فرصة كبيرة للوصول إلى جولة الإعادة في مايو المقبل.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر