صحافة عربية

مصابون بأمراض خطيرة يعملون في مطاعم الخرطوم

أقرّت وزارة الصحة الاتحادية، في خبر نشر بأكثر من صحيفة خلال الأسبوع الماضي، بأن هناك 181 من العمال الأجانب في مطاعم وكافتيريات الخرطوم مصابون بمرضي الإيدز والتهاب الكبد الوبائي الخطيرين. وكشفت عنهم وزارة الصحة من خلال حملة تفتيش دوري، ولا شك في أن هذا الخبر مرعب ومخيف، ليس عند حدود هذا العدد المكتشف فحسب، لكن الأمر الأخطر ربما في أعداد كبيرة مصابة بالإيدز والتهاب الكبد الوبائي القاتلين. هؤلاء الأجانب يعملون في مطاعم الخرطوم الكبيرة والصغيرة، وعدد منهم أيضاً مع صاحبات محال بيع الطعام من النساء، في وظائف خطيرة منها غسل الأواني وتنظيف الطاولات، وبعضهم يعمل في مطابخ تلك المطاعم في إعداد وطهي الطعام وتوزيعه، وغيرها من المهام الخطيرة المباشرة لصحة الزبائن الذين يرتادون هذه المطاعم، ومحال الوجبات السريعة، وأماكن بيع الأطعمة والعصائر. السؤال هو: من المسؤول عن هذا الخطر الداهم المخيف حقيقةً، هل هي وزارة الصحة التي لاتزال حملاتها التفتيشية والرقابية ممثلة في إدارة الرعاية الصحية والخدمات الصحية والوقاية؟ هذا العدد من المصابين يعد قليلاً بالنظر إلى أعداد المطاعم ومحال الأطعمة المنتشرة في العاصمة المثلثة.. الخرطوم.. بحري.. أم درمان؟ أم أصحاب هذه المحال الذين يتسابقون في تشغيل هؤلاء الأجانب المرضى دون مراعاة لأدنى معايير الصحة الشخصية والعامة لهؤلاء الأجانب، ودون أدنى نظر لمؤهلات هؤلاء الأجانب المعرفية والثقافية والمظهرية، لأن همهم الأكبر أداء العمل بأزهد الأجور، وقد وجدوا ضالتهم في هؤلاء الأجانب؟ أم المواطنون الذين يتوافدون على هذه المحال ليل نهار، يتناولون وجباتهم من هذه المطاعم دون اكتراث لخطورة هذه الأطعمة، بين يدي هؤلاء المرضى الأجانب، وقد يكون فيهم عمال سودانيون - أيضاً - لكن خبر وزارة الصحة يتحدث عن الأجانب فقط الذين شملهم الفحص والكشف؟

إن خطورة هذه الأطعمة ربما الملوثة بمرض هؤلاء المصابين لا تتوقف عند الزبائن الذين يرتادون هذه المحال، بل سيقومون بنقل الوباء والداء إلى الأسر والعوائل، إما عن طريق نقل هذه الأطعمة الملوثة بالمرض، أو عن طريقهم مباشرة بعد إصابتهم بالمرض، وفي كلا الأمرين العاقبة خطيرة ومدمرة.

تويتر