تزايد الوعي العام يحتّم على الحكومة التحرك

الصين تقبل العمل مع الناشطين في محاربة التلــــوّث

المصانع الملوِّثة للبيئة تنتشر في الصين بكثرة. أرشيفية

لاتزال الصينية دوان شومين، معتادة محيطها الجديد في ضواحي مدينة ديجوا في إقليم شاندونغ، الذي يبعد 200 كيلومتر إلى جنوب بكين. وتنتشر المصانع التي تنتج كل شيء، بدءاً من الزفت إلى الزيليتول، وهي مادة محلية تستخدم في العلكة، على جانبي الطريق التي تؤدي إلى شقتها، التي انتقلت إليها في يوليو الماضي. وفي أمسية قريبة أصبح الهواء مثقلاً برائحة النفط والبلاستيك المحروق. وقالت دوان، وهي توقف سيارتها السوداء: «إنه يوم عادي»، وأضافت، وهي تنظر من نافذة السيارة: «عندما تكون الرائحة نفاذة فعلاً أشعر بأني سأتقيأ».

وبعد أن شعرت بالضجر من الجهود غير الصادقة، في وضع حد للانبعاثات الصناعية، ومصدر انبعاثها، قررت دوان اللجوء إلى موقع «ويبو»، وهو المعادل لموقع «تويتر» في الصين، بهدف الإبلاغ عن المصانع التي تنبعث منها هذه الغازات. وفي كل يوم تنشر، أو أحد أصدقائها، صورة لموقع مختلف في المدينة، يصدر الانبعاثات الغازية، وهي تستخدم هاتفها النقال كي تصور لحظة الانبعاث الحقيقي من المصانع المحيطة، وتكتب رسالة إلى العامة، تخطر فيها المسؤولين عن حماية البيئة بالأطراف التي تتعدى على البيئة. وقامت بتشكيل مجموعة للنقاش على موقع «وي تشات»، وهو خدمات نقل الرسائل في الصين، لحشد آراء السكان المحليين الآخرين، إلى جانب قضيتها، وقالت دوان: «يتزايد الوعي العام، ويتعين على الحكومة القيام بأمر ما».

والمثير للدهشة أن الصين ليست لا تتسامح مع ما يقوم به النشطاء أمثال دوان فحسب، إنما تقبله بحذر خلال تحركاتها من أجل معالجة تلوث البيئة الشديد، جراء ثلاثة عقود من النمو الاقتصادي.

وعلى الرغم من أن الحزب الشيوعي الحاكم عمل منذ أمد طويل على تقييد حرية التعبير، والمشاركة في مصلحة الاستقرار الاجتماعي، إلا أنه يدرك الآن أن البحث عن من يسبّبون التلوث البيئي، سيكون أكثر سهولة من قبل العامة المجهزين بأدوات مواقع التواصل الاجتماعي، والوصول إلى معلومات الانبعاث الغازي في الوقت الحقيقي.

وكتب البروفيسور المساعد ألكس وانغ، الذي يعمل في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، بحثاً سيتم نشره قريباً، يقول فيه إن التشابك في المصالح بين المواطنين وقادة البلاد «مكّن من ظهور قوانين تبدو متناقضة في الصين»، وهذا ما دفع الحكومة إلى مطالبة أكثر من 15 ألف مصنع ومنشأة صناعية بإرسال معلومات عن انبعاثاتها الغازية كل ساعة، وهو مطلب يقول البروفيسور وانغ، إنه «غير موجود في أي مكان آخر من العالم».

 

تويتر