مع بدء السباق لـ «الإليزيه»

منافسة مستعرة بين الأحزاب التقليدية الفرنسية

صورة

تشير استطلاعات الرأي إلى أن الوسط واليمين المتطرف يقودان الطريق في فرنسا، بعد فشلهما في الانتخابات في هولندا، وتكافح الأحزاب السياسية التقليدية الفرنسية من أجل البقاء على قيد الحياة السياسية في الوقت الذي انطلقت فيه حملة الانتخابات الرئاسية، ويبدو أن المرشح الرئاسي الفرنسي، فرانسوا فيون، المنتمي لحزب «الجمهوريون» اليميني، قد تحوّل من مرشح مفضل إلى سياسي يكافح بشدة للبقاء في السباق الرئاسي. وتخشى أحزاب اليسار واليمين من مغبة ضربة موجعة من قبل اثنين من الأحزاب الفتية، هما تيار الوسط المستقل، الذي يقوده المرشح إيمانويل ماكرون، وحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بقيادة ماري لوبان.

ومن المتوقع أن تجري اليوم مناظرة تلفزيونية لمدة ثلاث ساعات بين كبار المرشحين الخمسة، ويأمل كثيرون أن يتحول التركيز من فضائح الفساد السياسية التي هيمنت على البث فترة طويلة من الزمن، إلى أسئلة سياسية رئيسة، مثل كيفية التعامل مع البطالة الجماعية، ونظام الحماية الاجتماعية في فرنسا.

وتشير استطلاعات الرأي، حالياً، إلى أن جولة الإعادة في الدور النهائي ستجري في 7 مايو، ما يمكن أن تكيل ضربة موجعة على الأحزاب التقليدية عن طريق تأليب حزب تيار الوسط الذي يقوده ماكرون، والذي لم يخض أبداً انتخابات من قبل، ضد حزب الجبهة الوطنية المناهض للهجرة، والاتحاد الأوروبي، والذي حقق مكاسب ثابتة في كل الانتخابات منذ أن انتزعت قيادته لوبان من والدها جان ماري لوبان في عام 2011.

وينظر إلى ابنته بأنها تقود الجولة الأولى وجولة الإعادة النهائية، التي من المرجح أن تكون أقرب للفوز. وعلى الرغم من فضائح الفساد، التي طالت تمويل الحزب، تظل القاعدة الانتخابية للوبان صلبة.

ويمكن أن توصف هذه الانتخابات بأنها تحوّل في المواقف التقليدية بين اليمين واليسار لصالح انقسامات بين مواقف جديدة، تتمثل في تأييد العولمة، و«إغلاق الحدود» القومية. ويقول أستاذ العلوم السياسية واستطلاعات الرأي، جيروم سانتي ماري، إن الخلاف الجديد سيكون بين أولئك الذين يشعرون بأنهم يستفيدون من العولمة و«أولئك الذين يشعرون بأنهم يخسرون جراء علاقتهم بالخارج».

الجدير بالذكر أن فيون لايزال يقاتل باستماتة من أجل البقاء في السباق الرئاسي. هذا الرجل الذي يسمى بالسيد النظيف، والذي يريد خفض الإنفاق العام، هو الآن قيد التحقيق بتهمة اختلاس أموال الدولة، بعد المزاعم بأنه أعطى زوجته وأولاده «وظائف وهمية» سخية، كمساعدين برلمانيين، يمولها دافع الضرائب. ونفى فيون المزاعم، وحمل بشدة على النظام القضائي، ووسائل الإعلام. وبعد خروج العديد من شخصيات يمين الوسط من حملته الرئاسية بسبب لهجتها الشعبوية على نحو متزايد، واصل فيون من تصعيد خطه المتطرف.

ومن ناحية اليسار، نجد أن الحزب الاشتراكي في حالة من الفوضى، إذ إن مرشحه اليساري، بينوا هامون، حل حالياً في المركز الرابع في الاقتراع، بنسبة نحو 13٪. ويعتقد مؤيدوه أنه إذا تحالف مع المرشح صاحب المركز الخامس – وهو زعيم اليسار المتشدد، جان لوك ميلينشون – فبإمكانه الوصول إلى الدور النهائي، إلا أن هامون يعتقد أن تنحيه وانضمامه إلى ميلينشون عبارة عن «فكرة سخيفة».

وتقول كبيرة استراتيجيي لوبان، فلوريان فليبو: «كثيراً ما سمعت نساء شابات يقلن إنهن سيصوتن ضدنا في الجولة الثانية من الانتخابات، لأنهن يعتقدن - خطأ - أننا في طريقنا لحظر حبوب منع الحمل أو حظر الإجهاض. إنها شائعات كاذبة تماماً، وتضر بجولتنا الثانية في التصويت». إلا أن تركيز لوبان الرئيس هو الدفع قدماً بموقفها المناهض للهجرة، مصرة على ما وصفته بخطر زحف «الأصولية الإسلامية» التي تفضي إلى «التراجع عن حقوق المرأة» في فرنسا.

تويتر