أبدى قدراً ملحوظاً من المرونة الدينية

مبعوث ترامب يتحاشى ما يعوق مهمته في محادثات الشرق الأوسط

نتنياهو وغرينبلات.. محاولات للتفاهم حول الاستيطان. رويترز

قضى مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط الأسبوع، في رحلات مكوكية بين القدس ورام الله والعاصمة الأردنية عمان، في أول جولة رسمية له في المنطقة، مباشراً عمله من خلال الدبلوماسية الهادئة، ومتجنباً الخوض في مناقشات جدلية.

فقد التقى جيسون غرينبلات، محامي العقارات الذي عمل على مدار 20 عاماً لحساب ترامب، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبدالله، ومسؤولين كبار آخرين، خلال جولة مشحونة من المحادثات وصفها دبلوماسيون أميركيون بأنها «جولة استماع».

وبدلاً من إطلاق بعض التصريحات الجريئة، التي أدلى بها ترامب نفسه عن منطقة الشرق الأوسط، كان غرينبلات (49 عاماً) متحفظاً، فلم يصدر عنه سوى بضع تغريدات، دون أن يتحدث مع وسائل الإعلام.

منذ تولي ترامب منصبه عدّل مواقفه، فتراجع عن التعجيل بنقل السفارة إلى القدس.

وكان ترامب قال، الشهر الماضي، إنه لا يمانع في وجود حل للصراع، يقوم على أساس دولة واحدة أو دولتين.

وكتب غرينبلات على «تويتر»، تحت صورة له وهو يصافح الزعيم الفلسطيني بحرارة: «ناقشت أنا والرئيس عباس كيفية تحقيق تقدم صوب السلام، وتعزيز قدرات قوات الأمن الفلسطينية، ووقف التحريض». وكان رد الفعل من جانب الفلسطينيين والملك عبدالله على الاجتماعات إيجابياً، وإن اقتصر إلى حد بعيد على العبارات الدبلوماسية المعتادة عن أهمية مفاوضات السلام، وقدرتها على تغيير شكل المنطقة.

وسارع معلقون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإشارة إلى أن غرينبلات، وهو يهودي متشدد، أبدى قدراً ملحوظاً من المرونة الدينية خلال زيارته، بما يعكس رغبة في الانفتاح والتحلي بالدبلوماسية، فلم يرتد غطاء الرأس اليهودي (الكيبا) طوال الأسبوع، وعادة يرتدي غرينبلات في الصور الرسمية الكيبا السوداء، التي يرتديها اليهود المتدينون.

ومن الانتقادات التي وجهها الفلسطينيون إلى ترامب أنه مؤيد بشكل مفرط لإسرائيل، خصوصاً ما وعد به خلال الحملة الانتخابية من نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وموقفه الضعيف من بناء المستوطنات الإسرائيلية.

ومنذ تولي ترامب منصبه عدّل مواقفه بعض الشيء، فتراجع عن التعجيل بنقل السفارة، ودعا نتنياهو خلال لقائهما في البيت الأبيض، الشهر الماضي، إلى الامتناع لفترة من الوقت عن البناء الاستيطاني.

وقال مسؤول إسرائيلي إن المستوطنات كانت نقطة النقاش الرئيسة، خلال محادثات استمرت خمس ساعات بين غرينبلات ونتنياهو، الثلاثاء الماضي، حيث سعى الجانبان للتوصل إلى تفاهم بشأن ما يمكن لإسرائيل بناؤه ومواقع البناء.

تويتر