652 طفلاً على الأقل قُتلوا في عام 2016

الأطفال في سورية يتعرّضون للهجمات بوتيرة غير مسبوقة

صورة

دخل الصراع في سورية عامه السابع، أول من أمس، ويبدو أنه ليس ثمة حل يلوح في الأفق، يهدف إلى حماية الاطفال من هذه الحرب الأهلية التي طال أمدها. وبلغ عدد الأطفال الذين قتلوا والذين أصيبوا بجروح أو تم تجنيدهم في القتال «معدلات قياسية» في عام 2016، وذلك حسب تقرير صادر عن صندوق إنقاذ الاطفال، التابع لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ونشر يوم الاثنين الماضي. وقال المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال افريقيا في «يونيسيف»، جيرت كابيليري: «بات حجم المعاناة غير مسبوق، اذ إن ملايين الاطفال في سورية يتعرضون للهجمات بصورة يومية، وقد انقلبت حياتهم رأساً على عقب»، واضاف «يخشى كل طفل على حياته ومستقبله، جراء هذا الرعب الذي يعيشونه».

ستة ملايين طفل يعيشون في سورية يعتمدون على المساعدات الإنسانية، في حين أن مليونين يعيشون لاجئين في تركيا ولبنان والأردن ومصر والعراق.

وقتل نحو 652 طفلاً على الأقل في عام 2016، أي بزيادة قدرها 205 على عام 2015. وتم تجنيد نحو 850 طفلاً في عام 2016، وهذا الرقم يعادل ضعف ما حدث في العام الماضي. وكتب «يونيسيف» في تقرير بعنوان «الضرب حتى النخاع: معاناة أطفال سورية في الحرب» تقول إنه تم تجنيد الأطفال كمقاتلين في جبهات القتال، وفي العام الماضي تم تجنيدهم لأغراض تنفيذ أحكام الإعدام، ومهمات التفجير الانتحارية، أو الحراسة على السجن، وتزايد عدد الاطفال الذين تعرضوا للإصابات بنسبة 25% منذ عام 2015.

وأصبحت المرافق الاخرى التي تهم الاطفال، مثل المدارس والملاعب والمستشفيات والحدائق العامة، في حالة يرثى لها نتيجة تعرضها للقصف والتدمير، الأمر الذي جعل من الصعب وغالباً من المستحيل بالنسبة للأطفال الحصول على العلاج الطبي، والتعليم، كما ذكرت «يونيسيف». وهناك 1.7 مليون طفل محرومون من التعلم في المدارس، كما أن ثلث المدارس إما مدمرة او تم تحويلها إلى ملاجئ للعائلات التي شردت من منازلها، أو تم تسخيرها لخدمة الجيش.

وأصبح الحصول على التعليم والعلاج الطبي من الأمور الصعبة المنال، ونتيجة لذلك اضطرت العائلات إلى اجراءات قاسية من أجل البقاء. وباتت معدلات عمالة الاطفال، والزواج المبكر، وتجنيد الاطفال في تزايد كبير، حسب «يونيسيف». ويعمل الأطفال لدى نحو 75% من العائلات في سورية، وفي نحو نصف هذه الحالات تعتمد الأسر في كسب عيشها على هؤلاء الاطفال، إما جزئياً أو كلياً. وعادة ما تتميز هذه العمالة بانخفاض اجورها، وهي تتوزع إما في مجال الزراعة، او في المصانع، او في المجال الميكانيكي، وغالباً ما تنطوي على خطورة يمكن أن تطال صحة الطفل.

ويعتمد ستة ملايين طفل يعيشون في سورية على المساعدات الانسانية، كما أن مليونين يعيشون كلاجئين في تركيا ولبنان والأردن ومصر والعراق. وقال تقرير «يونيسيف»: «دفع الأطفال الثمن الأكثر فداحة في هذه الحرب التي بدأت قبل ست سنوات، كما أن معاناتهم وصلت إلى الذروة العام الماضي نتيجة تصعيد العنف بصورة كبيرة».

وتضمن التقرير بعض النقاط المثيرة للتفاؤل، فنظراً إلى تصميمهم على التعليم، عمد الطلاب والمدرسون إلى تحويل أقبية المنازل إلى صفوف للدراسة، كما أنهم جلسوا على الأرض اذا لم يتوافر الأثاث اللازم. وفي عام 2016 عبر 12500 طفل خطوط صراع خطرة جداً، وسافر بعضهم لأيام كي يتمكنوا من تقديم الامتحانات الأخيرة.

ودعت «يونيسيف» جميع الأطراف السياسية المتورطة في الصراع إلى إيجاد حل سياسي فوري لهذه الحرب المدمرة، وإنهاء العنف ضد الاطفال، ومنح الدول المضيفة للاجئين الموارد اللازمة والكافية لتأمين حاجات الأطفال.

تويتر