توتّر في أوساط الائتلاف اليميني

الصراع يحتدم في الدائرة المحيطة بنتنياهو حول مستقبل السياسة الأمـيركية إزاء الاستيطان

ليبرمان رفض ضم الضفة الغربية، وقال إنه يريد الانفصال عن الفلسطينيين، وليس الاندماج معهم.

عندما طلب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مؤتمرهما الصحافي المشترك، الشهر الماضي، «تخفيف وتيرة بناء المستوطنات قليلاً» أثار ذلك جدلاً واسعاً في الأوساط الاسرائيلية، عما يمكن ان يكون معنى عبارة ترامب «التخفيف من البناء» وما المقصود بـ«قليلاً»، كما أنها شكلت توتراً في أوساط ائتلاف نتنياهو اليميني، حيث كان كثيرون ينادون بضم الاراضي الفلسطينية.

قرر ليبرمان، الذي يتعين عليه التوقيع على القرارات المتعلقة بالاستيطان، أنه يجب عدم اتخاذ قرارات خاطئة بشأن هذه المسألة خشية إثارة غضب واشنطن.

وأشار استطلاع للرأي أن 55% من الاسرائيليين يعتقدون أن ترامب سيسمح ببناء المستوطنات، في حين ركز المعارضون الذين يمثلون تيار الوسط إلى أقصى اليسار على «تخفيف البناء» أكثر من «قليلاً»، وفي الوقت ذاته فإن الجدل داخل الائتلاف الحاكم وصل ذروته عندما قال وزير الدفاع الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان، إنه «تلقى رسالة مباشرة، وليست غير مباشرة أو تلميحاً، من الولايات المتحدة» بأن مفاوضات الضم يمكن أن تؤدي إلى حدوث أزمة. ولكن وزيرة العدل ايليت شاكيد قالت إن ذلك لن يحدث مطلقاً، كما أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تُملي على اسرائيل، وهي دولة ذات سيادة، ما يتعين عليها فعله.

من ناحيته، قال نفتالي بينيت، وزير التربية الاسرائيلي رئيس حزب البيت اليهودي، وهو أكثر الاحزاب اليمينية تطرفاً في الكنيست الاسرائيلي، كما أنه جزء من ائتلاف نتنياهو: «إن عهد الدولة الفلسطينية قد انتهى». وقالت مجموعة من أعضاء الكنيست تطلق على نفسها «كنيست أرض اسرائيل» إن انتخاب ترامب يعتبر «فرصة تاريخية»، ودعوا الحكومة إلى «استئناف بناء المستوطنات على كل الأراضي الفلسطينية».

لكن نتنياهو كان يقول لأعضاء الكنيست من حزبه وحكومته، إن ترامب صديق لاسرائيل، ولكن ينبغي أن لا نكون متسرعين ونخاطر بإفساد هذه الفرصة الجيدة. الا ان ليبرمان، الذي يتعين عليه التوقيع على القرارات المتعلقة بالاستيطان، قرر أنه يجب عدم اتخاذ قرارات خاطئة. وقام وزير الزراعة يوري اريل - من البيت اليهودي اليميني - بتوزيع مسودة قرار حكومي للبدء بتخطيط وبناء مزيد من المستوطنات. لكن ليبرمان تحدّث أمام الكنيست بجدية، منتقداً ما يدعو إليه أحد أعضاء حزب الليكود، الذي دعا، خلال مقابلة تلفزيونية إلى ضم جميع أراضي الضفة الغربية، مع عدم منح الفلسطينيين حق التصويت، الأمر الذي لقي الرفض من قبل كل أنحاء الطيف السياسي في اسرائيل، وقال ليبرمان إنه تلقى الاتصالات من جميع أنحاء العالم، تطلب منه توضيح هذه القضية وما الذي تعنيه.

وقال ليبرمان: «نحن بحاجة إلى فصل الفلسطينيين وإبعادهم عنا، وليس الاندماج بهم، اذ إن تطبيق السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية يعني وجود 2.7 مليون فلسطيني، وأنا لم أتحدث عن القانون الدولي بعد، والتشعبات السياسية، وردة فعل المجتمع الدولي على فكرة عدم منحهم حق التصويت. هذا الموقف خاطئ تماماً في رأيي. وينبغي على الائتلاف الحكومي أن يوضح تماماً، أننا لا نخطط لتطبيق السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية، في الوقت الحالي»، واضاف ليبرمان أن الأميركيين لن يتحملوا ذلك، إذ إن الرسالة الواضحة التي بعثت بها إدارة ترامب مفادها أن «ضم الضفة الغربية يعني اختلاق أزمة فورية مع الحكومة الجديدة في واشنطن، ومن منا يريد أزمة مع الحكومة الأميركية الجديدة».

تويتر