على الرغم من الجهود الدولية المتكررة لحل الأزمة

الحرب السورية قد تمتد 10 سنوات أخرى

صورة

قال السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد، إنه على الرغم من الجهود الدولية المتكررة منذ عام 2011، تظل سورية غارقة في مستنقع من الصراع، وإن التحركات للتوصل الى تسوية عبر المفاوضات فشلت، الأمر الذي ترك قوات الرئيس السوري بشار الأسد حرة في مواصلة السيطرة على المناطق والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة. وأضاف فورد لموقع «كاونسل أون فورين ريلاشن»، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورث حملة عسكرية ضد تنظيم «داعش» المتطرف، لكن لا هو ولا الروس لديهم خطة لمعالجة جذور الصراع. وفيما يلي نص المقابلة مع الموقع:

■■ريلاشن: أعرب ترامب عن دعمه لمناطق آمنة ليعود إليها اللاجئون السوريون، هل ذلك اقتراح معقول؟

لا أعتقد أن الروس يريدون سحب دعمهم للأسد على الأقل في الوقت الحالي؛ لأن بوتين حصل على مصداقية دولية من حملته هذه.

فورد: ثمة أمر واقع بالنسبة لبعض المناطق الآمنة مثل المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة السورية المدعومة من تركيا في عملية درع الفرات، وهي تمتد نحو 20 ميلاً على الحدود التركية في شمال سورية، إذ إن روسيا لا تقصف هذه المنطقة، ولا الحكومة السورية، وهناك منطقة للأكراد في شرق سورية مدعومة من الولايات المتحدة، وثمة مكانان فقط أعتقد أنه يمكن أن يكون بهما مناطق آمنة جديدة، هما في إدلب شمال سورية، وفي جنوب سورية قرب الأردن.

■■ريلاشن: ولكن كيف سيتم دعم هذه المناطق الآمنة وإرسال المساعدات إليها، وهل هي جاهزة لاستقبال اللاجئين، وهل سيكون لها تأثير في المفاوضات؟

فورد: لن يكون لها تأثير في المفاوضات، ومع الزمن يجب حمايتها عسكرياً، لأن الحكومة السورية تقول إنها تريد استرجاع جميع الأراضي السورية إلى سيطرتها.

■■ريلاشن: هل الحكومة السورية في وضع يمكنها من استرجاع جميع الأراضي؟

فورد: إنهم جادون في ذلك وإن كانوا يعرفون أن ذلك سيستغرق نحو 10 سنوات، ولكن ثمة مشكلة هنا تواجهها الحكومة هي تدهور الاقتصاد، وليس هناك من يفكر الآن في أنه يتعين على الأسد الرحيل.

■■ريلاشن: هل ستقوم روسيا بدعم مطالب الأسد حتى النهاية؟

فورد: الروس يفضلون حلاً سياسياً ولكنهم لا يملكون إمكانية تطبيقه، اذ إنهم يملكون الجو ولكن قواتهم البرية قليلة، وتمكن الأسد بعد دعوة إيران وتركيا وروسيا في 29 ديسمبر الماضي لوقف إطلاق النار، وبمساعدة حزب الله، من استعادة معظم وادي بردى خلال بضعة أسابيع.

■■ريلاشن: كل ذلك تم خلال وقف إطلاق النار المتفق عليه؟

فورد: نعم هذا ما حدث، وكانت الدول الثلاث الراعية لوقف إطلاق النار قد تحدثت عن مراقبة الموقف، لكنها لم تتخذ أي إجراء من أجل ذلك، وحاول الروس التفاوض من أجل وقف إطلاق النار ولكنهم فشلوا، وهم انتقدوا الحكومة السورية، لكنهم تخلوا عن ذلك لأنهم يفضلون الصمت على أن يبدوا بموقف الضعيف، ولا أعتقد أن الروس يريدون سحب دعمهم للأسد على الأقل في الوقت الحالي، لأن بوتين حصل على مصداقية دولية من حملته هذه. وكان هدفهم التكتيكي الرئيس هو منع انهيار نظام الأسد ونجحوا في ذلك، وأثبتوا أنهم حليف قوي في الشرق الأوسط، كما أن أهدافهم الاستراتيجية هي التوصل إلى اتفاقية سياسية تضمن لهم قاعدة جوية جديدة في سورية، إضافة إلى تحديث القاعدة البحرية الموجودة أصلاً.

■■ريلاشن: تراجعت تركيا عن موقفها السابق الذي يقضي بأن الأسد يجب أن يرحل، ما الذي تتمنى أن تجنيه من العملية الدبلوماسية الحالية؟

فورد: الأولوية الأهم بالنسبة لتركيا هي منع أكراد سورية من الحصول على حكم ذاتي، كما هي الحال لدى أكراد العراق، ونظراً لعدم وجود حدود بين سورية وتركيا قبل الحرب العالمية الأولى، فإن أكراد سورية يمثلون امتداداً لأكراد تركيا.

تويتر