مع تزايد ضغوط الإدارة الأميركية على المهاجرين

عقبات تواجه الطلاب المكسيكيين «الحالمين» العائدين من أميركا

صورة

تعتقد المكسيك أن نحو 40 ألف شاب مكسيكي من الذين يعيشون في الولايات المتحدة دون وثائق ثبوتية سيضطرون للعودة إلى بلادهم خلال السنوات القليلة المقبلة، بسبب السياسات الأميركية المتوقعة، إلا أن العديد من هؤلاء «الحالمين»، كما يطلق عليهم، يواجهون عقبات بشأن معادلة المؤهلات الدراسية، وحصولهم على فرصة للالتحاق بالجامعات المكسيكية، حيث تعد الشهادات عنصراً ضرورياً للحصول على موطئ قدم في سوق العمل المكسيكية.

بين الأمس واليوم

غادرت ماجي وريدو منزلها في دالتون بولاية جورجيا بالولايات المتحدة إلى منزل جدها في سان لويس بوتوسي بالمكسيك، وقصدت في ما بعد مكتب أمانة التعليم العام المكسيكية. وأخبرتهم بأنها تريد أن تقدم للجامعات الحكومية في المكسيك، لكنها نشأت في الولايات المتحدة، وتسأل المسؤولين عن الوثائق التي ينبغي أن تقدمها لهم، فيخبرونها بأن عليها أن تقدم صوراً من شهادات الدبلوما فقط. تقول إن هذا ما حدث معها عام 2008، إذ بدت الإجراءات بسيطة للغاية، مقارنة بما كانت تكابده في الولايات المتحدة، حيث عاشت وريدو بشكل غير قانوني منذ أن كانت طفلة صغيرة، وظلت تفكر في علاج درامي لحياتها العملية الراكدة، لهذا اتخذت خطوة لتهاجر إلى البلاد التي شهدت ولادتها، حيث تستطيع أن تدخل الكلية مجاناً من دون رسوم، ولن يزعجها أحد بشأن قوانين الهجرة، لكن الوضع الآن مختلف جداً.


• تواجه الجهات المسؤولة في المكسيك في الوقت الراهن معضلة كيفية معادلة الشهادات والدرجات الجامعية بما يقابلها في المكسيك.

• يقدر أن يصل عدد المبعدين من الشباب المكسيكيين إلى نحو 40 ألفاً في السنوات المقبلة، للانضمام إلى الكليات الجامعية في بلادهم.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية باتخاذ خطوات أكثر صرامة بشأن ما يقدر بنحو 11 مليون مهاجر غير شرعي في الولايات المتحدة، لتبديد المخاوف من الجرائم العنيفة التي يدعي أن معظمها ناجم عن المهاجرين غير الشرعيين، في حين وعد ببناء جدار على الحدود مع المكسيك للحد من الهجرة غير الشرعية.

وبدأت المكسيك تتحرك بالفعل بشأن هذه المسألة، ففي خطاب ألقاه في وقت سابق من هذا الشهر، وعد الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو «باعتماد شهادات الذين كانوا منضمين لجامعات في الولايات المتحدة تلقائياً». وتعمل لجنة التعليم في مجلس الشيوخ المكسيكي، جنباً إلى جنب مع أمانة التعليم العام، على تفاصيل خطة بهذا الشأن من المتوقع أن يتم إجازتها بسهولة.

ويقدر النشطاء بأن ما يقرب من نصف مليون حالم تراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً رحّلتهم الحكومة الأميركية إلى المكسيك بين عامي 2005 و2014، وأن قليلاً من هذه الفئة تمكنوا من الحصول على التعليم العالي، إلا أن وكيل وزارة التعليم العالي سلفادور جارا غيريرو، يقدر أن يصل عدد المبعدين من الشباب إلى نحو 40 ألفاً في السنوات المقبلة، للانضمام إلى الكليات الجامعية هنا. وترى الجامعات أن «الحالمين» هم عبارة عن مجموعة تربت على نظام تعليمي صارم نسبياً، ويرى الساسة أنهم يمكن أن يساعدوا على تنمية العلاقات التجارية الدولية.

وتحركت الجامعات الحكومية في المكسيك بسرعة في محاولة منها لاستيعاب العائدين، مدفوعة جزئياً برسالة وقعها أكثر من 600 من رؤساء الجامعات الأميركية، تحث ترامب على عدم ترحيل طلاب الجامعات بموجب قانون حماية الطلاب المهاجرين بشكل غير شرعي. وبدأت الجامعات المكسيكية تبحث عن السبل التي يمكن أن تستوعب بها الزيادة المحتملة في عدد الطلاب العائدين، وتعهدت جامعة خاصة واحدة على الأقل، باستيعاب ما يصل الى 1500 طالب عائد.

وتواجه الجهات المسؤولة في المكسيك في الوقت الراهن معضلة كيفية معادلة الشهادات والدرجات الجامعية بما يقابلها في المكسيك، وتعكف أمانة التعليم العام على إيجاد وسيلة لمعالجة هذا الموقف، ويرى الأكاديميون المكسيكيون أن على الجامعات المحلية وضع معاييرها الخاصة بها لاعتماد شهادات ودرجات العائدين، إلا أن بعض مديري الجامعات حذروا من أن هذه الخطوة تصب في اتجاه «تسويق» الخدمات التعليمية، إلا أن بعض الجامعات التي لديها تجربة سابقة مع العائدين تعكف على إعداد خطط لإدراجهم.

تويتر