بعد أن فقدته بسبب كبر حجمها

علماء يحاولون إعادة الطعم الطبيعي للطماطم

يزداد حجم الطماطم لكنها تفقد طعمها. غيتي

عام 2014 تم إنتاج 170 مليار كيلوغرام من الطماطم في جميع أنحاء العالم، وفقاً للأمم المتحدة، إلا أن طعم معظمها يبدو مثل الورق المقوى، فما هو السبب؟ يعتقد الباحث في معهد الأحياء النباتية الجزيئية والخلوية في فالنسيا بإسبانيا أنطونيو غرانيل، أن السبب في ذلك هو أن الطماطم فقدت مذاقها الطبيعي نتيجة سعي كثير من الأسواق لإنتاج أحجام كبيرة من الطماطم، مستعينة في ذلك بالعلماء الذين تجاهلوا الطعم في سبيل الحجم. ويضيف أن «المنتجين يتقاضون سعر منتجاتهم على حسب الكيلو الواحد وليس النكهة». غرانيل هو أحد العلماء الذي يعلقون الآمال على استعادة الطماطم لرائحتها وطعمها الطبيعي، ويشكل غرانيل جزءاً من فريق انتهى لتوه من تسلسل الجينوم الكامل من 398 نوعاً مختلفاً من الفاكهة. ومن خلال دراسة كل منها، يحدد العلماء الشفرة الوراثية المسؤولة عن 13 مركباً كيميائياً يمنح هذه الفواكه طعمها. وهذه المركبات متوافرة في الأصناف التقليدية، ولكن اختفت تقريباً في نظيراتها التجارية، وكانت هذه النتائج مذهلة للدرجة التي احتلت فيها غلاف مجلة «ساينس» الشهيرة. ويوضح غرانيل قائلاً: «لدينا الآن الأدوات لتصميم طعم الطماطم».

على مدى عقود، اختار المنتجون التجاريون زراعة الطماطم على أساس حجمها وقوامها ولونها، وهي الخصائص الرئيسة التي يطلبها الموزعون، وبهذه الطريقة فقدت الطماطم طعمها.

ويقول إن هناك مسارين لجلب الطماطم ذات المذاق الجيد إلى السوبر ماركت، طريق طويل يمر من خلال استخدام علامات وراثية: يختار العلماء النباتات ذات الخصائص المرغوبة (الحلو على سبيل المثال)، والتي يتم إنتاجها من خلال مزاوجة أصناف مختلفة، سواء التقليدية أو الحديثة. ولتسريع هذه العملية، يسترشد العلماء بالعلامات الجزيئية المرتبطة بهذه الخاصية، مثل بعض أجزاء من الحمض النووي، فإذا كانت هذه العلامات موجودة في النباتات الجديدة، فإن طعم الطماطم يصبح حلواً.

إلا أن غرانيل يقترح مساراً أقصر، هو ما يطلق عليه اختصاراً تقنية «سي آر آي إس بي آر» الثورية الجديدة، حيث يمكن من خلال هذه التقنية ببساطة قطع ولصق تسلسل متعدد للحمض النووي.

تويتر