عمل فيه أكثر من 4 عقود

مهندس إسباني يحوّل مصنعاً مهجوراً إلى منزل جميل

صورة

تختلف نظرة الناس إلى الأشياء، فقد يرى البعض مصنعاً مهجوراً على أنه شيء لا قيمة له أو مشكلة بيئية، بينما يرى آخرون الأمر بطريقة مختلفة تماماً. حدث ذلك مع المهندس المعماري الإسباني ريكاردو بوفيل الذي خطرت بباله أفكار عدة، عندما مر على مصنع أسمنت توقف عن العمل، منذ فترة طويلة، ورأى أن ثمة إمكانية لاستغلال المكان بطرق مختلفة.

وبعد عقود من العمل، تحول المصنع المهجور، على أطراف مدينة برشلونة، إلى منزل جميل يستريح فيه من يسكنه، والزوار الذين يرتادون المكان، خصوصاً في فصل الربيع. ويعود مصنع «لافبريكا» إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، ويعتبره سكان في المدينة أنه كان مصدراً مرعباً للتلوث.

• ريكاردو استمتع، على مدى عقود، في تحويل المصنع القديم إلى تحفة معمارية، قد تتحول إلى متحف في المستقبل.

اشترى المهندس الإسباني وعدد من زملائه المصنع، وقرروا تحويله إلى تحفة معمارية، لكن لم تكن لديهم فكرة محددة عن الهدف. وعكف المهندسون، في السنوات الأولى، على تحسين المحيط الخارجي وإعادة تصميمه، وزراعة النباتات المختلفة حوله. أما في الداخل، فقد اختفت مظاهر الإنتاج الصناعي وبات بهو «المنزل الكبير» يبدو كأنه صالة في أحد المنازل العتيقة. وتم فرش المكان بقطع أثاث بسيطة وأخرى حديثة، ما جعل المنزل مكاناً مثالياً للعيش والعمل في آن واحد.

وبعد أربعة عقود من التحسينات، لم يتوقف ريكاردو عن إضافة المزيد من الأشياء الجميلة، وقال إن نظرته للمستقبل تتغير باستمرار للتأقلم مع الحاضر. وبعد أن كانت المداخن العالية تطلق كميات هائلة من الدخان الأسود، أصبحت اليوم تتميز بإطلالة رائعة بفضل النباتات المتسلقة التي تكسوها. ويقول سكان في برشلونة إن «لافبريكا» أصبح رمزاً للتحول من آلة تلوث رهيبة إلى معلم سياحي جميل، وذلك بفضل تفكير المهندس ونظرته المختلفة للأشياء.

ويقول المقربون منه، إن ريكاردو استمتع على مدى عقود في تحويل المصنع القديم إلى تحفة معمارية، قد تتحول إلى متحف في المستقبل. ويرى فيه البعض نموذجاً يمكن الاقتداء به، خصوصاً أن الكثير من المصانع المهجورة مازالت تنتشر هنا وهناك في «كاتلونيا»، ومناطق أخرى من إسبانيا.

تويتر