إنترفيو

معارض سوري: سقوط حلب ومؤتمر آستانة أفشلا جهود الإطاحة بالنظام السوري

صورة

يجلس الفرقاء السوريون مجدداً هذه الأيام حول طاولة المفاوضات، وذلك بعد ست سنوات من القتال الذي راح ضحيته مئات الآلاف وتشرد ملايين عدة في الداخل السوري وفي المنافي، دون أي بريق أمل في التوصل إلى حل سياسي ينهي معاناة السوريين. ويرى المعارض السوري لؤي حسين في حوار أجرته معه صحيفة «لوموند» الفرنسية، أنه لا مفر من العملية السياسية، كما تريد القوى الدولية التي تتحكم بملف سورية. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه الصحيفة الفرنسية:

القوى الأجنبية خاضت حرباً على حسابنا من خلال تسليح النظام والمجموعات المسلحة.

- ما فرص نجاح هذه الجولة الجديدة من المفاوضات؟

- لقد توقفت الجهات الداعمة للفصائل المسلحة عن تسليحها، لذا بدأت مرحلة جديدة. كل ذلك جاء نتيجة معركة حلب ومؤتمر آستانة. هذان الحدثان أسهما في فشل الحرب التي تهدف للإطاحة بالنظام، والآن يتعين علينا العودة إلى العملية السياسية، التي تمر عبر جنيف.

- يشعر نظام الأسد بالقوة أكثر من أي وقت مضى. لماذا يتعين عليه تقديم تنازلات؟

- لو كانت كل أوراق اللعبة بيد النظام سنقول إنه انتصر، لكن الأمر ليس كذلك، روسيا هي التي انتصرت في حلب، وطرحها في ما يخص هذا الصراع مختلف عن نظرة النظام السوري.

- من أي ناحية؟

- تتحكم موسكو في نظام دمشق بشتى الوسائل، وهذا ما رأيناه في آستانة، فقد أجبر الروس ممثلي النظام على الجلوس أمام ممثلي المعارضة المسلحة، الذين يعتبرونهم «إرهابيين»، وأعطت روسيا أيضاً ضمانات لوقف إطلاق النار، وهو نجاح حتى الآن.

- كيف ستكون المرحلة الانتقالية؟

- سقوط حلب قلب الموازين، كان بالإمكان الضغط من أجل تطبيق بنود اتفاق جنيف الأول، لكن حالياً من الواضح أن النظام سيحصل على نصيب الأسد في المرحلة الانتقالية. بات من الصعب تقليل صلاحيات الرئيس، خلافاً لما كان عليه الوضع قبل عام.

- هل يمكن أن تتمخض المفاوضات عن حكومة وحدة وطنية قريباً؟

- نعم، ولكن أغلب الأعضاء سيتم اختيارهم من قبل روسيا، ثم الولايات المتحدة والدول الأخرى. لن تكون هناك قوة منظمة في مواجهة النظام. يجب على المعارضة أن ترضى بحقائب ثانوية، ولا يتعين عليها أن تأمل في وزارات سيادية مثل الدفاع والداخلية والخارجية.

- لديكم اتصالات بالروس، هل أعطوكم ضمانات في هذا الاتجاه؟

- لا، ولكن التوصل إلى اتفاق جيد في سورية يصب في مصلحتهم؛ بحيث يتسنى لهم استغلال نجاحهم الدبلوماسي في أماكن أخرى، في أوروبا، بالتحديد، حيث لديهم مشكلة قديمة تحتاج إلى حل.

- بمعنى آخر، هذه عودة إلى المربع الأول في 2011، أليس كذلك؟

- بالتأكيد، لكن بإضافة مئات الآلاف من القتلى. القوى الأجنبية خاضت حرباً على حسابنا، من خلال تسليح النظام والمجموعات المسلحة، ولأن استمرار الحرب لم يعد في مصلحة هذه القوى، فإنها تأتي إلينا متسائلة بغرور «ما هو الحل؟»، لم تفعل الحرب شيئاً سوى منع السوريين من خوض معركة سياسية.

- في حال رأت حكومة وحدة وطنية النور، هل ستترشح لمنصب وزير؟

- لا أريد أن أكون وزيراً، سأعود إلى دمشق عندما يحصل اتفاق وعندما تعين سلطة مختلطة، هذا الموعد يقترب، الروس والأميركيون بحاجة إلى وضع حد لهذا الصراع، تهديدات تنظيم «داعش» قوية جداً.

تويتر