المعيشة والحريات تتصدّران المشهد.. وأعداد كبيرة في ترشيحات عضوية المجلس

استقطاب «شبه سياسي» في انتخابات نقابة الصحافيين المصريين

صورة

يشهد السباق الانتخابي في نقابة الصحافيين المصريين حالة استقطاب بين مرشح أقرب الى الحكومة، هو عبدالمحسن سلامة، ومرشح ارتبط اسمه بمعركة النقابة الأخيرة مع السلطات التنفيذية، هو يحيى قلاش، وفي حين حاول كلا المرشحين تخفيف حدة الاستقطاب، حيث أكد سلامة أنه «مرشح كل الصحافيين بمن فيهم المعارضون»، وشدد قلاش، في المقابل، على «وجود جسور قوية له مع الدولة، بدليل دعمها للنقابة بـ63 مليون جنيه في عهده»، يسير الاتجاه التصويتي بشكل واضح في الاتجاه المشار اليه، خصوصاً بعد انسحاب المرشح الناصري والقريب من الحكومة في الوقت ذاته ضياء رشوان، فيما تشهد انتخابات مقاعد عضوية المجلس معارك موازية أبرز ما فيها، تزايد أعداد المرشحين على المتوقع، ونزول ممثلين لفئات جديدة من الصحافيين للمعركة. وقد أغلق باب الترشيحات على سبعة أسماء لمقعد النقيب، هم إسلام كمال (روز اليوسف)، والسيد الإسكندراني (الجمهورية)، وجيهان الشعراوي (الأهرام)، وطلعت هاشم (مصر الفتاة)، وعبدالمحسن سلامة (الأهرام)، ونعيمة راشد (الجمهورية)، ويحيى قلاش (الجمهورية).

كما ترشح لعضوية المجلس 73 صحافيا، العدد الأكبر منهم من «الأهرام» و«الجمهورية» الحكوميتين، بينما لم يترشح عن صحف يومية مستقلة، مثل «المصري اليوم» و«اليوم السابع»

باب الترشيحات أغلق على سبعة أسماء لمقعد النقيب، هم إسلام كمال (روز اليوسف)، والسيد الإسكندراني (الجمهورية)، وجيهان الشعراوي (الأهرام)، وطلعت هاشم (مصر الفتاة)، وعبدالمحسن سلامة (الأهرام)، ونعيمة راشد (الجمهورية)، ويحيى قلاش (الجمهورية).

اللتين تملكان دائرة توزيع وتأثير واسعة سوى صحافي واحد، لكل منهما.

ويجمع مراقبون على انه باستثناء قلاش وسلامة، لا يملك أي من المرشحين الآخرين لمقعد النقيب، كتلة تصويتية مؤثرة تمكّنه من الفوز.

وقد شهدت وقائع المعركة بداية ساخنة بإعلان الصحافي ضياء رشوان عن ترشحه، وقال في بيان ترشحه إن قراره «جاء لإنقاذ المهنة والنقابة من المآزق الخطيرة التي أوصلت إليها، مواقف افتقدت لأي حكمة بدعوى المبدئية، وسياسات أخطأت في تقديرها للصحافيين ونقابتهم العريقة». وأثار البيان، بما تضمنه من انتقادات واضحة لمجلس النقابة الحالي، وللنقيب في ادارتهم للأزمة الأخيرة بين النقابة ووزارة الداخلية، بعد اتهامات الأخيرة للنقابة باستضافة الصحافيين المطلوبين أمنياً في قضية تظاهر، عمرو بدر ومحمود السقا، تم على اثرها اقتحام النقابة للقبض عليهما، أثار جدلاً بين فريقين، حيث اعتبرها البعض محاولة التفافية جديدة لاحتواء النقابة، بينما اعتبرها البعض الآخر مخرجاً للأزمة.

وعلمت «الإمارات اليوم» أن النقيب السابق ضياء رشوان، التقى بعد بيانه، في مقهى شعبي بميدان باب اللوق، برئيس تحرير الدستور السابق، الكاتب الصحافي أيمن شرف، انتهت بابلاغه رسالة الى النقيب يحيى قلاش، مفادها أن رشوان معني في بيانه بالأساس بمصير النقابة والمهنة والجماعة الصحافية، ويسعى للوصول الى وضع توافقي بين النقابة والدولة، ويعتبر الانتخابات فرصة لذلك، وهو مستعد للوصول الى حل توافقي مع قلاش، بما في ذلك تنازل أيهما عن الترشيح، والوصول الى مرشح واحد، لكن قلاش، بحسب ما ذكره شرف لـ«الإمارات اليوم»، رفض الجلوس مع رشوان، معتبراً الطرح غير عملي، وأن أزمة النقابة انتهت ولا معنى لاستدعائها، وأن نزول او انسحاب كل طرف يتم لاعتبارات تخصه، ولن تثمر الجلسة المقترحة في التأثير عليها، ما حدا برشوان بإصدار بيان جديد أعرب فيه عن تنازله عن الترشيح، مشيراً الى ما سمّاه إخفاقه في الحصول على حل توافقي، بعد سلسلة من اللقاءات في الكواليس.

ووصف رشوان فشل مبادرته بأنه تكريس للانقسام، ما يضع الجماعة الصحافية في وضع شبيه بالشعب المصري في الانتخابات الرئاسية عام 2011، حين لم يصبح أمامه الاختيار بين «أحمد شفيق ومحمد مرسي»، على حد قوله.

من جهته، قال نقيب الصحافيين الحالي يحيى قلاش، في تصريحات خاصة لـ«الإمارات اليوم»، عبر الهاتف، إن استدعاء أزمة النقابة وموضوع قضيته في الانتخابات الجارية هي مسألة مفتعلة، وإنه لا يستغل قضيته (المحكوم عليه فيها بالحبس هو وعضوان بالمجلس) في الانتخابات، وأن قرار ترشحه جاء لاستكمال مسيرة الإصلاح التشريعي والمؤسسي للنقابة التي بدأها منذ عامين، وان هناك انجازات جيدة حققتها النقابة في الفترة السابقة يمكن اعتبارها معيار الحكم، مثل النادي الاجتماعي ومركز التدريب، ودخول النقابة طرفاً ثالثاً في عقد الصحافي مع مؤسسته، وتأسيس النادي البحري بالاسكندرية، والتصدي لمحاولات فصل الصحافيين، وأبرزها خطة تبنتها صحيفة يومية كبرى بالاستغناء عن 250 صحافياً، تراجعت الصحيفة المشار اليها حين تصدت لها النقابة فجعلتها على مراحل، ثم تراجعت لاحقاً عن خطتها نهائياً.

وأشار قلاش الى انه يرتب في الوقت الحالي وللمرة الأولى في تاريخ الجماعة الصحافية لصندوق مكافحة البطالة وسط الصحافيين سيتم دعمه مبدئياً بمليوني جنيه.

وحول اتهام المجلس الحالي بـ«تسييس»النقابة، وعدم الاهتمام بظروف الصحافيين المعيشية، قال يحيى قلاش إن هذا الأمر غير صحيح جملة وتفصيلاً، مضيفاً «كانت قضية الأجور من أكبر اولوياتي، التقيت من أجلها برئيس الوزراء، وتم تشكيل لجنة من وزير التخطيط لبحث القضية، والتقيت ايضاً مساعد رئيس الجمهورية، اما قضية البدل (بدل التكنولوجيا الذي يصرف شهرياً للصحافيين المصريين أعضاء النقابة، ويبلغ حالياً 1400 جنيه)، فقد انتهت اللقاءات بتشكيل الحكومة لجنة من المجلس الأعلى للصحافة والنقابة ووزارة المالية، لبحث الأمر، وسيتم زيادته قريباً».

وقال قلاش إن الخلاف بين النقابة وأحد أجهزة الدولة لا ينفي صفة الوطنية عن أي منهما، فنقابة الصحافيين هي إحدى مؤسسات الدولة التي تخوض معاركها، وأهمها في الوقت الحالي معركة الإرهاب، والصحافة والإعلام في معركة مثل معركة الإرهاب هي كتيبة المقدمة، ولا يمكنها أن تؤدي واجبها المنوط بها وهي مقيّدة الأيدي والأقدام، أي أن ارتفاع سقف الحريات لا يتعارض مع متطلبات هذه المعركة، بل هو أحد أولوياتها لكي تؤتي ثمارها، بينما تمثل صحافة الحشد والتعبئة والصوت الواحد خطراً كبيراً على الجميع، على الدولة وعلى الصحافيين أنفسهم.

على الصعيد المقابل، قال المرشح عبدالمحسن سلامة، في تصريحات اعلامية، إن «الجماعة الصحافية في أزمة قد تصل إلى المحنة، وهو ما كان له انعكاس كبير على الشارع والمهنة، وأنه ليس في معركة مع المرشح والنقيب الحالي، يحيى قلاش، بل في معركة مهنية، بعد حالة الانقسام بين أعضاء مجلس نقابة الصحافيين، وتصنيف الجميع على أساس الوطنية والعمالة».

ونوّه سلامة الى أن قرار ترشحه هو من أجل الحفاظ على شباب الصحافيين، وحمايتهم من أزمات المهنة، وانتشال المهنة من الأزمات التي وقعت فيها. وأكد سلامة أن قيمة البدل الصحافي تراجعت أكثر من النصف بعد ارتفاع الدولار، وهو ما عرّض الصحافيين لأزمات اقتصادية، حتى أصبحت فئة معدومة.

وأنه يسعى لتحقيق زيادة معقولة لبدل التدريب والتكنولوجيا، وأن هناك عدداً كبيراً من الصحافيين في الصحف الخاصة والحزبية تحت خط الفقر، لهذا يبحث عن آلية لزيادة متوسط دخل الصحافي، وأن قانون النقابة كان على رأس جدول أعمال المجلس الحالي، لكنهم لم يفعلوا أي شيء يُذكر في هذا الملف، كما انه - أي المجلس الحالي، فشل بشكل ذريع في إدارة ملف الزملاء المفصولين، أو أي ملف آخر.

وقال سلامة إن لديه مشروعاً لتدريب وتطوير المهنة، وإنقاذ المهنة من الاقتراض، حتى يصل إلى تجربة اليابان والهند، التي توزع أكثر من 340 مليون نسخة ورقية، أي ما يعادل 40% من تعداد السكان، كما أن لديه ايضاً رؤية متكاملة، لزيادة البدل والمعاشات، فضلاً عن إنشاء «جمعية تعاونية لإسكان الصحافيين» لإقامة مشروعات سكنية في أرقى الأماكن، في المدن الجديدة، فضلاً عن سعيه للتباحث حول دخول شركة تأمين لعلاج الصحافيين، وإنشاء مستشفى لخدمة الصحافيين، وفي الوقت نفسه تؤسس بطريقة استثمارية؛ حتى تجلب دخلاً للنقابة.

وأكد سلامة إن نقابة الصحافيين جزء من الدولة، ولا يصح أن تكون ضدها، كما أن امتلاك علاقات مميزة مع الدولة ليس «عيباً»، وأن «النقيب الحالي أساء إدارة الأزمة بين الدولة والنقابة»، وكان لا يجب أن يتم إدخال الرئاسة كخصم في الأزمة، وحول القضية المنظورة أمام المحكمة بحق نقيب الصحافيين الحالي، يحيى قلاش، وعضوي مجلس النقابة خالد البلشي وجمال عبدالرحيم، واتهامهم بإيواء مطلوبين أمنيّاً، قال سلامة: «إنه يتمنى لهم الحصول على البراءة فى تلك القضية، لكن في حالة صدور أي حكم بإدانة الزملاء الثلاثة، فإنه سيتدخل لحل الموضوع بالقانون، مختتماً حديثه بالقول: «ربما يكون وجودي أفضل من عدم وجودي».

وكان سلامة قد قال في تصريح سابق إنه «سيتدخل لدى مؤسسة الرئاسة» لإلغاء حكم الحبس.

من جهتها، أكدت عضو مجلس نقابة الصحافيين الحالي والمرشحة للدورة المقبلة، حنان فكري، أنه ليس لديها حسابات في الانتخابات المقبلة للنقابة، مؤكدة ان هناك استقطاباً سياسياً داخل نقابة الصحافيين، والجمعية العمومية منقسمة على انتخابات النقيب بين كل من عبدالمحسن سلامة ويحيى قلاش.

وقالت عضو مجلس النقابة، حنان فكري، في حوار مع قناة «إل.تي.سي» إن «الصحافيين أصبح لديهم الوعي الكافي لاختيار من يمثلهم، ولن يهتموا بمشكلة بدل نقابة الصحافيين بعد اليوم».

على صعيد انتخابات مقاعد مجلس النقابة، قال الصحافي والمشارك في «صحافيون يستحقون الديمقراطية» المتابع للانتخابات، جمال عليان، إن سبب كثرة مرشحي مجلس النقابة، الذي تجاوز السبعين في هذه الدورة، هو كثرة مشكلات الصحافيين، واحساسهم باحتياجهم لدماء جديدة تعبر عنهم، وتواجد اعداد كبيرة من الشباب في جداول النقابة، وتنوع وتباين تياراتهم وخرائطهم».

وتابع «من بين المرشحين مثلاً، هناك عدد من الصحافيات، وهو يعكس رغبة في أن يتسع تمثيلهن بالمجلس عن الوجود الرمزي المعتاد، وهناك مرشح من سيناء، وهو توجه لكسر المركزية القاهرية، وايجاد حضور سيناوي، خصوصاً في الظرف الذي تمر به البلاد، وهناك صوت للاجيال الجديدة في النقابة، وصوت لممثلي الصحف الحزبية التي أغلقت وتشرد منها 650 صحافياً على الأقل في الشارع، وصوت لممثلي قطاع ضخم يعيش على 1400 جنيه هي قيمة البدل، وهكذا»، وختم «إن هذا التنوع على مزاياه يحمل عيباً هو تفتيت الأصوات وإعطاء فرصة لمنع ممثلين مؤهلين في الوصول الى المقعد، لكنها الديمقراطية واستحقاقاتها».

 تكريس للانقسام

 

وصف رشوان فشل مبادرته بأنه تكريس للانقسام، ما يضع الجماعة الصحافية في وضع شبيه بالشعب المصري في الانتخابات الرئاسية عام 2011.

 

تويتر