غيرت موقفها بعد طرد فلين بسبب اتصالاته مع موسكو

رسائل الحب للرئيس الأميركي تتبخر من على صفحات الإعلام الروسي

ظلت وسائل الإعلام الروسية الرئيسة تداهن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتكيل له المديح خلال، الأشهر الأخيرة، أكثر من امتداحها للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نفسه. إلا أنه منذ أن طرد ترامب مستشاره للأمن القومي، مايكل فلين، بسبب اتصالاته مع روسيا، وبعد أن أدلى بتعليقات عدة اهتز لها الكرملين، الأسبوع الماضي، اختفى ترامب من على موجات الأثير الروسي تقريباً. وذكر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الأسبوع الماضي، أن الأخبار التي تتحدث عن أوامر صدرت للتلفزيون الروسي الرسمي، بتقليص تناوله لترامب، هي عبارة عن «أخبار وهمية».

تحوّل ترامب الواضح ضد روسيا الأسبوع الماضي، الذي انعكس في مطالبة البيت الأبيض غير المتوقعة لموسكو بـ«إعادة القرم» لأوكرانيا، جاء ليؤكد شعوراً متزايداً أن ترامب قد لا يكون الرئيس الموالي لموسكو، كما كان كثيرون يأملون.

ويعكس التحول المفاجئ في التغطية الإعلامية الروسية لكل ما يتعلق بترامب، اعتقاداً ظل متزايداً في موسكو بأن ترامب قد لا يكون قادراً على إعادة تشكيل العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في وقت قريب، كما كان كثيرون يأملون ذلك.

وفي يناير، خصصت وسائل الإعلام الروسية المزيد من التغطية للزعيم الأميركي أكثر من تخصيصها المساحات للرئيس الروسي، وفقاً لـ«إنترفاكس». الأحد الماضي، لم يظهر ترامب الا بالكاد على برنامج «فيستي نيدلي»، وهو عبارة عن عرض أخباري أسبوعي، يستضيفه، رئيس وكالة الإعلام الرسمية في روسيا، ديمتري كيسليوف. وكانت تغطية كيسليوف السابقة لترامب مثيرة للاهتمام، للدرجة التي أدت إلى احتجاج مجموعة من اليمين المتطرف بقيادة أحد النواب، الذي قال إن كيسليوف يقوض موقف بوتين بما أطلق عليه «شدة الإعجاب بترامب».

لكن في نهاية الأسبوع الماضي، اقتصر حديث كيسليوف الأسبوعي عن ترامب، على تصريحات مقتضبة متعاطفة مع الرئيس الأميركي، قائلاً إن ترامب «فشل في تسوية بعض الأمور» بسبب صراعه مع الصحافة الأميركية. وصرح بأن الصحافة الأميركية تفسر أي تحرك نحو تطبيع العلاقات مع روسيا، كأمر تسيطر عليه موسكو تلقائياً.

وفي هذا السياق فإن وسائل الإعلام، التي أطلق عليها ترامب عبارة عدو الشعب الأميركي، هي بالفعل كذلك.

وفي برنامج «مساء الأحد» الذي يقدمه مقدم البرامج التلفزيونية الشهير، فلاديمير سولوفييف، على التلفزيون الروسي الرسمي، تجنب الساسة الروس إلى حد كبير ذكر ترامب بالاسم، بينما شجبوا التهديد الذي زعموا أن روسيا تتعرض له من قبل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهي الجهة التي يفضل معظم السياسيين الروس مهاجمتها.

وقال نائب رئيس الوزراء المسؤول عن صناعة الأسلحة الروسية، ديمتري روغوزين، إن روسيا تعمل على تطوير صواريخ باليستية جديدة، قادرة على «التغلب على الدفاعات المضادة للصواريخ الأميركية اليوم وغداً وبعد غد». تحول ترامب الواضح ضد روسيا، الأسبوع الماضي، الذي انعكس في مطالبة البيت الأبيض غير المتوقعة لموسكو بـ«إعادة القرم» لأوكرانيا، جاء ليؤكد شعوراً متزايداً بأن ترامب قد لا يكون الرئيس الموالي لموسكو، كما كان كثيرون يأملون، إلا أن بيسكوف يقول إن الكرملين «لم يتوهم أي شيء من ذلك» بشأن ترامب، «ولهذا ليس هناك ما يمكن أن نحزن لفقدانه». حتى النائب القومي، فلاديمير جيرينوفسكي، الذي كان واحداً من أقرب المشجعين لترامب، وأكبر معجب به في وسائل الإعلام الروسية، حاول التقليل من نخب شمبانيا قام بتنظيمه في البرلمان بعد الانتخابات الأميركية، وهو في ما يبدو احتفاء بمقدم ترامب. وصرح لصحيفة كومسومولسكايا برافدا «ظنوا أنني قدمت النخب على أساس أن ترامب أصبح صديقنا»، ويضيف «أميركا لن تكون أبداً صديقة لنا، نحن كيانان متنافسان، وسنكون دائماً حذرين من بعضنا بعضاً».

تويتر