محرومون من خدمات «الأونروا» الصحية والتعليمية والمعيشية

لاجئون سوريون يحاولون إعادة بناء حياتهم في غزة

أنس قاطرجي أنشأ في غزة مطعماً مماثلاً للذي خسره في حلب. أ.ف.ب

بعد أن دمر مطعم عائلته، خلال الأحداث الدامية في مدينة حلب السورية، فرّ الشاب أنس قاطرجي إلى قطاع غزة، المحاصر والفقير، وأنشأ مطعماً مماثلاً لذاك الذي خسره في حلب.

وصل أنس (29 عاماً) إلى غزة، عبر أحد الأنفاق على الحدود مع مصر في عام 2013. وأنشأ أخيراً مطعم «جار القلعة 2» بمخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع الساحلي، على الطراز التقليدي الذي يمتزج بطابع شعبي ينسجم مع بساطة سوق المخيم.

على مدخل المطعم الملبس بحجارة رخامية ملونة، كتبت عبارة: «معكم رايحين على حلب».

يقول قاطرجي: «هذا المطعم نموذج آخر لمطعم جار القلعة الأول المشهور في حلب، الذي كان يمتلكه والدي وعائلتي، الآن أشعر بأن المطعم لم يندثر».

ويوفر المطعم، الذي يعمل به 15 عاملاً، معظمهم من الفلسطينيين، وجبات سريعة بأسعار معقولة بالنظر إلى حالة الفقر المدقع، والبطالة التي تزيد على 40% في القطاع.

ولجأ نحو 150 سورياً إلى غزة، خلال سنوات النزاع، ودخل معظمهم عبر الأنفاق قبل نحو ثلاث سنوات، وفق تقديرات فلسطينية.

ويقول أنس «أنا أعرف أن الوضع خطر في غزة عدا الفقر والحصار، لكنني لا أشعر أبداً بأنني لاجئ هنا». وتزوج أنس بفتاة من غزة يقول إنها شجعته على إنشاء المطعم، ويسكن في شقة مستأجرة بالمدينة، ولا يفكر بالعودة إلى حلب في حال استقر الوضع في سورية.

ويؤكد رئيس تجمع العائلة السورية في القطاع، وريف قاسم حميدو، المتحدر من حلب، أن «أوضاع السوريين اللاجئين هنا قاسية جداً، لا إمكانية لديهم لدفع إيجار المنازل ولا العلاج، ولا أموال لديهم لتغطية التعليم الجامعي».

ويدير حميدو مطعم «سوريانا» في مدينة غزة، لكنه يشير إلى أن أربعة سوريين فقط نجحوا في فتح مشروعات صغيرة.

ويقول حميدو، الذي تزوج فتاة من غزة، إن العائلات السورية لجأت إلى غزة «لأنه لم يكن لها مكان آخر تلجأ إليه، ورغم المعاناة يبقى هذا أفضل من الموت».

ولجأ أيضاً مئات الفلسطينيين، الذين كانوا يعيشون في مخيمات اللاجئين بسورية إلى غزة، بحسب المصادر الفلسطينية.

ولا يحصل اللاجئون السوريون على خدمات صحية وتعليمية وسكن وغذاء، من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، على عكس فلسطينيي سورية، الذين لجأوا إلى القطاع.

ويقول الناطق باسم «الأونروا»، عدنان أبوحسنة: «لا نتعامل مع اللاجئين السوريين، لأن مفوضية اللاجئين هي المسؤولة عنهم، رغم تقديرنا لوضعهم الصعب».

ويقول ماجد العطار (47 عاماً)، الذي وصل إلى غزة من دمشق في صيف 2012، عبر الأنفاق من مصر «لا نجد عملاً، وننتظر للحصول حتى ولو على عمل مؤقت، في غياب أي دخل، لا أستطيع دفع أقساط المدرسة لأبنائي، والعلاج لزوجتي التي تحتاج إلى عملية في عينها».

تويتر