بلدان غربية تتهم موسكو بالتدخل في مساراتها الانتخابية

فرع جديد في الجيش الروسي للتركيز على حرب المعلومات ضد الغرب

صورة

تعتزم روسيا تشكيل فرع جديد من فروع القوات المسلحة، بهدف التركيز على حرب المعلومات، واعترفت وزارة الدفاع الروسية بوجود وحدات متخصصة في الدعاية الرقمية، على الإنترنت، في وقت يوجه فيه الغرب أصابع الاتهام إلى موسكو، لضلوعها في اختراق أنظمة الانتخابات في الولايات المتحدة وأوروبا. كما قال مسؤولون في الوزارة إن الجيش الروسي سيتعزز بانضمام ثلاثة أفواج من القوات النووية الاستراتيجية، وعدد غير محدد من الصواريخ البالستية عابرة للقارات الجديدة.

ومع ارتفاع عدد الأسلحة الجديدة، بات الجيش بحاجة إلى المزيد من الموظفين الجدد. وقالت مصادر عسكرية إن الجيش الروسي يحتاج حالياً نحو 1300 طيار إضافي، سيتم تجنيدهم هذا العام. وتريد موسكو من قوات حرب المعلومات المتخصصة، أن تكون أداة لدعاية ذكية وفعالة، مع أنها لم تحدد مهامها.

يعمل الجيش الروسي على استكمال تشكيل ثلاث فرق عسكرية جديدة في غرب وجنوب غرب البلاد، وأيضاً نشر فرقة جديدة على جزر المحيط الهادئ، التي تطالب بها اليابان.

اتهمت وكالات الاستخبارات الأميركية روسيا، باختراقها رسائل البريد الخاص بمسؤولين في الحزب الديمقراطي، للتأثير في نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، الأمر الذي نفته موسكو. وأعرب بعض المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، أيضاً، عن قلقهم المتزايد من أن الكرملين قد يسعى للتأثير في انتخابات هذا العام في هولندا وفرنسا وألمانيا.

وقال الرئيس السابق لإدارة التعاون الدولي في وزارة الدفاع، العقيد المتقاعد الجنرال ليونيد إيفاشوف، إن روسيا يجب أن تعتمد على قوات حرب المعلومات، للرد على ما وصفه بـ«الدعاية الغربية». وقال المسؤول السابق «يجب أن نتوقف عن تقديم الأعذار وإجبار الغرب ليأخذ موقعاً دفاعياً، من خلال القيام بعمليات لفضح أكاذيبه».

يذكر أن أزمة مالية شديدة ضربت روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، عام 1991، تركت الجيش في حالة يرثى لها، مع بقاء أغلب طائراته على الأرض، والسفن راسية في الميناء يأكلها الصدأ، بسبب نقص التمويل.

وكجزء من الإصلاحات العسكرية التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تلقى الجيش أسلحة جديدة، وانخرط أفراده الآن في تدريبات مستمرة واسعة النطاق. وقد استخدمت روسيا قدرتها العسكرية المجددة في سورية، حيث أطلقت حملة جوية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، واستغلت الصراع لاختبار أسلحة جديدة للمرة الأولى في القتال.

وأسهمت جهود تحديث الجيش الروسي في تضييق الفجوة التكنولوجية في مجالات تركت فيها روسيا وراء الغرب، مثل الأسلحة التقليدية بعيدة المدى، والاتصالات وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار. ويقول الخبراء إن روسيا لديها الآن 2000 طائرة بدون طيار، مقابل 180 فقط في 2011. كما تنشر حالياً رادارات الإنذار المبكر بعيدة المدى، لمراقبة الأجواء على طول حدودها.

كما يعمل الجيش على استكمال تشكيل ثلاث فرق عسكرية جديدة في غرب وجنوب غرب البلاد، وأيضاً نشر فرقة جديدة على جزر المحيط الهادئ، التي تطالب بها اليابان.

وقد منع النزاع حول جزر «الكوريل» إلى الشمال مباشرة من اليابان، التي سيطر عليها الاتحاد السوفييتي في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، البلدان من توقيع معاهدة سلام.

نشرت روسيا في السابق صواريخ جديدة مضادة للسفن بعيدة المدى، على جزر الكوريل لحماية السواحل. ويبدو من نشر فرقة كاملة من الجيش الروسي، أن الكرملين يريد أن يعزز فرصه في المطالبة بالجزر، المهمة استراتيجياً، فضلاً على أنها محاطة بمناطق صيد وفير.

وترى روسيا في التهديد العسكري المتمثل في توسيع حلف شمال الأطلسي نحو الشرق، دافعاً يجبرها على تحديث أسلحتها النووية الاستراتيجية. وفي هذا السياق، طورت روسيا أنواعاً جديدة من الصواريخ البالستية، كما تواصل تحديث طيرانها الاستراتيجي، وبناء غواصات جديدة، ونشر منظومة حديثة لرصد المجال الفضائي.

تويتر