إحباط دولي

احتفال باستقلال جنوب السودان. أرشيفية

عام 2011 وقفت القوى العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة، بجانب مواطني جنوب السودان لمساعدتهم على بناء أحدث دولة في العالم. الآن، ومع الملايين من شعبها يعانون الجوع والنزوح واللجوء بسبب الحرب الأهلية، أصيبت الأسرة الدولية بالاحباط من الممارسات التي تجري في هذا البلد، ويبرز سؤال متطرف بعض الشيء: هل من الممكن أن يفقد جنوب السودان استقلاله؟

ففي الوقت الذي يتزايد فيه الإحباط والمخاوف الدولية مما يجري في جنوب السودان، يعتقد بعض المهتمين بهذا الشأن، أن أفضل حل يتمثل في تدخل قوى خارجية للسيطرة على الأوضاع هناك، ووضعه تحت الوصاية إلى أن تهدأ الأمور.

العديد من الأكاديميين والشخصيات المعارضة البارزة تدعم هذه الفكرة، مشيرين الى تيمور الشرقية، وكوسوفو، والبوسنة، كأماكن نجحت فيها الوصاية الدولية. الباحث الأوغندي، محمود محمداني، طرح أخيراً خطة تقترح بأن يتولى الاتحاد الإفريقي الأمور هناك، لتشكيل حكومة انتقالية. ويقول محمداني، إن أياً من السياسيين السودانيين الجنوبيين، الذين أسهموا في جر أمتهم إلى حرب أهلية، لن يشاركوا في هذه الحكومة، ويقترح أن تستمر الوصاية ست سنوات، ما يتطلب دعم الأمم المتحدة. ويقول «إن الاستجابة للأزمة ينبغي أن تكون غير عادية مثل الأزمة تماماً».

إلا أن هناك مشكلة واحدة تعترض هذا المقترح، حيث يعتقد الاستاذ بجامعة جوبا، جيمس سولومون باديت، أن معظم أفراد المجموعة العرقية الأكبر في البلاد، وهم قبيلة الدينكا، التي ينحدر منها رئيس البلاد، لن ترحب بهذه الفكرة، ففي حين سترحب بها مجموعات عرقية أصغر، فانها ستجد معارضة قوية من الدينكا، الذين يرون أنها إهانة لسيادتهم.

اقترح بعض المفكرين وجهة نظر وسط ترى الأخذ بالوصاية الدولية، ولكن كملاذ أخير، كما يعتقد رئيس شعبة الدراسات الافريقية والافريقية ــ الاميركية بمؤسسة فوردهام، أمير إدريس. ويقول إن القضية الأكثر أهمية هو أن الحكومة الجديدة سيتم بناؤها من أشخاص جدد، بمن في ذلك الأكاديميون والتكنوقراط.

تويتر