شنزو آبي يمكنه استغلال علاقته مع واشنطن لفـائدة التعاون الدولي

رئيس حكومة اليابان يلعب الغولف مع الرئيس ترامب حيث حظي باستقبال حافل وأمضى مع ترامب يومين كاملين. رويترز

ركّز الرئيس الأميركي دونالد ترامب على موقف «أميركا اولاً»، حتى في موضوع التحالفات، فقد كان معياره لمشاهدة العلاقة بين اليابان والولايات المتحدة، يرتكز بصورة رئيسة على كيفية استفادة الاقتصاد الأميركي من العلاقة. وعلى الرغم من أن الانتباه العالمي انصب على علاقته الوثيقة مع رئيس الحكومة اليابانية الذي زاره أخيراً، شينزو آبي، إلا أن ثمة انطباعاً عن حدوث انفصال عن العلاقة الثنائية السابقة التي أسهمت في التعاون على صعد عدة.

ينبغي على العلاقة اليابانية الأميركية أن لا تركز فقط على قضايا ثنائية فحسب، وإنما يجب مناقشة قضايا دولية، مثل اللاجئين وتغيّر المناخ.

ويوجد أمام آبي خياران، إما الابتعاد عن ترامب، الذي أصبح يشكل تهديداً ليس على القيم العالمية فحسب، مثل الحرية وحقوق الانسان، وإنما على النظام العالمي برمته، وأما التقرب من الرئيس الأميركي. وخاطر رئيس الحكومة بحظوظه على ملعب ترامب، وربما من أجل تطوير الموقف الياباني، قبل أن تقوم الإدارة الأميركية الجديدة بتصليب سياستها الدبلوماسية، في ما يتعلق بالعلاقة مع الصين وروسيا، إضافة إلى دول أخرى.

وخلال مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وضعت اليابان سياستها الخارجية المتعلقة بعلاقتها مع الولايات المتحدة، حيث اعتمدت على واشنطن من أجل أمنها الوطني. وعمدت اليابان إلى دعم الولايات المتحدة في تحركاتها التي اتخذتها من طرف واحد، مثل الحرب في العراق، على الرغم من معارضة كل من المانيا وفرنسا وروسيا. وفاز رئيس حكومة اليابان في حينه، جانشيرو كويزومي، بثقة رئيس الولايات المتحدة جورج بوش الابن. ويستند هذا الموقف إلى التفكير الذي يفيد بأن القدرة على تحديد موقف المرء، تكون ممكنة عندما يتم تطوير العلاقة العميقة.

ولكن آبي ذهب إلى أبعد من ذلك، وحتى في الوقت الذي لايزال المجتمع الدولي ينظر بسلبية إلى ترامب، وافق آبي على زيارة الرئيس الأميركي الجديد، حيث حظي باستقبال حار وأمضى يومين كاملين في ضيافته، تضمنها لعب الغولف مع الرئيس في منتجع بولاية فلوريدا. ولم يكن هناك مطالب قوية غير متوقعة من قبل الجانب الأميركي خلال لقاء الزعيمين في البيت الأبيض، حيث أكدا في بيان مشترك نشر بعد اللقاء، أن التحالف بين الطرفين متين.

ويبدو أن طوكيو حاولت أن تظهر لليابانيين والعالم أجمع، مدى قوة العلاقة بين اليابان والولايات المتحدة. وخلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي تلا اجتماع الرجلين، أشار آبي إلى مساهمات ستقدمها بلاده من أجل إيجاد فرص عمل في الولايات المتحدة. وأحجم آبي عن التعليق على حظر السفر المثير للجدل، الذي أصدرته إدارة ترامب.

وبالنظر إلى أن آبي قال في خطاب سابق له في يناير الماضي إن «اليابان ستعمل مع الدول التي تشترك معها في القيم الأساسية، مثل الحرية والديمقراطية، وحقوق الإنسان وحكم القانون»، يتعين عليه أن يظهر الآن تصميمه على المضي قدماً لتنفيذ تعهداته، ويتعين عليه أن يحاول إعادة الولايات المتحدة إلى موقف التعاون الدولي عن طريق الاستفادة من العلاقة القوية التي صنعها مع ترامب.

تويتر