تعتبر الانتخابات الرئاسية المقبلة هاجساً أمنياً

فرنسا تجنّد جواسيس جدداً لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة

هناك خشية من تدخل روسي في نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة. أرشيفية

في مواجهة تزايد التهديدات الإرهابية وخطر الهجمات الإلكترونية، ينوي جهاز الاستخبارات الخارجية في فرنسا توظيف 600 عميل جديد، بمواصفات مختلفة، بحلول نهاية عام 2019، على أن يكون معظمهم من المهندسين الشباب المختصين في معالجة الإشارات وخبراء في المجال النووي، وآخرين يتقنون لغات كالفارسية والإنجليزية والعربية، وغيرها.

وقد كشف عن التحضير لاجتماعٍ لمجلس الدفاع الفرنسي خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة موضوع الهجمات الإلكترونية المحتملة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي حذر جهاز الاستخبارات الخارجي من مغبة حدوثها، ويخشى المسؤولون الأمنيون أن تكون روسيا المصدر الرئيس لهذه الهجمات. ويسود الاعتقاد في أروقة الاستخبارات الفرنسية بأن نظيرتها الروسية كان لها دور مهم في فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، على حساب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. ويواجه الجهاز الأمني نقصاً حاداً لاسيما في ما يتعلق بخبراء في الهندسة أو المجال النووي، لكن الاستخبارات الفرنسية عادة ما تلجأ الى استمالة موظفين جدد فور تخرجهم في الجامعات عبر رواتب تفضيلية قد تصل إلى 35 ألف يورو في السنة، للموظف المبتدئ. ووفقاً لاستطلاع للرأي أجري أخيراً، أبدى غالبية المشاركين عدم اعتراضهم على اتخاذ تدابير أمنية صارمة بعيداً عن أعين الأجهزة الرقابية. وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن 71% من المستطلعة آراؤهم، يبررون «عدم إخضاع أجهزة الأمن لقواعد الشفافية المنصوص عليها في الدستور والقوانين الفرنسية»، وذلك لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة.

يذكر أن جهاز الأمن الداخلي تمكن من إفشال 17 مخططاً إرهابياً، على الأقل، العام الماضي، كما أنه اعتقل العشرات من المشتبه بهم في قضايا إرهابية. ويقول المسؤولون في الأجهزة الأمنية إنهم بحاجة إلى المزيد من الموظفين لدعم عمل الشرطة والدرك في المدن الفرنسية وضواحيها. ولتجديد كادره، يقوم جهاز الأمن الخارجي بتعيين مئات الفنيين وعشرات المُحللين وموظفي الإمدادات اللوجستية. ويتسابق المرشحون للحصول على الوظائف المعروضة، التي تقدم العديد من المزايا، فضلاً عن الراتب الجيد.

ويقول المسؤول عن التدريب في الجهاز، العقيد هنري، إن هناك نقصاً حاداً في عدد الموظفين الذين يتقنون اللغات. ويضيف الضابط الفرنسي، أن الهدف من تكوين المرشحين للعمل مع الجهاز هو التأكد من ولاء الموظفين الجدد للمؤسسة التي يعملون بها، وجمع المعلومات بدقة واحترافية، «لا مجال للحظ في عملية جمع المعلومات»، مؤكداً أن التحديات الجديدة تستدعي تكثيف التدريبات والاختيار الجيد للموظفين.

ويستغرق تدريب عميل استخباراتي جديد نحو 50 أسبوعاً، يكون الجاسوس بعدها مستعداً للعمل في أي بيئة يعين فيها.

واستدعت وزارة الدفاع جميع المسؤولين في الأحزاب السياسية في أكتوبر الماضي، ضمن مساعيها لتوعية النخب السياسية بمخاطر تهديدات الهجمات الرقمية. ونقلت مصادر صحافية أن جميع الأحزاب كانت حاضرة في الاجتماع ما عدا ممثلين عن الجبهة الوطنية اليمينية. ويتم تناقل معلومات بأن مهاجمين روساً سيخترقون النظام الانتخابي من أجل تعزيز فرص زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان، للفوز بالرئاسيات المقبل، الأمر الذي يأخذه جهاز الأمن الخارجي على محمل الجد، إذ يتخذ جميع التدابير لحماية المنظومة الانتخابية من الاختراق من قبل القراصنة الروس أو غيرهم.

ووفقاً لصحف محلية، فإن جواسيس روساً قد بدأوا بالفعل حملتهم لصالح مرشحة اليمين المتطرف، وذلك من خلال ضخ عدد كبير من رسائل الدعم لها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي يرتادها ملايين الفرنسيين، كما لا تستبعد المصادر ذاتها لجوء الجواسيس الأجانب للكشف عن البيانات والبريد الالكتروني الشخصي لخصوم لوبان.

تويتر