مزارع صيني يدرس القانون لملاحقة مصنع لوّث قريته

صورة

كرّس مزارع صيني الـ16 عاماً الأخيرة من حياته لتعلم القانون، على أمل مقاضاة شركة كيماويات مملوكة للدولة، كانت سبباً في تلوث قريته وتهديد مصدر رزقه. لن ينسى وانغ أنلين، الذي ارتاد المدرسة ثلاث سنوات فقط في حياته، ذلك اليوم في عام 2001، عندما غمرت المياه قريته، والأراضي الزراعية المحيطة بها، بالنفايات السامة. كانت عشية السنة القمرية الجديدة، وكان وانغ وجيرانه يلعبون الورق ويصنعون الحلوى، عندما لاحظوا أن المنزل الذي كانوا فيه تغمره مياه الصرف الصحي، التي كان مصدرها مصنع «تشى هوا» المجاور والمملوك للدولة. في ذلك العام نفسه بعث السيد وانغ رسالة إلى مكتب موارد الأراضي، يشكو من التلوث، لكن خلال تعامله مع المسؤولين طُلب منه مراراً تقديم أدلة على أن قريته والأرض المحيطة بها تلوثت بالفعل بالنفايات السامة.

• لم يتخلَّ «وانغ» عن القضية، وعلى الرغم من أنه توقف عن الدراسة في الصف الثالث الابتدائي، فقد قرر أن يدرس القانون بنفسه لمعرفة أي نوع من الأدلة هو بحاجة إلى تقديمها.

ويقول أنلين: «كنت أعرف أني على حق، لكني لم أكن أعرف أي تجاوزات اقترفها الطرف الآخر، أو ما إذا كان هناك دليل أم لا»، كان من المفروض الاستعانة بمحامٍ أو خبير قانوني، لكن وانغ وجيرانه بالكاد يستطيعون تأمين قوتهم اليومي، لذا فإن الاستعانة بقانونيين لم يكن خياراً مطروحاً. لكن (أنلين - 60 عاماً) لم يتخلَّ عن القضية بسهولة، وعلى الرغم من أنه توقف عن الدراسة في الصف الثالث الابتدائي، قرر أن يدرس القانون بنفسه لمعرفة أي نوع من الأدلة هو بحاجة إلى تقديمها.

ومع ذلك، كان شراء كتب القانون يشكل تحدياً مالياً، لأن أنلين ليس لديه المال لذلك، الأمر الذي دفعه لقضاء ساعات طويلة كل يوم في مكتبة القرية، ونسخ المعلومات المهمة منها. وكان المزارع يقدم أكياس الذرة لصاحب المكتبة مقابل السماح له بقراءة الكتب في محله.

واستخدم أنلين قاموساً لفهم المصطلحات القانونية الصعبة، وشيئاً فشيئاً بدأ يفهم الأمور، لدرجة أنه عرف الأدلة التي سيحتاج إليها في رفع قضية أمام المحكمة. وقال إنه كان يشارك هذه المعلومات مع جيرانه، ويطلب منهم جمع الأدلة ضد مجموعة «تشى هوا» كذلك.

تويتر