نتيجة تقارب ترامب مع الكرملين

بلغاريا تواجه أصعب أوقاتها منذ نهاية الحرب الباردة

صورة

بالنظر إلى أنها تضع قدماً في الغرب وأخرى في الشرق، تعيش بلغاريا في توازن دقيق منذ زمن، لكن الآن، يتعين على الدولة ورئيسها الجديد، رومان راديف، تعلم كيفية التوازن بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين الذي تتعاظم قوته.

وكان الرئيس راديف قد أدرك أن دوره الجديد هو «رئيس التوازن» قبل يومين من تسلمه السلطة رسمياً، في 10 يناير الماضي، والذي جرى أمام القصر الرئاسي الذي كان مقر قيادة الحزب الشيوعي البلغاري. وقال راديف «لدينا خطة طريق واضحة تماماً يجب اتباعها، وتقضي بالبقاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكن في الوقت ذاته لدينا علاقة تاريخية عميقة مع روسيا».

وأمضت دول مثل بلغاريا عقوداً من التوازن بين الشرق والغرب، لكن مستقبل التقارب بين الرئيسين ترامب وبوتين ربما يفسد هذه الاستراتيجية.

وكان الرئيس ترامب يبدو تواقاً للتقارب مع موسكو، حتى إنه ردد كلمات الاحتقار الروسي نفسها لـ«الناتو» والاتحاد الأوروبي، لكن في الأسبوع الماضي قالت إدارته إنها لن تخفف العقوبات عن روسيا حتى تنسحب من القرم، لكن بوتين يظهر الآن بعض العجرفة في التعامل مع جيران روسيا، كما أنه زار هنغاريا الخميس الماضي.

وبلغاريا عضو متحمس في الاتحاد الأوروبي، لكن تصاعد التشدد القومي جعل الاتحاد في حالة من الضعف، في معظم أعضائه، ولذلك فإن تقارب ترامب مع روسيا يبدو جيداً بالنسبة للمتشددين قومياً. وسيقوم بوتين وترامب بعقد صفقة بينهما لاقتسام المصالح والنفوذ في العالم، تماماً كما فعلت القوى العظمى في نهاية الحرب العالمية الثانية.

ولأسباب عدة، اقتصادية وثقافية وتاريخية، يرغب السياسيون البلغار في إقامة علاقات جيدة مع روسيا، لكن دون أن تخسر بلغاريا علاقاتها مع الغرب، وتصبح مجرد دولة في الفلك الروسي. ومن غير الواضح عما إذا كانت استراتيجية التوازن القديمة ستنجح في النظام العالمي الصاعد. وتعتبر بلغاريا أشد أعضاء الاتحاد الأوروبي فقراً، كما أنها كانت تتمتع بعلاقات عميقة مع روسيا. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي ودخول الدولة إلى الاتحاد الأوروبي عام 2007 و«الناتو» عام 2004، بدأت خيبات الأمل تتوالى، فبطء النمو الاقتصاد والفساد وسيطرة الأولغارشيين ظلت مستمرة، كما أن الاعتماد على النفط والغاز الروسيين جعل العديد من السياسيين في بلغاريا يتمحورون حول الشرق، كما أن المتشددين قومياً باتوا معجبين كثيراً بأسلوب بوتين الاستبدادي.

عندما انضمت بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي ساد حماس كبير لذلك، إذ تدفقت الأموال، كما أن العديد من البلغاريين انتقلوا إلى الدول الغربية، لكن بعد مرور 10 سنوات على ذلك باتت هذه الذكرى غير مهمة لمعظمهم.

 

تويتر