خطط للاعتماد على ميليشيات محلية في بداية العملية

الجيش التركي يتكبد خسائر غير متوقعة في سورية

صورة

يعاني الجيش التركي خسائر فادحة بشكل غير متوقع في الرجال والمعدات، كما يشارك في أول معركة حقيقية ضد مقاتلي «داعش» عند الباب، المدينة الصغيرة لكنها استراتيجية في شمال شرق حلب، وكان القادة العسكريون الأتراك يأملون السيطرة على الباب بسرعة عندما هاجمت قواتهم، في ديسمبر الماضي، لكنها فشلت في اختراق دفاعات تنظيم «داعش».

ووفقاً للخبير العسكري التركي، متين غورجان، فإن ما لا يقل عن 47 جندياً قتلوا إلى الآن، في معارك مع المتشددين، وتم تعطيل أو تدمير 11 دبابة، وقد بث التنظيم شريط فيديو يظهر دبابة تركية تم تدميرها، على ما يبدو بواسطة صاروخ مضاد للدبابات، فيما كان مسلحو «داعش» يبحثون في حطام عربات مدرعة أخرى.

إن التدخل العسكري التركي في شمال سورية، والذي يعرف باسم عملية «درع الفرات»، كان قد بدأ في نهاية أغسطس من العام الماضي، وقد أدى أيضاً إلى سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين.

التدخل العسكري التركي في شمال سورية، والذي يعرف باسم عملية (درع الفرات)، بدأ نهاية أغسطس من العام الماضي، أدى إلى سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن شهود عيان، أن 352 مدنياً، بينهم 77 طفلاً و48 امرأة، قتلوا بالقصف المدفعي التركي والغارات الجوية على مدار الأشهر الخمسة الماضية. وتظهر المشاهد التي التقطتها طائرات بدون طيار، تابعة لـ«داعش»، الدمار الذي طال المباني في مدينة الباب، التي كانت تضم أكثر من 100 ألف نسمة. يذكر أن أنقرة كانت تخطط في البداية لنشر قوة عسكرية محدودة بين حدودها ومدينة حلب، من أجل منع وحدات حماية الشعب الكردية من ربط جيبيها في «عين العرب» و«القامشلي» مع منطقة سيطرتها في عفرين. لكن اتضح أن هذه الاستراتيجية مكلفة جداً، وتطبيقها بطيء بالمقارنة مع ما كانت تتوقعه تركيا.

كما كانت نية الجيش التركي، في بداية «درع الفرات»، هي الاعتماد على ميليشيات التركمان ووحدات من الجيش السوري الحر، ليبقى عدد العسكريين الأتراك على الأرض السورية محدوداً.

نجحت أنقرة في تطبيق خطتها، وفي بداية العملية، وبسطت سيطرتها على مدينة جرابلس الحدودية بسرعة، لكن هذا النجاح الأولي جاء بسبب رفض «داعش» الدخول في القتال، واختار عناصره الانسحاب من المدينة بسرعة، واختلطوا مع السكان المحليين، لكن عندما فشلت الميليشيات المدعومة من قبل أنقرة في اختراق دفاعات لتنظيم حول الباب، اضطرت تركيا لدعمهم بوحدات من قواتها المسلحة.

في المقابل، تلقي تركيا بجزء من اللوم على الولايات المتحدة، التي ترفض تقديم الدعم الجوي الكافي للعمليات التركية في الباب، نظراً لكون العمليات التركية هناك موجهة، في حقيقة الأمر، ضد وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها واشنطن القوة الأكثر فاعلية لمواجهة المسلحين المتطرفين. وتضم تلك الوحدات 25 ألف مقاتل من ذوي الخبرة القتالية، وتتمتع بدعم واسع النطاق من طيران التحالف الدولي. لكن أنقرة تأمل اليوم أن تقلص إدارة الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، نطاق التعاون مع الأكراد. ويواجه التنظيم المتطرف هجمات الجيش التركي بأساليب تكتيكية متعددة، التي سبق له أن استخدمها في العراق، حيث استغرق تقدم القوات العراقية في شرق الموصل أشهراً عدة. ومن بين هذه الأساليب، استخدام سيارات مفخخة يقودها انتحاريون، وفي العديد من الأحيان تكون هذه السيارات مصفحة، وهو أمر يجعل إيقافها أمراً صعباً جداً.

وبفضل الأنفاق التي حفرها في المنطقة، يحتفظ المسلحون بقدرة جيدة على التنقل، رغم الغارات التركية المكثفة على الباب. وحتى الآن، لم تتمكن القوات التركية من تطويق الباب، وقطع طريق الإمداد الرئيس للتنظيم، والذي يربط المدينة بالرقة.

تويتر