تؤيد المواجهة العسكرية في معظم الملفات

إدارة ترامب تهدّد بزيادة الدمار في الشرق الأوسط

صورة

خلال حملته الانتخابية، تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بألا يغامر مجدداً في الشرق الأوسط، وأن أيام المغامرة في المنطقة ولت، في حين وعد بمحو تنظيم «داعش» من على وجه الأرض، باستخدام استراتيجية حديثة، تتضمن المزيد من القنابل. كما انتقد ترامب، منافسته هيلاري كلينتون، بشدة، لدورها في الحملة العسكرية التي قادها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا، قبل ست سنوات.

لكن هذه المواقف إزاء يوم جديد في الشرق الأوسط، كانت مجرد خدعة مدروسة، مثل تصريحات أخرى خرجت من فم ترامب خلال هذه الحملة. فريق ترامب على وشك جعل المنطقة المضطربة، أصلاً، أسوأ من ذلك بكثير.

يعتقد فريق الإدارة الأميركية الجديد، عموماً، أن سياسة أوباما في الشرق الأوسط كانت كارثية.

عُين دان فريدمان، في منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، وهو معروف بدفاعه عن المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية، وهو شخص يشبه حياده تجاه الصراع، حياد الآباء في حماية أطفالهم في مباريات كرة القدم. هذا ويبدو ترامب مستعداً أيضاً لتقديم مهندس حرب العراق، جون بولتون، ليكون نائباً لوزير خارجيته، وهو من المحافظين الجدد، وغير متصالح مع الاتجاهات الجديدة، والذي أوصى بشن حملة قصف مركزة على إيران في أبريل 2015، حتى بينما كانت مفاوضات مجموعة (5+1) توشك على التوصل إلى نهايتها الناجحة. لا يريد جون بولتون، حالياً، أن يكون أقل انخراطاً، عسكرياً، في الشرق الأوسط. ولذلك، يكون اختيار هذا الرجل للعمل في وزارة الخارجية أشبه بوضع عود ثقاب مشتعل في علبة كبريت.

وبعد، فإن تعيين ترامب، غير المعقول، للرئيس التنفيذي لشركة «إكسون موبيل»، ريكس تيلرسون، ليكون وزير خارجيته، يدل على أن الإدارة الأميركية ستتعامل مع القضايا الإقليمية من خلال عدسة «أمن الطاقة»، كما كان الأمر في الغالب، وأن مستويات الاحترام للدول النفطية سيعاد النظر فيها بالكامل.

إلا أن التعيين الذي ربما قد يكون أكثر إثارة للقلق، هو تعيين مايكل فلين، مستشاراً للأمن القومي. وكان فلين شارك في تأليف كتاب، تم دفعه إلى النشر بتسرع قبل انعقاد المؤتمر الوطني الجمهوري، بعنوان «ميدان المعركة»، بالاشتراك مع وسيط إيران السابق، مايكل ليدين، الذي مارس ضغوطاً قوية من أجل خوض حرب ضد إيران منذ التسعينات. وقبل غزو العراق، قدم ليدين مشورة لم تنل ترحيباً من قبل القيادة الأميركية، وقيل إن المشورة كانت سيئة للغاية؛ ومن ضمن ما جاء فيها: «يمكن للمرء أن يأمل فقط أن نحول المنطقة إلى مرجل، بسرعة من فضلكم».

وعلى الرغم من بعض الخلافات، يعتقد فريق الإدارة الجديد، عموماً، بأن سياسة (الرئيس السابق باراك) أوباما في الشرق الأوسط كانت كارثية. ومن المرجح أن يكون أولى ضحايا عقيدة «المرجل» هم المدنيون في سورية، الذين يواصلون الموت، بينما يستعين (الرئيس السوري) بشار الأسد بالقوة العسكرية الروسية للقضاء على المعارضة، وتصفية تنظيم «داعش»، وترامب يريد أن يأمر الجيش الأميركي بالقصف هناك بطريقة أكثر عشوائية، وأقل تمييزاً.

تحت قيادة ترامب، قد تتجدد المواجهة مع إيران. لايزال بولتون متأثراً بفكرة «تغيير النظام»، التي جلبت نحو 14 عاماً (والعد مستمر) من الخراب إلى العراق وجيرانه. ولدى نائب مستشار الأمن القومي المعين، كيه ماكفارلاند، سجل طويل ومعلن من العداء للاتفاق النووي. وربما يفضل تيلرسون الانخراط مع إيران، لكن إذا عمد ترامب إلى سحب واشنطن بطريقة انتقامية من اتفاق 2015، كما وعد، فإن إيران قد تتحرك بسرعة نحو تحقيق اختراق نووي. والفكرة القائلة إن لدى فريق الإدارة الجديدة لمسة ذكية لإعادة بناء نظام العقوبات العالمي هي أمر مثير للضحك والسخرية. فشركاؤنا الأوروبيون مشغولون في محاولة لوقف القارة عن التدمير الذاتي، وليس هناك أحد سيكون حريصاً على العمل معنا إذا تم إلغاء اتفاق تم التفاوض عليه، والذي تحقق بعد أن بُذلت جهود مضنية، وذلك من دون سبب واضح.

تويتر