وصف قدوم الرئيس الأميركي بـ «العهد الجديد»

نتنياهو يستعد للّعب بورقة ترامب المؤيد لإسرائيل

صورة

يشعر اليمين الإسرائيلي بالابتهاج والتفاؤل بمقدم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في حين يشعر القادة الفلسطينيون بخيبة الأمل. فقد ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الشهر الماضي، أن إسرائيل ستدخل «عهداً جديداً»، في اليوم نفسه الذي تبنى فيه مجلس الأمن الدولي قراراً يدين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقال إن «هذا العهد، كما ذكر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، سيحل في وقت أقرب بكثير مما تعتقدون».

69 %

من الإسرائيليين يتوقعون أن يكون لترامب موقف إيجابي.


ترامب اختار ديفيد فريدمان، أحد المشجعين على الاستيطان، سفيراً لأميركا لدى إسرائيل.

وبدأ الإسرائيليون والفلسطينيون بالفعل الاستعداد لهذا العصر الجديد، وصاروا يرسمون خطوط المعركة ضد خصومهم. وتنظر الحكومة الإسرائيلية، كما أوضح نتنياهو، للإدارة الأميركية الجديدة كدرع ضد بقية العالم، وضد تدابير «معاداة إسرائيل» مثل قرار مجلس الأمن، الذي سمحت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بتمريره الشهر الماضي. ويجد القادة الفلسطينيون أنفسهم في موقف معاكس تماماً، ويحاولون الآن باستماتة تعبئة بقية العالم ضد التدابير التي وعدت إدارة ترامب باتخاذها لمصلحة إسرائيل، واحتمال خروج هذه الإدارة عن خط السياسات التي ظلت تتبعها حكومة الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، ومن بينها إرهاصات نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

ويبدو أن هناك ما يبرر تفاؤل حكومة نتنياهو، ففي أعقاب الانتخابات الأميركية، وعد ترامب بدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى البيت الأبيض «في أول فرصة»، وما يزيد التفاؤل أن الزعيمين كانا يعرفان بعضهما بعضاً منذ سنوات بعيدة، يضاف الى ذلك اختيار أحد المشجعين على الاستيطان الإسرائيلي، وهو ديفيد فريدمان، سفيراً لأميركا لدى إسرائيل.

وفي أعقاب قرار مجلس الأمن ضد إسرائيل، وخطاب وزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري، المنتقد بشدة لمشروع الاستيطان الإسرائيلي، أطلق ترامب تغريدة تشير إلى أن الأمور ستكون «مختلفة جداً» عندما يتقلد منصبه رسمياً، داعياً إسرائيل إلى «أن تظل قوية، لأن 20 يناير يقترب بسرعة»، للحد الذي جعل قادة الاستيطان يسافرون لأميركا لحضور مراسم تنصيب ترامب.

وفي ما يتعلق بمسألة نقل السفارة الأميركية للقدس، فقد وعد ترامب، مثله مثل بقية الرؤساء الأميركيين السابقين خلال حملاتهم الرئاسية، بنقل السفارة إلى القدس، إلا أن المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، لا يعترف بضم إسرائيل للقدس الشرقية، ويترك هذه المسألة لمحادثات الوضع النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

لهذا السبب نكثت هذه الإدارات السابقة بوعودها التي قطعتها خلال حملتها الرئاسية بشأن نقل السفارة الأميركية، لكن يبدو أن هذه المرة قد تكون مختلفة عن المرات السابقة، إذ لم يتخلَّ مستشارو ترامب عن ذلك الوعد، للحد الذي وصف أحد كبار مساعديه بأن نقل السفارة لايزال «أولوية قصوى» لترامب. كما أعلن فريدمان، بعد تعيينه، أيضاً، أنه سيباشر منصبه من «السفارة الأميركية في القدس، العاصمة الأبدية لإسرائيل». ومع هذه العبارات التي تعد بتقديم الدعم غير المشروط لإسرائيل، فليس من المفاجئ أن نجد، في استطلاع حديث للرأي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، بأن 69% من الإسرائيليين يتوقعون أن يكون لترامب موقف إيجابي، وأن 57% من الاسرائيليين، على سبيل المقارنة، ينظرون الى مواقف إدارة أوباما، بأنها غير ودية تجاه إسرائيل.

ووجد الساسة اليمينيون في ذلك فرصة للادعاء بأن عصر ظهور دولة فلسطينية انتهى، وأن الوقت حان للبدء في ضم المستوطنات في الضفة الغربية. ومع ذلك، فإن المسؤولين الأمنيين يبدون تخوفهم للغاية عندما يأتي السؤال عن التداعيات المحتملة لنقل السفارة الأميركية للقدس، وكما يقول ضابط عسكري إسرائيلي في إجابته عن هذا السؤال «لا حاجة لي أن أقول إن الفلسطينيين لن يرغبوا في ذلك».

تويتر