«عهدة خطرة» ترافقه في حلّه وترحاله

حقيبة «كرة القدم النووية».. ظلّ الرئيس الأميركي

الحقيبة يتناوب على حملها 5 ضباط أميركيين. أرشيفية

ابتداءً من اليوم، وعقب تنصيب الرئيس الأميركي الـ45، دونالد ترامب، وحلفه اليمين الدستورية، سيرافق الرئيس ترامب مساعد عسكري يحمل الحقيبة النووية، وهي عهدة خطرة تعرف أيضاً بـ«كرة القدم النووية»، في حلّه وترحاله وفي جميع الأوقات، ما يتيح للرئيس أن يأمر بتوجيه ضربة نووية في أي لحظة.

هذه الحقيبة التي يتسلّمها ترامب، اليوم، حين يدخل مكتبه في البيت الأبيض، مرفقة بمفتاح التشغيل والرقم السري الذي يعرفه الرئيس فقط، تعتبر من أسرار الرئاسة التي يمنع على أي شخص غير الرئيس أن يطلع عليها، ويضعها الرئيس المنتهية ولايته قبل تسليم مكتبه في مغلف مشمع على المكتب الرئاسي، ويمنع أي شخص من لمس هذا المغلف قبل الرئيس.

والحقيبة النووية ترافق الرئيس بشكل دائم أينما وجد كظله تماماً، سواء كان في البيت الأبيض، أو في موكب، أو على متن طائرة الرئاسة وطائرات الهليكوبتر، والسيارات، وحتى أثناء تواجده في المصعد.

وظهرت الحقيبة النووية للمرة الأولى في الولايات المتحدة في عهد الرئيس أيزنهاور (1953 ــ 1961)، وامتلكت الولايات المتحدة حينذاك 300 قنبلة نووية، في حين امتلك الاتحاد السوفيتي وقتها 10 قنابل نووية فقط، ثم أصبح الرئيس الأميركي السابق جون كيندي أول من يحصل على الحقيبة النووية في شكلها الحالي، عام 1962 أثناء أزمة الصواريخ الكوبية.

• على مدى أكثر من خمسة عقود تم تحديث حقيبة «كرة القدم» أكثر من مرة بأحدث الوسائل التكنولوجية.

وتطلق على هذه الحقيبة الجلدية السوداء تسمية «حقيبة الرئيس الطارئة»، ويتناوب على حمل هذه الحقيبة خمسة ضباط أميركيين تلقوا تدريباً خاصاً بآلية التعامل مع هذه «العهدة الخطرة»، ويلازمون الرئيس الأميركي على الدوام، كي يتمكن الأخير، حال حدوث خطر عالمي، من تشغيلها وإطلاق هجوم نووي في غضون دقائق.

وفي حال حدوث أي ظرف طارئ للرئيس الأميركي يمنعه من استعمال الحقيبة، يتم منح نائبه حق استخدامها.

حقيبة الرئيس الطارئة، تُحمل باليد ومحاطة بهيكل من الألمنيوم المتين، مغطى بجلد أسود يبرز منه، أحياناً، هوائي يشير إلى أنها تحوي معدات اتصال.

وتحتوي الحقيبة النووية، التي تزن 18 كغم، على عناصر غاية في السرية تسمح للرئيس الأميركي أن يأذن بتوجيه ضربة نووية في حال كان بعيداً عن مراكز القيادة (غرفة العمليات).

في تقرير نشره المدير السابق للمكتب العسكري في البيت الأبيض، بيل غيولي، على موقع «بزنس إنسايدر كوم»، أن حقيبة «كرة القدم» تحتوي على زر تشغيل أحمر فقط، وأربعة بنود، الغرض الأساسي منها هو تأكيد هوية الرئيس، والسماح له بالاتصال مع مركز القيادة العسكرية الوطنية في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بالإضافة إلى كتاب أسود من 75 صفحة، يحتوي على تعليمات وإجراءات مطبوعة بالحبرين الأسود والأحمر لتوجيه ضربة نووية انتقامية. وكتاب أسود آخر يتضمن قائمة مواقع سرية لإيواء والحفاظ على الرئيس بأمان في حال تشغيل القنبلة.

وكتيب من 10 صفحات يتضمن تعليمات حول كيفية تشغيل نظام الطوارئ، بالإضافة إلى بطاقة صغيرة تحمل رموزاً لتأكيد هوية الرئيس. من جهته، أوضح العقيد السابق في البحرية الأميركية، بيت ميتزيغر، الذي قام بحمل هذه الحقيبة السوداء للرئيس السابق، رونالد ريغان، لـCNN: «كنت على قدر عالٍ من التركيز خلال تلك الفترة، حيث إن الوقت قصير للغاية بين التحذير والتنفيذ، ولابد من الاستعداد في أي وقت وفي أي لحظة، ولهذا كان علينا أن نبقى على مسافة قريبة جداً من الرئيس».

ويأتي لقب «كرة القدم» من اسم حركي يطلق على خطة سرية للحرب النووية، وفقاً لوزير الدفاع الأميركي السابق، روبرت ماكنمارا، في عهد رئاسة الرئيس الأميركي السابق جون كيندي. وعلى مدى أكثر من خمسة عقود تم تحديث حقيبة «كرة القدم»، أكثر من مرة، بأحدث الوسائل التكنولوجية من قبل جهات عسكرية أميركية. والحقيبة عبارة عن جهاز حاسب آلي مزوّد بقنوات اتصال عالية السرية والتأمين يتلقى من خلالها الرئيس الأميركي البيانات والشفرات عبر شاشة. أما حامل الحقيبة فهو ضابط من مشاة البحرية، وفي حالة اتخاذ الرئيس قرار توجيه ضربة نووية لأي منطقة يتم إدخال الكود السري لتنفيذ الأمر، وتتولى شبكات الأقمار الاصطناعية التابعة لوزارة الدفاع، والتي لا تعمل إلا بصدور هذا الأمر خشية كشف تردداتها، نقل الأمر بسرعة الضوء للوحدة الأرضية والصواريخ الباليستية والغواصات النووية وطائرات بي 52، ومن دون الشفرة تعتبر الحقيبة عديمة الاستخدام.

وعلى غرار الحقيبة النووية الأميركية، تمتلك روسيا حقيبة أخرى تتواجد فقط بيد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتسمى «كازبيك» أو «الحقيبة النووية»، فبمجرد فتحها يمكن من خلالها تدمير قارة كاملة بفضل بعض المفاتيح التي تمتلكها، فبها مجموعة مفاتيح تدعى «الجحيم»، أو «نهاية العالم».

تويتر