الاحتلال يقيم مبنى بقلب البلدة في خطوة إضافية لتهويدها

تسارع وتيرة الاستيطان في سلوان للتضييق على سكان القدس

صورة

لم ينتظر الاحتلال الإسرائيلي انقضاء عام 2016، ليسرع عمليات الاستيلاء والتوسع الاستيطاني داخل بلدة سلوان في مدينة القدس المحتلة، التي استقبلت العام الجديد بتضييق الخناق عليها، وسلب المزيد من أراضي وممتلكات سكانها.

فقد أنهى الاحتلال العام الماضي بالإعلان عن مخططه الأخطر في سلوان، التي يسكنها 54 ألف فلسطيني، والمتمثل في إقامة مبنى استيطاني في قلب البلدة، التي تعد الخاصرة الجنوبية للمسجد الأقصى.

ويتكون المبنى، الذي صادقت عليه لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، خلال الأيام الأخيرة من العام المنقضي، من أربعة طوابق، تضم 10 شقق سكنية، مقابلة لبيت «يوناتان»، الذي سيطرت عليه جمعية «عطيريت كوهانيم» قبل سنوات. وكانت الجمعية اليمينية قدمت الخطة لإقامة هذا المبنى، لتحقيق هدف معلن هو تهويد البلدة القديمة ومحيطها.

وستؤدي المصادقة على بناء المبنى في قلب سلوان إلى توسيع البؤرة الاستيطانية في هذا المكان، إذ إن الأرض التي سيبنى عليها هذا المبنى ملكية فلسطينية، اعتبرها الاحتلال «أملاك غائبين»، فصادرها وسربها إلى الجمعية الاستيطانية، بحسب رئيس لجنة الدفاع عن أهالي سلوان فخري أبودياب.

يقول أبودياب، لـ«الإمارات اليوم»، إن «المصادقة على إقامة مبنى للمستوطنين تعد سابقة خطرة، كونها تعمق الوجود اليميني المتطرف في قلب البلدة، لاسيما أن جمعية (عطيريت كوهانيم) استولت على عشرات البيوت القائمة في سلوان، والتي تعود ملكيتها لفلسطينيين من القدس».

ويضيف أن المبنى سيقام في حي بطن الهوى بسلوان، ويطل على حي البستان، كما ستحده بنايات سكنية أخرى، سيطرت عليها الجمعية.

وللإسراع في عملية تنفيذ المخطط، سلمت بلدية الاحتلال في القدس أوامر هدم لأصحاب المنازل والعقارات، التي يمتلكها الفلسطينيون في محيط المنطقة، التي سيقام عليها المبنى الاستيطاني.

وينوي الاحتلال البدء في بناء المبنى الجديد داخل سلوان، مع بداية السنة العبرية بحلول شهر سبتمبر المقبل، بحسب أبودياب، الذي يؤكد أن سلطات الاحتلال ترفض منح تراخيص بناء لأي فلسطيني منذ سنوات في سلوان والقدس، كما تمنع في الوقت نفسه تشييد أي مبنى يزيد على طابقين، لكنها على الرغم من ذلك منحت المستوطنين ترخيص إقامة هذا المبنى، ما يشكل مخالفة واضحة للقانون الإسرائيلي نفسه.

ويلفت أبودياب إلى أن هذا المبنى سيزيد الاحتكاك والتوتر في المنطقة، مؤكداً أن المستوطنين يمثلون الواجهة التي يستخدمها الاحتلال، للتنغيص على أبناء القدس، وتعكير حياتهم.

إجراءات استباقية

حركة «السلام الآن» الإسرائيلية: المبنى يقع في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في القدس الشرقية، وباع حارس «أملاك الغائبين» الأرض بسعر منخفض جداً، ومن دون نشر أي مناقصة.

ونفذ الاحتلال العديد من الإجراءات والممارسات المسبقة للإسراع في تنفيذ المبنى الاستيطاني، فقد استولى عدد من المستوطنين اليهود، في اليوم الأخير من العام الماضي، على بناية سكنية مكونة من طابقين، مساحتهما الإجمالية 160 متراً مربعاً، في «حوش الفاخوري» بحي وادي حلوة ببلدة سلوان، وهو الحي الأقرب إلى الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك.

ويقول مدير مركز معلومات وادي حلوة بمنطقة سلوان، جواد صيام، إن أكثر من 20 مستوطناً اقتحموا البناية السكنية، بمساندة قوة من جنود وشرطة الاحتلال الخاصة، وحرس المستوطنين، وسبق ذلك إغلاق مدخل الحوش بشاحنة كبيرة، ومنع السكان من الاقتراب من المكان، لينتهي الأمر بالسيطرة على العقار. ويوضح أن الجمعيات الاستيطانية تتقاسم الأدوار مع مؤسسات الاحتلال الرسمية، وتنشط في وضع يدها على منازل وعقارات الفلسطينيين، في بلدة سلوان الأقرب إلى المسجد الأقصى.

ويتعرض حي «بطن الهوى» في سلوان، والذي سيشهد إقامة المبنى الاستيطاني الجديد، لحملة شرسة في وضع اليد على الكثير من البنايات والعقارات الفلسطينية، وتحويلها إلى بؤر استيطانية، بهدف إقامة حي استيطاني يهودي للمتطرفين، بحسب صيام.

وسبق أن استولى مستوطنون يهود، في السنوات الماضية، على عشرات المنازل الفلسطينية في سلوان، فيما شهدت البلدة، خلال الأشهر الماضية، حالات مشابهة، بالإضافة إلى مئات المنازل المهددة بالمصادرة، والتي تسلم أصحابها إخطارات هدمها، خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي.

معارضة

من جهة أخرى، تؤكد مصادر إسرائيلية أن هذه المصادقة تأتي رغم وجود معارضة شديدة لها من قبل جهات سياسية، علماً بأن هذه الخطة شطبت من جدول أعمال اللجنة قبل نحو أسبوعين، لضغوط سياسية.

بدورها، تقول حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، في تعليق لها على المسألة «إن المبنى يقع في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في القدس الشرقية، وباع حارس أملاك الغائبين الأرض بسعر منخفض جداً، ومن دون نشر أي مناقصة». وتضيف أن إقرار إقامة هذه المستوطنة يؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير حربه أفيغدور ليبرمان، يخاطران بدفع المنطقة إلى التوتر والمساومة على أمن إسرائيل، من أجل مصلحة المستوطنين.

ويواجد داخل بلدة سلوان 57 بؤرة استيطانية إسرائيلية، تتفاوت بين منزل وشقة ومجمع، فيما يستوطن المسؤولون اليهود في سلوان، من بينهم نائب وزير الداخلية، ومسؤول دائرة الطابو الإسرائيلي.

تويتر