Emarat Alyoum

انقلاب داخل «المصريون الأحرار» يُطيح بمجلس الأمناء وزعامة ساويرس

التاريخ:: 09 يناير 2017
المصدر: خالد محمود ـــ القاهرة
انقلاب داخل «المصريون الأحرار» يُطيح بمجلس الأمناء وزعامة ساويرس

شهد حزب «المصريون الأحرار» انقلاباً أطاح بـ«مجلس الأمناء»، الذي كان يضم القادة المؤسسين للحزب، ومن بينهم زعيم الحزب الروحي والراعي الرسمي سياسياً ومالياً واجتماعياً له، نجيب ساويرس.

التيار المنشق يقول إن «مجلس الأمناء» كان فعلياً أداة الملياردير المصري، نجيب ساويرس، للتأثير في مسارات الحزب وتفاصيله كافة.


تاريخ الحزب

حزب «المصريون الأحرار» تأسس في 4 يوليو 2011، نتيجة للحراك الذي احدثته ثورة 25 يناير، كمعبّر عن التيار الليبرالي في مصر. ودعمت تأسيسه اسماء مهمة، مثل جمال الغيطاني، ومحمد سلماوي، وأحمد فؤاد نجم، ويملك حالياً 65 مقعداً بمجلس النواب، احتل بهم المركز الأول كأكثر حزب له تمثيل برلماني في المجلس الحالي.

وتبادل الطرفان ولايزالان البيانات المهاجمة، فبينما قال رئيس الحزب وقائد (التحرك الأخير)، د.عصام خليل، إن فكرة «مجلس الأمناء» ذاتها غير شرعية، ولا مكان لها في الأحزاب الديمقراطية، وغير موجودة إلا في مكانين في العالم، «مجلس الوصاية على الدستور» في نظام الملالي بإيران، وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، ردّ جناح نجيب ساويرس بأن «مجموعة خليل خارجون على المبادئ الليبرالية، إذ أغلقوا باب العضوية في الحزب ضد خصومهم، وفبركوا جمعية عمومية ووهمية، وصوّت أنصارهم من الهيئة البرلمانية للحزب على قوانين بطريقة لا تتوافق مع مبادئ الحزب الليبرالية، ونموذج ذلك تصويتهم في قضيتي (خانة الديانة) و(الخدمة المدنية)».

وكان رئيس حزب «المصريون الأحرار»، د.عصام خليل، قد دعا لعقد جمعية عمومية في 30 ديسمبر الماضي بفندق الماسة بمدينة نصر، بعد أسبوعين من الخلافات الحادة داخل الحزب، وفوجئ الصحافيون بمنعهم من تغطية فعاليات الجلسة، في اللحظة الأخيرة، وتم في الاجتماع التصويت على إلغاء «مجلس الأمناء» بالحزب، الذي كان يضم في عضويته كلاً من المهندس نجيب ساويرس، ود.صلاح فضل، والكاتبة سكينة فؤاد والكاتب د.أسامة الغزالي حرب، قبل استقالتهما، وراجي سليمان، وخمسة ممثلين عن المكتب السياسي، هم إيهاب الطماوي، ونصر القفاص، وعاطف لمعي، ومحمد عثمان، ورؤوف غبور.

وكان «مجلس الأمناء» من الزاوية القانونية واللائحية لا سلطة له، ولا يملك إلا حق تقديم المشورة أو التوصية، لكن التيار المنشق يقول إن «مجلس الأمناء» كان فعلياً أداة الملياردير المصري نجيب ساويرس، للتأثير في مسارات الحزب وتفاصيله كافة.

وقد فاجأ المهندس نجيب ساويرس الرأي العام بدخوله المعركة بشكل مباشر، بعد أن اعتبر إلغاء «مجلس الأمناء» بمثابة هجوم مباشر على شخصه ووضعه في الحزب، فكتب تغريدة نشرتها كل الصحف والمواقع المصرية، يقول فيها:

«لا تأسفن على غدر الزمان ... لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب»

«لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها ... تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب».

من جهته، ردّ د.عصام خليل (رئيس الحزب - قائد التحرك الأخير)، في تصريح إعلامي على هجمة ساويرس بقوله إن «(مجلس الأمناء) طبقاً للائحة القديمة، يتكون من مجموعة من الذين دعوا لتأسيس الحزب، والأعضاء الداعمين مادياً وفكرياً للحزب، ودورهم يقتصر على تقديم المشورة لقيادات الحزب، ولا يجوز لأعضاء (مجلس الأمناء) تولّي أي منصب قيادي أو تنظيمي أو سياسي أو تنفيذي بالحزب، طوال فترة عضويتهم، وأعضاء المجلس (يختارون بعضهم بعضاً)، وليسوا منتخبين. والمفاجأة الأكبر هي أن عضوية (مجلس الأمناء) غير محددة المدة، ولا يجوز عزل أي عضو، ما يعني أن عضوية المجلس (مدى الحياة)، ولا أحد يستطيع محاسبتهم طبقاً للائحة القديمة».

وتابع خليل «إنني لا أفشي ما يحدث في الغرف المغلقة، لكن هؤلاء (الأوصياء) هم البادئون، وكان لابد أن نرد، لأن الناس أحياناً تعتقد أن الأدب والأخلاق مظهر ضعف، ونحن لسنا ضعفاء، لكننا نرغب في البناء والمساعدة على رفعة الوطن».

وفي ردّ مباشر على تغريدة ساويرس، قال خليل: «أنا على المستوى الشخصي لم أنزعج، بل ضحكت، وقلت إن ما يُفهم من كلامه هو أننا «عبيد»، وأؤكد أن الشعب المصري عمره لم يكن عبداً ذات يوم، ولا (المصريون الأحرار) ولا أعضاءه، ولا قياداته ولا هيئته البرلمانية، عبيد لأحد، وهذا مرفوض تماماً، ولن أسمح بإلاهانة لهم».

بدوره، قال عضو الهيئة العليا لحزب «المصريون الأحرار» والمعارض للانشقاق الأخير، أحمد سامر، لـ«الإمارات اليوم»، إن «المنشقين فبركوا جمعية عمومية غير شرعية، واتخذوا قرارات ليست من حقهم، وهم فعلوا ذلك عبر عملية من شقين، الأولى أغلقوا باب العضوية في الحزب، حتى يصبح حكراً على الموالين لهم، والثانية سمحوا لأشخاص لم يكملوا أكثر من ستة أشهر، وهو النصاب القانوني للعضوية الصحيحة، بالتصويت، وهذا فعل مخالف للائحة، لكنهم تواطأوا حتى تتم الإطاحة بالأمانة العامة والمهندس نجيب ساويرس».

وتابع سامر، أن «مجموعة خليل خرجوا على مبادئ الحزب الليبرالية، حيث صوّتوا في البرلمان ضد قانون الخدمة العامة، مع أن الطبيعي أن يؤيدوه بوصفه تطبيقاً لمبادئ الحزب في الليبرالية الاقتصادية وضغط الإنفاق العام، كما عارضوا قرار د.جابر نصار بإلغاء خانة الديانة من مطبوعات جامعة القاهرة، علاوة على قرارات عدة أخرى كلها تؤكد أنهم اشخاص غير ليبراليين في حزب ليبرالي».

واستطرد سامر أن «الحزب ماضٍ في طريقه لاسترداد الشرعية عبر اللجوء الى القضاء ولجنة الأحزاب، خصوصاً ان هناك 37 قيادياً في الهيئة العليا للحزب، هم مازالوا مع القيادة الشرعية (جبهة ساويرس)، وقد تم توثيق ما جرى في الاجتماع الاخير من مخالفات، وتحرير محضر إداري ضد رئيس الحزب حمل رقم 3942 لسنة 2016 قسم مدينة نصر».

ونوه سامر الى أن الخلاف داخل حزب «المصريون الأحرار» تفجر في مارس الماضي، بعد أن توقف نجيب ساويرس، مؤسس الحزب، ورجل الأعمال رؤوف غبور عن التمويل.

وبحسب تسريبات من الإدارة المالية للحزب، يصل إجمالي تمويل الحزب شهرياً إلى نصف مليون جنيه، يدفع منها ساويرس نسبة 80%، وغبور نسبة 20%.

وقال سامر إن رئيس الحزب الحالي، عصام خليل، دبر تمويل الحزب منذ مارس الماضي، وقد ظهر ممول جديد للحزب، (رفض سامر الإفصاح عن اسمه)، ما جعل شوكة رئيس الحزب تقوى، لإجراء تعديلات دون الحصول على موافقة مجلس الأمناء.

على صعيد متصل، دافع القيادي المستقيل من الحزب، الباحث بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية، د.عماد جاد، بشكل مستميت عن المهندس نجيب ساويرس، وقال في تصريحات اعلامية إن «عصام خليل قرّر استبعاد كل من له رأي أو وجهة نظر، وكان يضم مجموعات ممن يقبلون السير وراءه، وجمّد العضوية الجديدة نهائياً ولم يعد يسمح بدخول أي عضو جديد إلا من خلاله شخصياً، ومن يكون ولاؤهم له، ولذلك تجمّدت عضوية حزب (المصريون الأحرار) عند 800 عضو فقط. وقد افتعل خليل معارك مع عدد من الشخصيات ذات الثقل داخل الحزب، مثل الدكتور أحمد سعيد، الرئيس السابق للحزب، والدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس مجلس الأمناء.