اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء تؤجّل بناء 5600 وحدة استيطانية في القدس

إسرائيل تـزداد شــراهة للتوســع الاستيطــاني بعد القرار الأممي

صورة

أُجبرت إسرائيل على تأجيل خطوتها التصعيدية الأخطر للرد على قرار مجلس الأمن الدولي بتجميد الاستيطان، إذ قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عدم المصادقة على مخطط بناء 5600 وحدة استيطانية جديدة في مجموعة المستوطنات المقامة على أراضي القدس المحتلة، وفضلت التريث لمدة اسبوعين، خشية أن تستفز ادارة أوباما في أيامها الاخيرة، خصوصاً أن كيري أدلى بخطاب - تزامناً مع تاجيل التصويت على بناء المستوطنات الجديدة - حمّل فيه مسؤولية عدم التوصل لاتفاق حل الدولتين لحكومة تل أبيب.

الشارع المقدسي يتطلع إلى استراتيجيات فلسطينية جديدة لمجابهة عنجهية الاحتلال، لأنه سئم من الشجب والاستنكار.

مخطط الاحتلال يقضي ببناء 2600 وحدة في حي «جيلو» الاستيطاني، و2600 وحدة في «جفعات همتوس»، و400 وحدة في مستوطنة «رامات شلومو».

يؤدي المخطط الجديد إلى توسع استيطاني كبير في الجزء الشمالي الغربي لشرقي القدس، وهو أحد بنود خطة القدس 2020، الذي ينص على إقامة 58 ألف وحدة استيطانية في المدينة مع حلول عام 2020.

وكان قرار مجلس الأمن رقم 2334 طالب إسرائيل بالتوقف الفوري، وعلى نحو كامل، لكل الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، بما فيها مناطق القدس الشرقية، بتأييد 14 عضواً، وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت.

إلا أن رد الاحتلال كان سريعاً باتخاذ قرار بالتوسع الاستيطاني داخل القدس المحتلة، التي حذر مجلس الأمن من البناء فيها، إذ ان الوحدات التي أعلنت إسرائيل عن إقامتها ستكون في مستوطنات رامات شلومو، وجفعات همتوس، وجيلو، وهي جميعها في القدس.

وسيبني الاحتلال، حسب مخططه الجديد، 2600 وحدة في حي «جيلو» الاستيطاني، و2600 وحدة في «جفعات همتوس»، و400 وحدة في مستوطنة «رامات شلومو».

وكانت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية قد كشفت عن مخطط للمصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة، وذلك على خلفية قرار مجلس الأمن حول المستوطنات. ونقلت الصحيفة عن رئيس اللجنة المحلية للتخطيط والبناء بالبلدية، مئير ترجمان، قوله إنه «لم يتأثر بقرار مجلس الأمن الأخير، وإن أحداً لا يمكنه فرض إملاءات على إسرائيل»، معرباً عن أمله بازدهار الاستيطان خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب.

مستوطنة «رامات شلومو»

الوحدات الاستيطانية التي سيقيمها الاحتلال في مستوطنة «رامات شلومو»، وفقاً لمخططه الجديد، ستلتهم المزيد من الأراضي الخاصة التي تعود ملكيتها لفلسطينيين في القدس، حيث ستصادر مئات الدونمات من قرى لفتا، وبيت إكسا، وبيت حنينا.

كما ستلتهم الوحدات الجديدة في «رامات شلومو» عشرات الدونمات من حي شعفاط في القدس، حيث ستقام تلك الوحدات بين المستوطنة والحي المقدسي، كما سيتم شق طرق في تلك المساحة، وبناء مبانٍ وحدائق عامة.

ويقول مدير قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية وبيت الشرق في القدس، خليل التفكجي، إن «مجموعة من أوامر المصادرة للأراضي الفلسطينية صدرت عن اللجنة المحلية للتخطيط والبناء الإسرائيلية، التي تشمل مساحة واسعة من أراضي قريتي شعفاط وعناتا والولجة للاستملاك للمصلحة العامة ولأسباب أمنية، بحسب ما جاء في القرار».

ويوضح التفكجي لـ«الإمارات اليوم»، أن الإعلان تضمن إيداع مخطط هيكلي لمستوطنة «راموت»، والذي سيمتد غرباً باتجاه وادي بيت إكسا، وجنوباً باتجاه قرية لفتا المهجرة، وفوق خط الهدنة، كما سيلتهم مساحات كبيرة من بيت حنينا التي تمت مصادرة أراضيها لصالح هذه المستوطنة المقامة منذ عام 1970.

ويؤدي المخطط الجديد، بحسب التفكجي، إلى توسع استيطاني كبير في الجزء الشمالي الغربي لشرقي القدس، وهو أحد بنود خطة القدس 2020، الذي ينص على إقامة «58» ألف وحدة استيطانية في المدينة مع حلول عام 2020.

وشدّد مدير قسم الخرائط في بيت الشرق على أن هذه المشروعات تأتي ضمن المشروعات الاستراتيجية التي يقوم عليها الاحتلال لترسيخ ضم شرقي القدس وشطب الخط الأخضر والبناء عليه، للحيلولة دون أي إمكانية للعودة لحدود الرابع من يونيو 1967.

تغيير واقع القدس

وأثار قرار موافقة اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في بلدية الاحتلال على إقامة وحدات استيطانية في مستوطنة «جفعات همتوس»، المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوب القدس المحتلة، غضب الشارع الفلسطيني.

ويقول رئيس لجنة الدفاع عن بلدة سلوان، فخري أبودياب، إن «هذا المخطط يعد ضربة لعملية السلام، وإعلان حرب شاملة على مدينة القدس، فهذه المشروعات هدفها الأساسي تغيير واقع مدينة القدس، لاستحالة استعادة المدينة واقعها وتاريخها الذي كانت عليه».

ويؤكد أبودياب خلال حديثه لـ«الإمارات اليوم»، أن الشارع المقدسي يتطلع إلى استراتيجيات فلسطينية جديدة تجابه فيها عنجهية الاحتلال، لأن هذا الشارع سئم من الشجب والاستنكار.

ويوضح أن الوحدات الجديدة في مستوطنة جفعات همتوس ستقام على 950 دونماً من أراضي خربة طباليا المقسمة بين أراضي أملاك غائبين، وأخرى لمواطنين مقدسيين.

ويهدف الاحتلال من خلال بناء وحدات جديدة في جفعات همتوس، بحسب أبودياب، إلى ربط مستوطنة «هارحوما» في جبل أبوغنيم، بمستوطنة جيلو التي ستشهد إقامة 400 وحدة جديدة، وكذلك إقامة تسعة فنادق، لإحكام إغلاق المدينة المقدسة بالكامل من الجهة الجنوبية، وعزل صور باهر وبيت صفافا والشرفات بالكامل عن بيت ساحور وبيت لحم.

تويتر