صحافة

التدريس أصبح مهنة طاردة في السودان

تشير الأنباء إلى أن نحو 500 معلم اختصروا الطريق، وهجروا درب التعليم إلى الأبد بولاية الخرطوم فقط، وفق ما كشفت عنه النقابة العامة للعاملين بالتعليم العام، مطلع نوفمبر الماضي، ومبرر تركهم مهنة التدريس هو ضعف أوضاعهم المالية، وكانت النقابة قد طالبت الدولة بالتدخل لمعالجة الخلل في المنظومة التعليمية.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، هناك من كرس جهده لخدمة التعليم، وهم يعانون صمتاً مطبقاً، يرجون في نهاية كل عام فرحة تلاميذهم بإحراز درجات عالية، وتقدمهم إلى مراحل أعلى. «الصحافة» كان لها حديث مع الأستاذ أحمد عمر فضل الباري، الذي حدثنا عن وضع المعلم الاقتصادي والمعيشي، قائلاً إن «الاستقطاعات من رواتب المعلمين أكثر من طاقتهم، ولا يتحملها الراتب الذي أصبح لا يفي بأبسط متطلبات المعيشة، فالمعلم يعمل في بيئة عمل سيئة للغاية، ينقصها الكثير من الأساسيات، ويقع على عاتقه في المقابل الكثير من المهمات والضروريات الحياتية، وهناك جملة من الاستقطاعات لا ندري كم تكون، ولا نعرف غالبيتها، لكنها تخصم من راتبنا الشهري، ولا تبدو تفاصيلها إلا إذا ما قمنا باستخراج شهادة مرتب، ولكن يتم خصم صندوق التكافل والتأمين الصحي والمعاش وغيرها». وعلى الرغم مما يبديه معلمو ولاية الخرطوم من امتعاض، إلا أن واقع الحال يشير إلى أن الوضع في الولايات أكثر سوءاً، في ظل الخيارات الشحيحة المطروحة، والمعينات المفقودة، من انتشار المدارس الخاصة، والاستعانة بنظام الدروس الخاصة، حتى انه في ولايات دارفور لم يستجب الكثير من الخريجين إلى وظائف التعليم الحكومي، لضعف رواتبهم، إلى أن أعلن رئيس نقابة المعلمين أخيراً عن وجود مدرسة بالفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بها 1600 تلميذ ومعلمان فقط من الحكومة، منوهاً إلى أنه على الرغم من الحديث عن تكدس المعلمين بالمدن، لكنْ هناك نقص كبير في المعلمين في الأقاليم والأرياف.

 

تويتر