المرصد

«فيس بوك» يعالج الأخبار الوهمية

اعتمد «فيس بوك» إجراءات جديدة للحد من انتشار الأخبار الوهمية، والكاذبة، والملفقة والمختلقة على هذه الشبكة الاجتماعية الضخمة والمؤثرة، والشراكة مع جهات خارجية تساعد على التثبت من الحقائق لفرز التقارير الإخبارية الصادقة من القصص المختلقة التي تلعب بعواطف الناس وأفكارهم المسبقة.

وتتضمن الأخبار المزيفة مجموعة واسعة من الموضوعات، بدءاً من علاج غير مؤكد لمرض السرطان، وانتهاءً باختلاق القصص الوهمية عن المشاهير، إلا أن القصص السياسية الوهمية استقطبت وتستقطب اهتماماً واسعاً، نظراً لتأثيرها في المفاهيم العامة، ولما تمخض عنها من تأثير واضح في نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وهناك الكثير من العواقب الوخيمة التي تنتج عن القصص الوهمية، مثل تلك القصة التي ادعت بأن بعض الأطفال يتعرضون للتحرش والانتهاك الجنسي في أحد المطاعم بالعاصمة واشنطن، ما جعل شخصاً يطلق النار بشكل عشوائي من بندقيته الرشاشة على من كان في ذلك المطعم.

ولهذا السبب صار «فيس بوك» يستعين بمستخدميه لإبلاغه عن الأخبار الوهمية، التي يشكون في صدقيتها، فإذا أقر عدد كافٍ من الناس بأن تلك قصة وهمية، فإن «فيس بوك» يرسلها إلى طرف ثالث يتعاون معه للتثبت من حقيقتها، وهذا الطرف الثالث هو جزء من الشبكة الدولية غير الربحية لفحص الحقائق التابعة لمعهد بوينتر. ويقوم «فيس بوك» على الفور بحذف القصص التي ثبت اختلاقها.

ويعتقد الرئيس التنفيذي لشركة «فيس بوك»، مارك زوكربيرج، أن الأخبار الوهمية تشكل أقل من 1% من محتوى «فيس بوك»، لكن منتقدين يقولون إن ما ذكره زوكربيرج مضلل إلى حد كبير. فبالنسبة لموقع يستقطب ما يقرب من مليار مستخدم، فإن حتى أقل من 1% يعتبر نسبة كبيرة من الخطأ، خصوصاً أن هذه النسبة التي ذكرها زوكربيرج تشمل كل شيء منشور على «فيس بوك»، مثل الصور والفيديوهات والتحديثات اليومية، إضافة إلى المقالات الإخبارية.

وتؤكد دراسة صدرت يوم الخميس الماضي، من مركز بيو للأبحاث، أن ما يقرب من ربع الأميركيين يقولون إنهم تشاركوا خبراً مختلقاً، إما عن قصد أو عن جهل، وثبت في وقت لاحق أنه وهمي. ويقول 45% من الذين شملتهم الدراسة أن الحكومة والسياسيين والمسؤولين المنتخبين يتحملون المسؤولية في منع انتشار القصص المختلقة، أما 42% فيضعون هذه المسؤولية على مواقع الشبكات الاجتماعية ومحركات البحث، ونسبة مماثلة على الجمهور نفسه.

ويبدو أن الأخبار المزيفة تنتشر بشكل أسرع من أي أخبار أخرى تبثها المصادر التقليدية، لأن طبيعة تلك الأخبار تشاركية، أي تنتقل من شخص إلى آخر، كما أنها في كثير من الأحيان تثير الحفائظ أو الفتن أو الاستجابات العاطفية.

وكانت المرشحة الرئاسية السابقة، هيلاري كلينتون، قد حذرت من أن الأخبار الوهمية تشكل خطراً لابد من معالجته بسرعة، وحثت كلينتون كلاً من القطاعين العام والخاص على مكافحة التقارير الكاذبة.

وذكرت أن الأخبار الوهمية يمكن أن تكون لها عواقب مؤثرة للغاية في العالم الحقيقي، وهذا لا يتعلق بالسياسة أو العمل الحزبي، وإنما يمكن أن تعرض تلك الأخبار حياة الناس للخطر.

تويتر