تفادياً لإزالتها من قبل شركة الاتصالات

بلدية فرنسية تحوّل كابينة هاتف إلى مكتبة عامة

صورة

قد تختفي حجيرات الهاتف في فرنسا كلياً، بحلول نهاية 2017، لكن العمل جارٍ لإنقاذ كابينة هاتف في بلدة «سوزات»، التي تحولت إلى مكتبة صغيرة في مبادرة لدعم القراءة. وقد تكون أصغر مكتبة في البلاد، لكنها مليئة بالكتب المتنوعة.

من الخارج، تبدو كابينة هاتف عادية، إلا أنها من الداخل مختلفة تماماً، فقد تمت إزالة جهاز التلفون واستبداله برفوف عليها عشرات الكتب والروايات والمجلات، إضافة إلى بعض المراجع المخصصة للأطفال.

إلا أن القدرة الاستيعابية لهذه الحجيرة لا تتعدى شخصاً واحداً. وتقول عمدة البلدة، باتريسيا أوليفيرو «خطرت لي هذه الفكرة عندما كنت أشاهد برنامجاً تلفزيونياً حول كابينات الهاتف، وعلمت أنه ستتم إزالة الحجيرة الموجودة في بلدتنا». وبعد مفاوضات مع شركة «أورانج» للاتصالات، توضح باتريسيا «تمكننا من الحفاظ على هيكل الكابينة، لتحويلها لاحقاً إلى مكتبة عامة». وأعيد دهن الحجيرة، كما قام أحد السكان بتزويد البلدية بالرفوف واللوازم الأخرى، وطلبت العمدة من طلاب المدرسة المحلية تزيين الكابينة «لإعطائها روحاً جديدة».

وتقوم أصغر مكتبة في فرنسا على مبدأ «استعر كتاباً بعد أن تعيد الآخر»، إذ لا يمكن للقارئ أن يأخذ كتابين في آن واحد. والخدمة مجانية بالطبع، لأن الهدف هو التشجيع على القراءة، وتعلم أشياء جديدة. وفي ذلك تقول باتريسيا «المكتبة الكابينة تتيح للناس تعلم أشياء يجهلونها، وهي أيضاً تدفعهم للقراءة أكثر».

ويقول الطالب أنتوني، الذي ساهم في تجهيز المكتبة، إن الكابينة تعطي بعداً جديداً للقراءة. وقد ساهم العشرات من طلاب المدرسة الوحيدة في البلدة، في جمع الكتب والمجلات من الأهالي الذين رحبوا بالفكرة، وتذكر باتريسيا «المهم أن لا يفتقد الناس طعم القراءة. ليس بإمكان البلدية إنشاء مكتبة حقيقية، والحل وجدناه في المكتبة الكابينة».

ومنذ إنشائها قبل أسابيع، أقبل عليها عدد لا بأس به من الطلبة والمهتمين بالقراءة، إلا أن أحدهم اقترح تعميم الفكرة في البلدات المجاورة. وقالت إيلين ماكرون، التي تسكن بلدة «سوزات» إن «قضاء بعض الوقت في هذه الكابينة أفضل من إضاعة الوقت في تصفح المواقع الاجتماعية».

تويتر